البوابة القبطية
نشرت الكنيسة الكاثوليكية اليوم ٧ ديسمبر، ذكري انتخاب القديس أمبروسيوس أسقفًا على ميلان في عام ٣٧٤م و كان قاضيًا وصديقًا للإمبراطور ثيودوسيوس.
وأضافت حسب ما جاء في كتاب تاريخ الكنيسة بانه في العام ٣٩٠م جرت في تسالونيكي حوادث مؤسفة إذ أمر الإمبراطور العسكر بأن يحصدوا سبعة آلاف من سكانها في ثلاث ساعات. وهذا ما فعلوه بوحشية منقطعة النظير دونما تمييز بين مذنب وبريء، بين شيخ وفتى.
واستطردت حسب كتاب تاريخ الكنيسة بان ميلان كانت المركز الإداري للشق الغربي من الإمبراطورية آنذاك فوجّه القديس رسالة صارمة إلى ثيودوسيوس يطلب منه التوبة، وأعلمه أنه إلى أن يتمّم فروض التوبة كاملة فإنه لن يقبل تقدماته ولن يقيم الذبيحة الإلهية في وجوده فمهما كان احترامه له فالله أولى، وليست محبته لجلالته للمحاباة بل لخلاص نفسه.
وحين جاء ثيودوسيوس على عادته إلى الكنيسة غير مبال برسالة القدّيس أمبروسيوس فخرج إليه القديس ومنعه من دخولها قائلاً له:يبدو، يا سيدي، أنك لا تدرك تمام الإدراك فظاعة المذبحة التي ارتكبت مؤخراً لا يحولنّ بهاء أثوابك القرمزية دون اضطلاعك بأوهان ذلك الجسد الذي تغطيه. فأنت من طينة واحدة ومن تسود عليهم، وثمة سيد واحد لكلّ المسكونة.
بأية عينين تعاين بيته؟
بأية قدمين تتقدّم إلى هيكله؟
كيف ترفع إليه في الصلاة تلك اليدين الملطختين بالدم المهراق ظلماً؟
أخرج من هنا ولا تزد على إثمك إثماً فتجعل جريمتك أفظع مما كانت.
وهكذا كان انكفأ ثيودوسيوس عائداً إلى قصره وأقفل على نفسه في بكاء وتضرع إلى الرب ثمانية أشهر.
وجاءه أحد مستشاريه ممن نصحوه بضرب أهل تسالونيكي على نحو ما حدث ليبرر الحوادث بحجة حفظ الأمن وضمان الحكم، فأجابه بدموع: “أنت لا تعرف ما في نفسي من القلق والاضطراب فأنا أبكي وأنوح على شقاوتي. كنيسة المسيح مشرّعة للشحّاذين والعبيد فيما أبواب الكنيسة، وبالتالي أبواب السماء، موصدة دوني، لأن الرب الإله قال: “كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء!”.
وعاد وخرج ثيودوسيوس إلى الأسقف قبل تمام توبته وسأله الحلّ من الخطايا، فلم يشأ بل جعله في مصاف التائبين بعدما اعترف بجريمته علناً.
وكان يركع عند باب الكنيسة ويردّد مع داود النبي: “نفسي لصقت بالتراب فأحيني حسب كلمتك”
وقبل أن يمنحه القديس أمبروسيوس الحلّ من خطيئته ألزمه بإصدار مرسوم بإعطاء مهلة ثلاثين يومأ قبل تنفيذ أي قرار بمصادرة أملاك أحد من الناس أو الحكم عليه بالموت لئلا يكون القرار المتخذ بحقه قد اتخذ بتسرّع أو عن هوى.