02:58 م
الأحد 20 أغسطس 2023
كتب- مصطفى عيد:
تتجه أنظار الأوساط الاقتصادية العالمية في النصف الثاني من هذا الأسبوع إلى جنوب أفريقيا حيث يعقد تجمع بريكس الاقتصادي اجتماعاته السنوية خلال الفترة من الثلاثاء إلى الخميس المقبلين، والذي يضم دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وتعقد اجتماعات بريكس هذا العام تزامنا مع اتجاهات ظهرت في بعض الدول من أجل التخلص من هيمنة الدولار على التعاملات والتجارة بين الدول، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، والتي أدت لصعوبات في بعض التعاملات التجارية لعدد من الدول خاصة فيما يتعلق بالسلع الأساسية.
وتنعكس هذه الاتجاهات على الاجتماعات المقررة هذا الأسبوع للتجمع، والذي يبحث عددا من الملفات المهمة على رأسها زيادة استخدام العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين الدول الأعضاء، مع بحث مشروع العملة الموحدة كمشروع طويل الأجل، إلى جانب بحث ملف الأمن الغذائي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
كما تمثل هذه الاجتماعات أهمية محلية للمصريين في ظل طلب مصر الانضمام إلى التجمع ضمن بعض الدول التي خطت نفس الخطوة في الشهور الأخيرة، ومن المتوقع أن تبحث الاجتماعات هذه الطلبات والتي قد توافق عليها، وبالتالي تصبح مصر عضوا جديدا في التكتل.
ويأتي ذلك بعد أن أصبحت مصر عضواً جديداً في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، وذلك بشكل رسمي في 20 فبراير الماضي بعد استكمال الإجراءات اللازمة.
5 ملفات مهمة على طاولة الاجتماعات
بحسب وكالة بلومبرج، سينضم ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وحكومة إلى سيريل رامافوسا رئيس جنوب أفريقيا، وشي جين بينج رئيس الصين، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل في جوهانسبرج.
بينما سيمثل وزير الخارجية سيرجي لافروف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيحضر “افتراضيا” لتجنب احتمال توقيفه بسبب اتهامات بجرائم حرب إذا دخل البلاد.
ووفقا لبلومبرج، هناك 5 ملفات مهمة ستبحثها اجتماعات تكتل بريكس في جنوب أفريقيا هذا الأسبوع، كالتالي:
1- التوسع
يأتي توسيع عضوية المجموعة الحالية للبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا على رأس جدول الأعمال بعد أن تم وضعها في الخلف في القمم السابقة.
تم تشكيل التكتل في عام 2009 وإضافة جنوب إفريقيا بعد نحو عام، وهناك الآن 23 دولة أخرى تصطف للانضمام إليه بما في ذلك مصر والسعودية وإندونيسيا.
وبحسب سكاي نيوز عربية، فإن الدول التي طلبت الانضمام إلى بريكس رسميا هي: مصر والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا، وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند والإمارات وفنزويلا وفيتنام.
وأشارت بلومبرج إلى أن حملة الصين للتوسع السريع في التكتل واجهت معارضة من الهند، التي تخشى أن تصبح المجموعة لسان حال لجارتها القوية. كما أن البرازيل حذرة من تنفير الغرب.
لكن المعارضة خفت، وتطلب هذه الدول الآن الموافقة على قواعد ومعايير القبول، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المناقشات تحدثوا لبلومبرج.
2- العملة المشتركة
سيعيد التكتل إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على المدفوعات، التي نوقشت في القمم السابقة. عاد الجدل إلى الظهور بعد ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والحرب الروسية الأوكرانية مما أدى إلى ارتفاع العملة الأمريكية، إلى جانب تكلفة السلع المسعرة بالدولار.
وتشمل الاقتراحات التي يتعين النظر فيها زيادة استخدام العملات الوطنية للأعضاء في التجارة وإنشاء نظام دفع مشترك. ويُنظر إلى هدف إنشاء عملة مشتركة على أنه مشروع طويل الأجل.
وبدأ العديد من أعضاء البريكس بالفعل في تسوية صفقات تجارية ثنائية بالعملات المحلية. فالهند لديها اتفاق مع ماليزيا لتكثيف استخدام الروبية في الأعمال التجارية عبر الحدود، كما أبرمت البرازيل والصين في وقت سابق من هذا العام صفقة لتسوية التجارة بعملاتهما المحلية، وتواصلت الهند وروسيا مع جنوب أفريقيا بشأن ربط تسوية المدفوعات بعملاتهما الخاصة، وفقا لبلومبرج.
3- بنك التنمية الجديد
ارتفعت التجارة بين أعضاء البريكس 56% إلى 422 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية ، ويعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول، البالغ 25.9 تريليون دولار، 25.7% من الناتج العالمي، بحسب بيانات من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو.
وقال أنيل سوكلال سفير جنوب أفريقيا في البريكس، إن بنك التنمية الجديد، الذي سيكون قناة لمثل هذه المعاملات، قدر أن ما لا يقل عن ثلث الإقراض سيكون بالعملات المحلية بحلول عام 2026.
وستقدم ديلما روسيف، رئيسة البنك الذي تتخذ من شنجهاي مقرا له، تحديثا في الاجتماع حول خطط تنويع مصادر التمويل.
وأنشأ التجمع بنك التنمية الجديد كبديل لصندوق النقد والبنك الدوليين في عام 2015، وأعاقته العقوبات الغربية على روسيا- العضو المؤسس- بعد اندلاع حربها مع أوكرانيا، وفقا لبلومبرج.
وقال سوكلال إن هناك أيضًا رغبة في توسيع سلة الاقتراض للبنك وهناك العديد من الدول في الشرق الأوسط وأماكن أخرى في آسيا مهتمة بالمساهمة برأس المال في بنك التنمية الوطني. وأضاف أن 12 دولة تتطلع إلى أن تصبح أعضاء كاملي العضوية.
4- الحرب الأوكرانية
ستكون الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة منذ 18 شهرا، على جدول الأعمال. ظلت دول البريكس متماسكة معا في الغالب منذ الحرب، حيث صوتت البرازيل فقط لصالح قرار للأمم المتحدة في فبراير يدعو إلى إنهاء الصراع ويطالب روسيا بالانسحاب. امتنعت الصين والهند وجنوب أفريقيا عن التصويت.
وقال الرئيس البرازيلي إنه يريد من التكتل المساعدة في إحلال السلام. كما تقود جنوب أفريقيا مبادرة أفريقية لإنهاء القتال.
5- الأمن الغذائي
تلحق أسعار الغذاء المرتفعة الضرر بالمليارات من أفقر الناس في العالم، وسيكون الأمن الغذائي على جدول الأعمال على خلفية الإجراءات التي اتخذتها الهند وروسيا مؤخرا، والتي جعلت الوضع أسوأ.
وشددت الهند – التي تمثل 40% من تجارة الأرز في العالم- من قيود التصدير لحماية سوقها المحلي. كما انسحبت روسيا من اتفاق الحبوب العالمي لضمان أمن صادرات الحبوب الأوكرانية، والتي كانت مثالًا نادرًا للتعاون خلال الحرب، بحسب بلومبرج.
ويعتبر الأرز أمرًا حيويًا للوجبات الغذائية للآسيويين والأفارقة، حيث يساهم بنسبة تصل إلى 60% من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الناس في هذه المناطق.
اقرأ أيضا:
تنطلق اجتماعاته هذا الأسبوع.. أبرز المعلومات عن تجمع بريكس الاقتصادي