قال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إن الأخلاق والقيم سبيل الأمم المتحضرة، فأمة بلا أخلاق ولا قيم أمة بلا حياة، والدول التي لا تبنى على القيم والأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها وأساس قيمها.
وشدد على أن الالتزام بالقيم والأخلاق هو التطبيق العملي لمفهوم الإيمان والدليل على رسوخه وتمكنه من نفس صاحبه.
وأكد وزير الأوقاف – في تصريح اليوم الأحد- أن ديننا دين القيم والأخلاق، وحضارتنا قائمة على الأخلاق، وتاريخنا مفعم بالقيم والأخلاق، وقد لخّص نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) الهدف الأسمى لرسالته فقال: “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق” (مسند أحمد) .
ووصفه ربه (عز وجل) بالخلق العظيم الكريم فقال:” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” (القلم:4) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ” (سنن الترمذي).
ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) : ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “أَكْثَر مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى الله وَحُسْنُ الْخُلُقِ” (مسند أحمد) .
وأضاف وزير الأوقاف: وقد دعا ديننا الحنيف إلى كل ما يحقق الوئام الإنساني ، فنهى عن التحاسد والتباغض والتنابز بالألقاب، ودعا إلى التراحم والتزاور والتسامح، وحسن الظن، ومناداة الإنسان بأحب الأسماء إليه والبشاشة في وجهه.
فقال (صلى الله عليه وسلم) : “لا يَحقرنَّ أحدُكُم شيئًا منَ المعروفِ، وإن لم يجِدْ فليَلقَ أخاهُ بوجهٍ طَليق وإذا اشتريتَ لحمًا أو طبختَ قدرًا فأَكْثر مرقتَهُ واغرِف لجارِكَ منهُ” (سنن الترمذي) ، وأن نقول للناس كل الناس حسنًا .
حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” (البقرة:83) ، ويقول سبحانه وتعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِي أَحْسَنُ” (الإسراء :53) .
وأوضح وزير الأوقاف أن الإسلام أكد على كل هذه القيم النبيلة وعمل على ترسيخها وتزكيتها وتوجيهها اتجاهًا أكثر صفاءً ونقاءً، فخلَّص صفات الكرم والنخوة والمروءة مما علق بها من المفاخرة والمباهاة إلى ابتغاء وجه الله وصالح الإنسان، لتتغير من المباهاة والمفاخرة والمن والأذى، واقتصارها على أكابر الناس دون مساكينهم إلى شمولها وعمومها وإخلاص النية فيها لله (عز وجل).
حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :” عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ” (الإنسان : 8-12) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى إِلَيْهِ الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ” (صحيح مسلم) .
وتابع، إن من أهم القيم التي دعانا إليها ديننا الحنيف وحثنا بقوة عليها قيمة الحياء حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):” الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”(صحيح مسلم) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم):” الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ” (صحيح مسلم).
ويقول (صلى الله عليه وسلم):” اسْتَحْيُوا مِن اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِن اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتذكَّر الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ” (أخرجه الترمذي) ، ويقول( صلى الله عليه وسلم)” إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت”(رواه البخاري) .
وأضاف “ما أحوجنا إلى استعادة وترسيخ هذه القيم الإنسانية التي دعا إليها ديننا الحنيف ؛ لنحقق بصدق خيرية هذه الأمة كما أرادها الله (عز وجل) ، وتستحق بها رحمة الله أولًا ، وأن نكون شهداء على الأمم ثانيًا ، وأن نغير الصورة القاتمة التي رسمتها الجماعة الإرهابية المضللة لديننا الحنيف من جهة ثالثة” .
وتأتي قيمة المروءة والنجدة والشهامة من أهم القيم المجتمعية التي تسهم في تحقيق الأمن المجتمعي وهو ما جسدته السيدة بشرى سرور علي حسن المرأة الأصيلة سيدة الشهامة المصرية واقعًا ملموسًا في نجدة طفلتين صغيرتين عندما رأت من يعتدي عليهما فألقت بنفسها على الجاني بغية إنقاذهما غير مبالية بما يمكن أن يصيبها، فتحية كبيرة لهذه السيدة العظيمة التي أحيت وأيقظت في نفوسنا كثيرًا من القيم المجتمعية الأصيلة وضربت أنموذجًا رائعًا يضاف لسجل المرأة المصرية المشرف.