البوابة لايت
الحضارات القديمة بالرغم من مرور آلاف السنين عليها إلا أنها كانت متقدمة بشكل ما وتوصلت للكثير من الأسرار في شتى المجالات بخاصة علم النجوم والفلك، فبعض الشعوب والحضارات القديمة كانت مهتمة بالابراج وعلم النجوم والفلك وتركت بعض الأدلة والآثار التي تدل على أن هذه الحضارات على معرفة بالكون وكانت ترصد حركة النجوم والكواكب.
-الحضارات القديم التي تحدثت عن الفلك والفضاء:
اللوح البابلي لكوكب المشتري:
الشعب البابلي القديم في العراق كان مهووسا بـالابراج و علم النجوم والفلك وذلك من فترة طويلة قبل ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، وهناك مجموعة من ألواح قديمة من القرون الأولى قبل الميلاد كشفت عن رياضيات الكواكب في القرن 14 والتي نسبت بعد ذلك للأوروبيين، والبابليون كانو يتبعون الأجرام السماوية التي كانت تحدد وتدلهم مثل الكهنة أو المتنبئين بالأحداث الدنيوية، والميلاد، وعلم التنجيم، و12 من العلامات الفلكية، وقد أو ضح الباحث ماثيو أوسندريفر أستاذ التاريخ القديم بجامعة همبولت في برلين أن هناك أكثر من أربع ألواح مكتوبة باللغة المسمارية البابلية والتي تحمل بعض الدلائل والاشارات عن وجود كوكب المشتري الهائل، وفي عام 2014، أرسلت الجامعة صورة اللوح الخامس للباحث ماثيو، وعندما ترجم ماثيو الصورة وجد أن اللوح قد أوضح الحساب الهندسي لحركة القمر جوفيان، كما أن الألواح قد سجلت تحركات كوكب المشتري في الفضاء.
بوينا فيستا:
بوينا فيستا أقدم مرصد في نصف الكرة الغربي، وهو يوجد بعيدا في جبال الأنديز البيروفية بعدة أميال من ليما، وقد نشيء تقريبا من 4200 سنة والتي سبقت حضارة انكا بنحو 3000 سنة، وقد ظهر معظم المرصد والمنحوتات سليمة من الأرض، وقد حاول اللصوص الدخول الى الموقع ولكنهم فشلوا بعد حفر عدة بوصات، حيث أن البناة الأصليين أرادت أن تبقي أروع ابداعاتهم في حالة جيدة فدفنو الموقع بعناية تحت الأرض بحوالي ستة أمتار، وبالنظر الى أن المنطقة كانت خالية من الأمطار ومن العواصف فكانت المنطقة في حالة جيدة.
تنتشر بوينا فيستا على طول 20 فدان من التلال القاحلة، ويبلغ طولها حوالي 10 متر، وكان يستخدم مرصد بوينا فيستا كتقويم أو دليل للزراعة السماوية، حيث يكون هناك أدلة لغرس النبات في فترة الإنقلاب الصيفي، والحصاد في فترة الانقلاب الشتوي.
معبد وادي دي:
معبد وادي دي هو من مواقع التراث العلمي لليونسكو، كما يعتبر نصب وطني ايطالي في أجريجينتو بصقلية، وهو يحتوي على 10 من الأضرحة ومعابد دوريسي الكبرى، وفي السابق كان يعتقد علماء الآثار أن هذه المعابد قد بنيت طبقا لتوجيهات الكون مثل شروق الشمس أو سطوع القمر في تواريخ معينة، ولكن تعاون كل من العلماء الايطاليين والنيوزيلنديين قد ألغو هذه الفرضية بالرغم من أن بعض هذه المعابد تصطف أو تتماشى في الواقع لتواجه الأجسام الكونية، ولكن ليس كل المعابد، وبعض المعابد لها واجهات تواجه الأفق الشرقي طبقا للتراث، ولكنها لا تستند على الاعتبارات السماوية ولكن على التخطيط الحضري والتمسك بالجهات الأصلية، ومع ذلك فإن بعض الأضرحة توجه نحو السماء، فمعبد ديميتر وبيرسيفونى يواجهان البدر خلال الانقلاب الشتوي، وبالمثل، فإن معبد جونو يواجه مجموعة نجوم الدلفين.
تشومسونغداي:
تشومسونغداي هو برج يرصد النجوم ويوجد في كوريا الجنوبية، وقد شيد البرج في عهد أسرة سيل بأمر من الملكة سيون ديوك، والبرج صمم على شكل زجاجة الحليب، وهو أقدم مرصد فلكي في آسيا، وارتفاع البرج يصل الى 9 أمتار ويتكون من 365 حجر من الجرانيت المختلف، وعلى ما يبدو حجر لكل يوم من أيام السنة الميلادية، ويزعم بعض المصادر أن هناك 362 حجر فقط، وقد تم تقسيم البرج الى 27 مستوى اشارة الى سيلا التي كانت تتكون من 27 ولاية، وحوالي 12 من هذه المستويات تقع أسفل النافذة المركزية و12 أعلاه، ويمثل تشومسونغداي خليط من المعرفة العلمية والزائفة، وقد رسم علماء الفلك الملكي والمنجمين حركة الأجرام السماوية وسجلوا الظواهر الكونية لذلك فهو احد الاثار التى تدل على اهتمامه ب علم النجوم والفلك.
