دخلت الحرب على غزة شهرها الخامس، وعمليات القتل والتهجير والترويع مستمرة من قوات الاحتلال الإسرائيلى، ومازالت حماس على إصرارها فى احتجاز الرهائن، والسير فى خطتها رغم كارثية النتائج، ولايزال المفاوضون يحاولون للوصول إلى صيغة جيدة لهدنة جديدة، أو لإنهاء الحرب.
ربما تراجعت أخبار الحرب فى نشرات الأخبار، وربما قل الاهتمام العربى والعالمى، وهو ما توقعناه، حتى إن الكثيرين لم يعودوا يسألون عن قرار محكمة العدل الدولية المنتظر، بعد قرار الإجراءات المؤقتة الذى أصدرته هيئة المحكمة منذ أسابيع قليلة.
لهذا أكتب اليوم مذكرا نفسى والآخرين، أنه بعد حوالي 120 يومًا من الحرب أصبح الهدف الحقيقى من إنهاء الحرب هو إنقاذ حياة البشر. بغض النظر عن أطراف تحاول إطالة عمرها السياسى أو إنقاذ رقبتها. بعد كل هذه الأيام أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش بالتحضير لهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتبرًا أن الانتصار على حماس هو مسألة أشهر أخرى إضافية.
وقد ذكر فى خطاب متلفز أن الرضوخ لمطالب حركة حماس سيؤدى إلى ما وصفه بالمجزرة الأخرى. وقال نتنياهو كلامه هذا، تزامنًا مع وجود وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى تلّ أبيب للبحث فى اتفاق على هدنة جديدة.
وحسب ما أعلن، فإن القاهرة تستضيف خلال هذه الأيام جولة جديدة من المفاوضات من أجل تهدئة الأوضاع فى قطاع غزة المحاصر، وأن المفاوضات ستشمل الحديث عن صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
وفى نفس الوقت اقترحت حماس خطة لوقف إطلاق النار، وذلك فى رد على اقتراح نقله الأسبوع الماضى وسطاء مصريون وقطريون، واقترحت الحركة خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يومًا، وتتضمن المرحلة الأولى إطلاق سراح جميع المحتجزات، والذكور دون سن 19 عامًا والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى فى سجون الاحتلال من النساء والأطفال وكبار السن (فوق 50 عاماً) والمرضى، الذين تم اعتقالهم حتى تاريخ توقيع هذا الاتفاق بلا استثناء.
كما تتضمن المرحلة الأولى تكثيف المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة وخروج القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية.