لأول مرة في تاريخ أياكس يخسر 5 مباريات متتالية في الدوري الهولندي، و8 مباريات في جميع المسابقات الموسم الجاري كأسوأ سلسلة في تاريخ النادي منذ بدء الكرة الاحترافية في هولندا عام 1954. ولأول مرة يخسر من فينيورد وألكمار وإيندهوفن في الدوري الهولندي.
البعض وصف أن الموسم الجاري الأسوأ في تاريخ أياكس، وهو بالفعل كذلك بسبب تراكمات في الموسمين الأخيرين منذ رحيل إرك تين هاج، لدرجة أن ماركو فان باستن أسطورة النادي السابق قال إن النادي لم يعد يشبه ما عرفه.
رحل تين هاج عن أياكس بعد تجربة بدأت من 2017 وحتى موسم 2021-22، حقق مع الفريق خلال 4 مواسم ونصف 3 ألقاب للدوري الهولندي و2 كأس هولندا ولقب لكأس السوبر الهولندي (درع يوان كرويف)، وأعاد الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-19 لأول مرة منذ 21 عاما وخسر حينها بهاتريك دراماتيكي من لوكاس مورا أمام توتنام.
بعد رحيل المدرب الهولندي صوب مانشستر يونايتد الإنجليزي بدأ ينفرط عقد الفريق، بل النادي، وهو ليس السبب.
في الصورة التالية ستجد 11 اسما للاعبي أياكس لم يعودوا موجودين حاليا.
تفريغ أياكس
مع خروج تين هاج من أياكس تولى ألفريد شرودر مهمة تدريب الفريق، وبدأ النادي في بيع لاعبيه واحدا تلو الآخر، أندري أونانا إلى إنتر، ليساندرو مارتينيز وأنتوني تبعا مدربهما في مانشستر يونايتد، نصير مزراوي وريان جرافنبيرخ إلى بايرن ميونيخ.
عمليات بيع اللاعبين المتتالية جعلت شرودر يصرّح لشبكة ESPN: “بيعنا الكثير من اللاعبين لدرجة أنني أفترض أن أحدا لن يغادر، إذا قمنا ببيع لاعب رئيسي آخر، فلن يكون ذلك جيدا بالنسبة لنا”.
بعد ذلك بأيام قليلة لم يرفض النادي عرض الشياطين الحمر القياسي بـ 95 مليون يورو وباع أنتوني البالغ 22 عاما لهم.
أثبت ذلك أن شرودر كان على حق، حيث أن عملية بيع أخرى لم تكن في صالح أياكس، خاصة أن الوضع لم يكن في أفضل حال، إذ قبل نهاية الموسم أعلن نادي أياكس رحيل مارك أوفر مارس المدير الرياضي بشكل مخز للغاية.
رحل مارك وهو “يشعر بالخجل” لأنه أرسل “سلسلة من الرسائل غير اللائقة إلى العديد من زميلاته” ولم يعلن النادي عن خليفته سوى بعد 13 شهرا أي أن موسم كامل وهو 2022-23 مر على أياكس بدون مدير رياضي، لكن تواجد إدوين فان دير سار كمدير تنفيذي كان بمثابة حل مؤقت حتى مع مرور موسم كامل بمقعد شاغر في هذا المنصب.
بدأ الموسم ولم تتحسن النتائج، تواجد شرودر على مقاعد البدلاء وأياكس يخسر بنتيجة 6-1 أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا كأثقل هزيمة قارية للفريق، ورحل عن الفريق بعد 7 مباريات دون فوز كأطول سلسلة حينها في تاريخ النادي بالدوري الهولندي.
تولى جوني هيتينجا منصب المدير الفني حتى نهاية الموسم، ولا يُلام في أول تجاربه، فخسر الدوري لصالح فينيورد ونهائي كأس هولندا أمام أياكس.
الموسم الذي وصفه البعض بالكارثي بعد احتلال أياكس للمركز الثالث في الدوري لأول مرة من 2008-09، انتهى باستقالة فان دير سار من منصب المدير التنفيذي.
وبعد أسبوع واحد فقط من قراره، نُقل حارس هولندا التاريخي إلى العناية المركزة بعد اكتشاف نزيف في الدماغ. ولحسن الحظ، فإن حارس المرمى السابق “مستقر، وفي حالة لا تهدد حياته ويستطيع التواصل”.
الكوارث أكبر
بيتر زوارت محرر من مجلة “Voetbal International” الهولندية أجرى تقريرا حول توقعات الصحفيين الأبرز في هولندا عن المراكز المتوقعة لكل فريق بنهاية الموسم موضحا: “توقع صحفي واحد فقط أن أياكس سيحتل المركز الأول. توقع معظم الناس المركز الثالث. أقل توقع لأياكس كان في المركز الرابع“.