وقد استخدمو هذه المعرفة الغامضة إلى التنبؤ بحالة الطقس والتنبؤ بالأحداث الاجتماعية، والتأثير على القرارات السياسية وكذلك الزراعية، التنبؤ بالحروب، وكان يعتقد أيضا أن قدر أو مصير الطفل كان واضحا من خلال النجوم، وكان علماء الفلك يرصدون النجوم الكورية والكسوف وقد رسمت أيضا مسارات المذنبات.
زجاج الصحراء:
منذ حوالي 29 مليون سنة، انفجر نيزك في مكان ما على طول الحدود المصرية الليبية، ودرجات الحرارة في موقع الانفجار ارتفعت الى 1600 درجة مئوية (2900 درجة فهرنهايت)، وانطلقت قوة هائلة لكميات كبيرة من الرمال المنصهرة في الهواء، ثم تماسكت وأمطرت مثل الزجاج، وزجاج الصحراء الليبي ما بين الأبيض والأخضر المصفر، وله بريق كما أنه شفاف، واعتقدو أن هذه المادة الزجاجية الصحراوية توجد في القلادة الجنائزية للملك توت حيث ظهر من أهم معالم القلادة الجعران الصحراوي الزجاجي.
فقد اكتشف علماء الآثار قلادة تشبه التميمة عام 1920 أثناء استقصاء مقبرة توت عنخ أمون، والقلادة تحتوي على صور مصرية، وعين حامية للفرعون، وجعران، ورمزا للحياة، ومع ذلك فقد تم الكشف عن المصدر والتي كان من خارج الكرة الأرضية بعد أن أجريت التحاليل الكيميائية في عام 1999 و هذا ايضا احد الاثار التى تدل على اهتمامهم بالابراج و علم النجوم والفلك.
ظل الثعبان:
تم بناء مدينة تشيتشن ايتزا في المكسيك من خلال شعب المايا اعتقادا منهم في استقبال زوار السماء، والموقع الأكثر شهرة هناك هو الهرم المدرج، حيث أن هناك ألاف من السائحين يتوافدون الى الهرم الذي يعرف أيضا باسم كاستيو، حيث يظهر الضوء على الهرم مرتين في السنة أثناء اعتدال الخريف والربيع، حيث أن الشمس ترسل طيفا متعرج يشبه الثعبان الضخم يتجه الى أسفل المدرجات لمدة سبع ساعات حتى يتحد مع مجموعة من رؤوس الثعابيين منحوتة عند القاعدة، ولعبة الضوء قد تكون بالتأكيد مدروسة، وهناك أربع مدرجات تمثل المواسم وتحتوي على 91 خطوة وهناك خطوات اضافية في الأعلى لإكتمال أيام السنة، لذلك من الممكن تماما أن هيكل الهرم كان يستخدم لتتبع دورة أشعة الشمس و هو احد الاثار الفلكية التى اهتمت بـ علم النجوم والفلك.
-تمثال الرجل الحديدي من النيزك:
الرجل الحديدي هو تمثال من حجر النيزك، ففي عام 1938 تم اكتشاف تمثال الرجل الحديدي الذي يزن 10 كيلو جرام والذي عثر عليه النازيون، وتمثال الرجل الحديدي غني بمادة النيكل والكوبلت، وأكد التحليل الكيميائي أن هذه المواد من أصل سماوي، والتمثال النيزك الحديدي من فئة أتاكسيت من أندر النيازك الموجودة والذي يتكون من 0.1% من الصخور الفضائية، والأتاكسيت قد سقط وتحطم في مكان ما بين أكبرمنطقة بسيبيريا ومنغوليا منذ حوالي 15 ألف سنة وتحولت الى تمثال محفور يشبه البشري وقد تم تقييمه بحوالي 20 ألف دولار، وعصر هذا التمثال غير مؤكد ويعتقد بعض الباحثين أنه لأكثر من 1000 عام و احد اثار علم النجوم و الفلك القديمة.
ورق البردي الغول المصري:
يمكن للمصريين اضافة حالة اخرى لتميزهم عن الأخريين وتدل على اهتمامهم بـ علم النجوم والفلك، فقد تم مؤخرا الاعتراف بقطعة من ورق البردي المعروفة باسم القاهرة 86637 والتي قد سجلت أقدم نجم متغير والتي سوف تتفوق على أقدم وثيقة سابقة من ألاف السنين، والبردية توضح دراسة لنجم رأس الغول ألمع نجم في كوكبة حامل رأس الغول، ورأس الغول هو جزء من نظام ثنائي مشترك مع شقيقه النجم اللامع ميرفاك، وهما معا يكونا كوكبة حامل رأس الغول، ونجم رأس الغول هو نجم ثنائي مزدوج حيث أنه يغيير من اضاءته بمقدار ثلاث أضعاف، وهذه الدورة تستمر يومين وعشرون ساعة و49 دقيقة، والبردية تبلغ من العمر ثلاث آلاف سنة، والدورة تساوي حوالي 2.85 يوما، وقد لوحظ هذه الفترة اليوم، وكانت تسير الي 2.87 مما يشير الى زيادة النقل الجماعي بين النجوم، وهذا هو أول دليل على فترة تحول رأس الغول، ومن المعروف أيضا أن البردي يسمى أيضا بتقويم القاهرة.