زجاجة كبيرة تحتوي على ماء زمزم، تضعها تحت ذراعها رفقة أكواب من الورق، تخرج الكلمات من فيها ناعمة، بينما تدندن «زمزم.. زمزم»، داخل الحرم المكي، حيث تسقي السيدة المصرية العطشى بماء زمزم دون مقابل، على وجهها علامات النشاط، تخرج الكوب، ثم تفتح الزجاجة بشغف يدب في أنحاء جسدها، وتصب الماء بهدوء.
المشهد رآه عمرو جبل، أحد المعتمرين المصريين، بعد أن سمع صوت السيدة وهي تردد «زمزم.. زمزم»، وهو صوت لم يتعود عليه في الحرم المكي، خاصة أن ماء زمزم موجود ومتوفر بكثرة، ما أثار استغرابه، وبدأ يبحث عن مصدر الصوت، ليجد تلك السيدة، التي بدا من علامات وجهها ونبرة صوتها، أنها مصرية، يروي لـ«الوطن»: «شوفتها وأنا خارج من الطواف، ولما قربت منها لقيتها بتشرب الناس وتوزع مياه زمزم، وشربت منها».
أمن الحرم المكي يساعد السيدة المصرية
أمن الحرم المكي كان يقف مع السيدة، يتحركون في كل خطوة تخطوها، لتجفيف المياه التي تقع على أرضية الحرم: «الناس لما بتشرب في مياه بتقع على الأرض، فبيجي عامل النظافة يمسحها، الست كانت بتقول زمزم زمزم وبتتكلم مع الناس عادي، وصوتها وهي بتتكلم مصرية، والعامل بيقول لها إنه هيروح ويرجع لها بعد شوية».
وبحسب «عمرو»، كان وجه السيدة نشيط، ولم تظهر عليها أي علامات التعب، بل كانت وقورة تتحدث ببطء وابتسامة تعلو وجهها، وكان كل من يراها يشرب منها ماء زمزم.