المشكلة الأكبر لأياكس أن مقعدي المدير الرياضي والمدير التنفيذي شاغرين، لكن جاء تعيين سفين ميسلينتات في مايو 2023 بمنصب المدير الرياضي كمحاولة لسد الثقب الموجود في سفينة عملاق هولندا.
الألماني وصل لأياكس بعد إعادة بناء سمعته مع شتوتجارت، بعدما بدأ في بوروسيا دورتموند مع يورجن كلوب ثم العمل في أرسنال لعامين دون تقديم ما يرضي النادي وعشاقه.
في صيف 2023 رحل دوشان تاديتش عن أياكس صوب فنربخشة التركي رغم أنه جدد عقده لـ 7 سنوات في وقت سابق.
وبعد شهرين من قدوم ميسلينتات رحل دوشان تاديتش القائد المخضرم بعد فسخ تعاقده وانضم لفنربخشة التركي، ربما تعتقد أن الصربي رحل كون المدير الرياضي الجديد يراه كبيرا في السن على سبيل المثال أو لا تتلائم أفكاره مع النادي، لكن تاديتش كان قد جدد عقده مع النادي لمدة 7 سنوات في 2019 وعمره حينها 30 عاما أي أن عقده مستمر حتى 2026
لكن الحقيقة أن تعاقد الصربي كان ينص على أن آخر عامين في عقده كلاعب سيتدرب في مقر النادي تمهيدا ليكون مدربا مستقبليا للفريق بأفكار مدرسة يوهان كرويف.
رحيل الصربي وفقا للتقارير بسبب وجود تضارب في طموح اللاعب والنادي وخطة النادي بالسماح لنجومه بالرحيل واحدا تلو الآخر.
الصيف الماضي رحل يورين تيمبر إلى أرسنال وإدسون ألفاريز ومحمد قدوس إلى وست هام وكالفين باسي إلى فولام ومحمد دراميه إلى ريمس الفرنسي.
إجمالا جمع ميلسلينتات 160 مليون يورو، بالإضافة لرحيل دافي كلاسين وتاديتش دون مقابل من بيع النجوم، وضم في الفريق لاعبين شباب، في المقابل ضم لاعبين من فرق في درجات أدنى أو لا يلعبون على منافسة ببطولات كبرى.
فضم تشوبا أكبوم من ميدلسبروه مقابل 12 مليون يورو بعدما كان اللاعب معروضا للبيع قبل عام ويحاول العثور على تجربة جديدة، أيضا ضم جورجيس ميتوكازدي من ميتز الفرنسي.
أنفق 8 ملايين يورو لضم الحارس ديانت رامادج من فرانكفورت الألماني صاحب الـ 21 عاما بعدما خاض مع الفريق مباراتين فقط خلال موسمين.
تعاقدات جعلت أياكس أصغر فريق في الدوري الهولندي عمرا.
بدأ الموسم وتعاقد النادي مع موريس شتاين المدير الفني الذي حقق نتائج جيدة مع سبارتا روتردام وقاده للمركز السادس بشكل مفاجئ في الدوري الهولندي.
أوضح زوارت ما حدث في بداية الموسم قائلا: “تبخرت الثقة بين ميلسلينتات وشتاين في وقت مبكر جدا من الموسم، غيّر شتاين اللغة في غرفة تبديل الملابس إلى اللغة الهولندية في بداية الموسم التحضيري. بعدما كانت اللغة المنطوقة السابقة في غرفة تبديل الملابس هي اللغة الإنجليزية تحت قيادة إريك تن هاج”.
وأكمل “بعد ذلك، ضم 11 لاعبا أجنبيا لا يتحدثون اللغة الهولندية. لم يكن شتاين يعرف معظم التعاقدات. بعد التعادل 0-0 مع فورتونا سيتارد، قال للصحافة إن يوسيب سوتالو (أغلى صفقة في الصيف) كان التوقيع الوحيد الذي أعجبه. هذا لم يلق استحسانا من قبل اللاعبين الـ11 الآخرين”.
صحيفة دي تليخراف الهولندية سبق وأن ذكرت بعد مرور 4 جولات من الدوري أن ميسلينتات دخل إلى غرفة ملابس الفريق، وهدد أمام اللاعبين بإقالة موريس شتاين من منصبه.
أياكس خسر من فينيورد منافسه التقليدي بنتيجة 4-0 في مباراة توقفت بسبب شغب جماهير أياكس بعد استقبال الهدف الثالث بعد إلقاء الألعاب النارية في أرض الملعب أكثر من مرة غضبا من نتائج الفريق منذ بداية الموسم، وعقب استكمالها أصبحت النتيجة 4-0 وبات سانتياجو خيمينيز أول لاعب من فينيورد يسجل هاتريك في ملعب يوهان كرويف ضد أياكس من فريقه.
