Site icon الكيان الاقتصادى – Alkaian

أيمن عطية يكتب| التنويريون.. والحقيقة الوقحة!

أيمن-عطية

أيمن-عطية

فلاح وقد نال البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وكان طموحه الإمساك بالقلم والجلوس إلى ميكروفون الإذاعة، وكأن يرى فيهما المجد الذي عمل من أجله.

كونه فلاحا مرتبطا بأصوله، جعل أول مقترحاته في تجربة صحفية مع أحد رافعي رايات التنوير عن موسم القطن في محافطته الشرقية وما يحيط به من مشكلات ويبشر به من خيرات، فكانت أولى صدماته أن التنويري هذا قد انتقى كل ما بعد لكن بمعنى أنه ترك كل ما فيه بشر لصالح كل ما هو مشكلة، وحينها شعر هذا الفلاح المبادئ حياته الصحفية وكأنما مرادف التنوير هو البوح بنصف الحقيقة، وبتلقائية شديدة لم بعد إلى هذه الصحيفة مرة أخرى، رغم عدم توفر بديل لديه حينها، لكنه القرار الذي اطمأن إليه.

بعد نحو عشرين عاما على هذه الواقعة، كان فلاحنا قد تبندر أو هكذا تصور، وحين وجد هذا التنويري من جديد، كان اللقاء في ستوديو إحدى الفضائيات المهمة، فقد اصبح هو ذا شأن في عالم الفضائيات، والتنويري ورفاقه من أهل التنوير كانوا ضيوفا في برنامج بتلك الفضائية التي يشغل هو موقع نائبها، ولكن ما حدث فاجأه وكأنها أول أيامه في عالم الإعلام، ففي الفاصل قال أحد التنويريين للآخر، هل أعجبك ما قلته بشأن فلان؟ .

هل أزيد في الهجوم عليه أم أن هذا يكفي؟ ما حدودكم هنا وما موقفكم بشأن فلان حتى أحدد ما سأقول يشأنه؟ وتكتمل حالة الصراحة الوقحة ومن سوء أم حسن حظي أن فني الصوت كان فاتحا إياه، دون أن يدري ماذا يقول هؤلاء وما قيمته، فما يعنيه بالأساس هو مستوى الصوت وجودته، أو ربما يدري لكنه اعتاد على هذا، المهم انني أمسكت بالقلم كاتبا مقالا نشرته العظيمة صحيفة الأهرام وحمل عنوان الحاجة إلى نخبة جديدة، وكأن هذا تصرفا تلقائيا للغاية لأن بين أولئك التنويريين حينها، كان كاتب كبير واستاذ جامعي وثالث أفضل عدم ذكر صفته لأن مجرد ذكرها يرادف البوح بكينونته.

الآن وبعد نحو عقد من الزمان على هذه الواقعة، عاد أحد هؤلاء التنويريين ليغمز ويلمز ويفصح عن أمور هو يدرك تماما أنعا تحمل استفزازا لعموم الشعب، وكأنما انتهينا من شواغلنا لنتحدث عن تفاصيل التفاصيل، والأشد قسوة أن يسير في ركبه بعض رفاقه من التنويريين بحجة أن في القضية ما يستدعي الدعم، ويا هؤلاء التنوير لم يكن يوما خلق حالة جفاء مع الدين، ولو أن في الدين ما يستحق إعادة النظر فحتما لهذه المهمة رجال قادرون عليها ومؤهلون لها، وحسنا فعل الدكتور أسامة الأزهري حين رد في واحدة ردا جميلا عاقلا، وهي تلك الخاصة بالصيدلاني الذي كان يقرأ القرآن، ومن قبل كانت ردود علماء وأهل اختصاص بشأن خانة الديانة في البطاقة الشخصية، وكذلك بشأن البهائية والاعتراف بها..

الان وبعد هذه العقود، من موضوع القطن وجتيه عام 1994، وصولا الي أولئك الذين يتفقون معا على شكل وحدود ما سيقال بشأن قضايا مصيرية، ومن بعد ومن قبل أيضا الخوض في ملفات لمجرد إبداء الاختلاف وإثارة الجدل، كل هذا يجعلني اشعر بأن لا شئ قد تختلف، أو ربما أنني لا أزال هذا الفلاح الطامح في العيش بعالم مختلف، وحين اخترق هذا العالم، وجد أنه كالعندليب حين اكتشف أنه مجرد خيط دخان…

Exit mobile version