هل تعلم أن هناك 10 لاعبين ضمن قائمة الجزائر النهائية لبطولة أمم إفريقيا ارتدوا قمصان منتخبات فرنسا في فرق الشباب والناشئين قبل أن يقرروا تمثيل الجزائر دوليا.
حين أعلن جمال بلماضي مدرب الجزائر قائمة الفريق المبدئية لبطولة أمم إفريقيا 2023 كان هناك 17 لاعبا مثلوا فرنسا من أصل 50.
ويصحبكم FilGoal.com في رحلة عن الارتباط الوثيق بين فرنسا والجزائر سياسيا وكرويا.
يتضمن النشيد الوطني للجزائر مقطعا يقول “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه مثلما يُطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا”.
في منتصف 2023 أعاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اعتماد هذا المقطع في النشيد الوطني بعدما حذف من الكتب المدرسية منذ 2007 لاعتبارات سياسية.
فالفرنسيون كانوا منزعجين من هذا المقطع ويشعرون أنه يحمل نبرة تهديد وعداء، لما فيه من إشارة إلى ثوار الجزائر وهم يتوعدون فرنسا، التي كانت تستعمر بلادهم على مدار عقود من الزمن.
لكن الرئاسة الجزائرية نشرت مرسوما رئاسيا ذكرت فيها أن النشيد الوطني الجزائري، سيتم عزفه في المناسبات الرسمية بمقاطعه الخمسة كاملة، بعدما أُلغي ذلك منذ 1986، تجنبا للحرج السياسي بين الجزائر وفرنسا.
بلد المليون شهيد عانت طوال 132 عاما من الاستعمار الفرنسي قبل نيل الاستقلال عام 1962 بعد تضحيات كبيرة.
بالعودة للمنتخب الجزائري سنجد أن أبرز نجومه ارتدوا قمصان فرنسا مثل:
آدم وناس الذي لعب مع منتخب فرنسا دون 20 عاما قبل أن يمثل الجزائر.
فيما تدرج حسام عوار في المنتخبات الفرنسية، بل ولعب للمنتخب الأول، ثم قام بتغيير جنسيته الرياضية.
هناك أيضا سفيان فيغولي الذي لعب لمنتخبات فرنسا دون 18 و21 عاما
ولعب أنتوني ماندريا حارس الخضر الحالي لمنتخب الديوك دون 18 عاما، وارتدى ياسر لعروسي قميص منتخب فرنسا تحت 21 عاما.
على الطريق نفسه، سار إسماعيل بن ناصر نجم ميلان ومنتخب الجزائر، فقد لعب لمنتخبات فرنسا دون 18 و19 عاما.
الحارس ريس مبولحي ظهر بقميص ناشئي الديوك تحت 17 و18 عاما، والظهير ريان آيت نوري لعب لمنتخبات 18 و21، ونبيل بن طالب لمنتخب دون 19 عاما.
أحدث الوجوه المتحولة من تمثيل فرنسا إلى الجزائر كان أمين جويري الذي لعب لكل المنتخبات السنية الفرنسية.
وكذلك فعل المستبعدون من القائمة الأولية، وهم بدر الدين بوعناني ورشيد غزال وأندي ديلور وجوين حجام وياسين براهيمي وبلال براهيمي وفوزي غلام.
هذه الكتيبة الفرنسية الجزائرية تحمل آمال الخضر في استعادة اللقب الذي ذهب للسنغال في 2021.
الطريق إلى كوت ديفوار
تأهل المنتخب الجزائري إلى كأس الأمم الإفريقية عن المجموعة السادسة برصيد 16 نقطة.
محاربو الصحراء أكلوا الأخضر واليابس وفازوا بـ5 مباريات من أصل 6، مقابل تعادل وحيد، دون هزيمة.
المنتخب الجزائري بدأ التصفيات بالفوز على أوغندا 2-0 في الجزائر، قبل إسقاط تنزانيا في ملعبها بنتيجة 2-1.
وواصل الخضر نتائجهم الإيجابية بالانتصار على النيجر ذهابا وإيابا، 2-1 و1-0.
وحسم منتخب الجزائر التصفيات مبكرا، وعاد بالفوز من أرض أوغندا بنتيجة 2-1.