ووصفت صحيفة “AD” الهولندية ما حدث في المباراة بأنها “واحدة من أتعس كوارث أياكس في تاريخه الممتد 123 عاما”.
كما كتب الصحفي الهولندي سيورد موسو في اليوم التالي لصحيفة Algemeen Dagblad الهولندية: “لا يوجد أحد هو الرئيس الحقيقي للنادي في الوقت الحالي – وفي الوقت نفسه، الجميع قليلون”.
لكن المدير الرياضي رحل بشكل أسرع مما هو متوقع، فأقيل من منصبه يوم 24 سبتمبر 2023، بعد 4 أيام من التحقيق في أنشطة الانتقالات التي أجراها,
التحقيق كان عن إمكانية وجود تضارب مصالح للمدير الرياضي من خلال تسهيل ضم بورنا سوسا ظهير شتوتجارت لأياكس، كونه يمتلك حصة في الشركة التي سهلت انتقاله إلى النادي الصيف الماضي.
حيث صرّح فان باستن أن “النادي لا يشبه أياكس”. واقترح قائلا: “إنه أقرب إلى نادي أمستردام”، وهو نادٍ ينافس من نفس المدينة في دوري الدرجة الثانية الهولندية.
ساءت النتائج في بداية الموسم لدرجة أن أياكس تذيل الترتيب بعد مرور 7 جولات بفوز واحد فقط في شهر أكتوبر الماضي عندما خسر من أوتريخت بنتيجة 4-3.
أياكس كان له مباراتين مؤجلتين لكن هذه كانت أسوأ بداية للفريق على الإطلاق، وظل 8 مباريات دون فوز في جميع المسابقات ومن بينها 5 هزائم كأسوأ سلسلة في تاريخ النادي منذ عام 1954 -بدء الكرة الاحترافية في هولندا-.
ألتراس أياكس صب غضبه بعد الهزيمة وكتب: “شتاين، حان وقت الوداع! نحن نفضل الذهاب إلى برايتون بدون مدرب بدلا منك. لقد كان لديك ما يكفي من الوقت. المركز السابع عشر لا يليق بأياكس”.
الهزيمة أمام أوتريخت كانت الأخيرة لشتاين لأنه رحل من منصبه بعد 11 مباراة من منصبه رغم إنه وقع على عقد لمدة 3 سنوات.
وتولى هيدويجز مادورو المهمة بشكل مؤقت وواجه إيندهوفن وخسر بنتيجة 5-2 حيث صرّح بعد المباراة: “خلال الشوط الثاني، يمكن ملاحظة أننا لم نصل إلى المستوى النفسي والبدني المطلوب”.
وأكمل “أحد العوامل هو المثابرة، وعليك التصرف بذكاء عندما يحاول الخصم إيذائك. أعتقد أننا نفتقر إلى الشخصية في الملعب. وهذا شيء سيتعين علينا تغييره في الشتاء المقبل”.
ثم تم تعيين جون فانت شيب كمدير فني مؤقت لنهاية الموسم لمحاولة إنقاذ الموسم وتحسنت النتائج وأصبح أياكس بعد رحيل مديره الرياضي ومدربه حاليا في المركز الخامس برصيد 25 نقطة من 16 مباراة.
العام الجاري كان صعبا ورغم محاولات الفريق لتدارك الوضع تلقى الهزيمة الـ 14 في 2023 كثاني أكثر عام ميلادي خسر فيها مباريات بعد 1967 عندما خسر 17 مباراة في جميع المسابقات.
ولأول مرة يودع أياكس كأس هولندا أمام فريق من الهواة ضد فريق يُدعى هيراكوليس يحتل المركز العاشر في دوري الدرجة الرابعة الهولندية بنتيجة 3-2 من دور الـ 32.
المباراة شهدت غياب المدرب لحضور حفل زفاف نجله في أستراليا، وعوضه ميشيل فالكانيس بشكل مؤقت لمدة أسبوعين لحين عودته.
وخرج يارول هاتو قائد أياكس في اللقاء والبالغ 17 عاما مصرّحا: “نحن لاعبون محترفون وفشلنا في إظهار جودتنا، خسرنا ونهنئ الخصم”.
في شهر نوفمبر كان أياكس الأسوأ في كل المقاييس المطلوبة لفريق كرة قدم حديثة بحسب إحصائيات أوبتا، تحسنت الأمور بعض الشيء في الشهر الأخير من العام، على آمل أن يكون عام 2024 أفضل لأياكس وجماهيره.