البوابة لايت
مع صدمة امتزجت بمشاعر الخوف والقلق والغضب شعرت بها الأم لبنى عبدالعزيز، بعد أن وجدت نفسها وحيدة مع طفلتها الرضيعة بظروفها الخاصة، لكنها قررت أن تحمل المسئولية فعملت مندوبة مبيعات، تتنقل داخل القاهرة، أو بين المحافظات، لنقل وبيع مواد غذائية في حقيبة ثقيلة تحملها بين يديها وأخرى على ظهرها، تحمل فيها البضاعة، ولا تعود إلى منزلها إلا بعد أن تنهى مهمتها.
وتقول الأم: «والله مش ببالغ لو قلت إنى بحس إنى باستمد من النظرة فى عينها قوتى، وأن أى تعب بيهون عشانها ورغم أن المصاريف كانت بتزيد عليا كل ما البنت بتكبر، خصوصًا أنها بتاخد جلسات تخاطب، لكن الحمد لله وصلت للمرحلة الثانوية الفنية المهنية».
ورغم انشغالها بتوفير قوت يومها، فإنها كانت تحرص على أن تستقطع من وقتها القليل لتدرس وتقرأ عن أطفال متلازمة داون، هذه الدراسة جعلتها تكتشف موهبة ابنتها الرياضية مُبكرًا، ولاحظت ميول طفلتها شهد للسباحة والجرى فقررت أن تشترك لها فى رياضة ألعاب القوى.
وكان أداء الطفلة يتطور سريعًا، حتى أنها شاركت فى عدد من المسابقات وحصلت على 20 ميدالية فى السباحة والجرى، وتم تكريمها من وزير الشباب أكثر من مرة، ولم تتوقف «شهد» عند حد الرياضة فقط بل إنها تتميز فى الرسم والغناء والرقص والاستعراض، وشاركت فى عدد من دورات الكورال فى الأوبرا وحصلت على شهادات تقدير وتم تكريمها أيضًا فى عدد من الاحتفاليات.
وتتذكر الأم تلك اللحظة التى تخلى فيها زوجها عنهما خوفًا من تصبح طفلته مختلفة عن أقرابها ثم تنظر إلى تلك الميداليات والتكريمات التى حصلت عليها «شهد»، وتقول: «دى أجمل هدية ربنا ادهالى، هفضل معاها لآخر المشوار».