وشهدت المباراة الأخيرة بالتصفيات التعادل الوحيد أمام تنزانيا بلا أهداف.
الجزائر وأمم إفريقيا
ستكون هذه هي المشاركة رقم 20 للجزائر في تاريخ أمم إفريقيا.
توج المنتخب باللقب مرتين من قبل، عامي 1990 بالجزائر، و2019 بمصر.
فيما حصل منتخب الجزائر على المركز الثاني مرة، في نيجيريا 1980.
أما المركز الثالث فحصل عليه مرتين، في 1984 بكوت ديفوار و1988 بالمغرب.
بشكل عام، لعب المنتخب الجزائري 77 مباراة طوال تاريخه بالبطولة الإفريقية، انتصر في 28، وتعادل 22 مرة، وخسر 27.
وسجل محاربو الصحراء 94 هدفا واستقبلت شباكهم 89 هدفا.
سر اللقب
ثعالب الصحراء هو لقب منتخب الجزائر وأحيانا يلقبه البعض بمحاربي الصحراء، ويعود هذا الاسم إلى الصحراء الكبرى الجزائرية والتي تحتل الجزء الأكبر من الدولة.
فيما كان اختيار لقب الثعالب بسبب انتشار هذا الحيوان بكثرة في الصحراء الجزائرية، فضلا عن الذكاء المشهور عن الثعالب.
محاربو الصحراء أيضا هو لقب المنتخب الجزائري، وهي محاولة لتحفيز اللاعبين الجزائريين.
يلقب منتخب الجزائر أيضا بالخضر، نسبة للون الأخضر المتواجد في علم الجزائر.
الشباب تحت جناح المخضرمين
يعول منتخب الجزائر على مجموعة كبيرة من المخضرمين، ومنهم من حصد لقب 2019، مثل رياض محرز وإسلام سليماني وسفيان فيغولي وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي ورايس مبولحي.
ويحاول جمال بلماضي صناعة توليفة شابة مع هؤلاء المخضرمين بلاعبين مثل فارس شايبي ورامز زروقي وريان آيت نوري وهشام بوداوي ومحمد الأمين عمورة وأمين جويري.
تعرف على قائمة الخضر والتي ضمت 26 لاعبا وعلى رأسهم بطبيعة الحال النجم رياض محرز من هنـــــــــــــــــــــــــا.
مجموعة مفخخة
الجزائر ستكون ضمن 24 منتخبا يزور كوت ديفوار لخوض كأس الأمم الإفريقية خلال شهري يناير وفبراير، بعد نسخة ماضية ظهروا فيها بشكل شاحب، لم يتبق في الذاكرة منه سوى خروج حامل اللقب من الدور الأول دون تسجيل أي هدف.
وأسفرت قرعة أمم إفريقيا 2023 عن وقوع الجزائر في مجموعة تنذر بالخطر في حالة عدم التركيز منذ أول مباراة.
فالمنتخب الجزائري سيواجه منتخبات بوركينا فاسو وموريتانيا وأنجولا في كوت ديفوار.
ويستهل منتخب الجزائر حملة البحث عن اللقب أمام نظيره الأنجولي، في الجولة الافتتاحية من دور المجموعات.
وذلك يوم الاثنين 15 يناير في تمام العاشرة بتوقيت مصر.
قبل أن يلعب ضد بوركينا فاسو يوم السبت التالي في الرابعة عصرا.
ويختتم الخضر مباريات المجموعة بمواجهة عربية عربية، ضد منتخب موريتانيا يوم الثلاثاء 23 يناير في العاشرة مساء.
بالنظر لترتيب المباريات، سنجد أن أي نتيجة سلبية في المباراة الأولى ضد أنجولا وتعثر محتمل أمام بوركينا قد يعصف بآمال الجزائر مبكرا من البطولة أو يجعلها تحتل المركز الثالث وتنتظر نتائج باقي المجموعات لمعرفة مصيرها.
أم سيظهر المنتخب الجزائري بوجه مشرق بعد تصريحات مدربه جمال بلماضي الذي خفف الضغط على لاعبيه حين قال إن منتخب بلاده ليس ضمن المرشحين للفوز باللقب.