ليس من رأى كمن سمع، وأصدق ما رأيت شاهدا على صحة هذه المقولة، كان حين رأيت بعضا من مدن الحبيبة فلسطين بأول زياراتي لها في شتاء 2005.
أول ما رأيت كان حالة الارتباك والخوف المبالغ فيه داخل مطار اللد أرو كما تطلق عليه دولة الاحتلال مطار بن جوريون ، فثاني اسم عندي هو محمد والثالث عطية ولقب العائلة أبو العطا، وما أن رأوا الاسم هناك حتى انتابهم الذعر، وكأنما أصبحوا في خطر داهم،
و بعيدا عن تفسير القلق، والذي قال لي ضابط منهم إن اسمي يشبه أحد الواردة أسماؤهم في تفجيرات برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، فلا يعنيني كثيرا ان كان صادقا أم لا، ما يعنيني كان رد فعلي فقد فوجئت بما أنا عليه، حالة من الثقة المفرطة بأنهم لا يستطيعون فعل شئ معي)أو حتى مصايقتي بكلمة.
ووصل بي الأمر إلى حد أن قلت لضابط كام يقف بالقرب منا، ليتكم تعتقلونني، وحين قلت هذه العبارة كان لسان حالي أنتي لست أفضل من الفلسطينيين الذين يعتقلونهم يوميا وبلا ذنب أو جزيرة،
أما ما أفصحت عنه لهذا الضابط وأمام زملائي من الإعلاميين، أنكم حال اعتقالكم لي فإنكم تسدون إلى خدمة جليلة، فلو بقيت لعشرات السنوات عاملا بمجال الإعلام لن أنال من التقدير والشهرة ما ستفعلونه أنتم في يوم أو حتى سويعات قليلة.
بدت الدهشة على وجه الضابط الإسرائيلي، وقال إنهم سبجرون اتصالا ما ثم يعود هو إلى، وبالفعل عاد إلى بجواز سفري، قائلا شكرا لكم، لكتي لا أعرف كيف تكون على هذه الحالة من السعادة وانت تواجه مشكلة في بلد غير بلدك.
أخذت منه جواز السفر، وقلت لكن وجهي كان باتجاه زملائي في تلك الرحلة، مهما قلت له، لم يستوعب، أن فلسطين ليست غزيبة علي حتى وإن كانت تلك هي زيارتي الأولى لها، فقال لي أحدهم، بالله عليك يا أيمن نأجل الكلام ده بعد من نطلع من المطار، فاستجبت وخرجنا.
لكن بيقين أنه حتى وإن كانت الأجواء هادئة، فإنهم قلقون، وأن مصريتي تستحق أن أحمد الله عليها حمدا لا حدود له، وأن فلسطين إحساس كامن فينا، ينتظر موقفا ليخرج معبرا عن ذاته.
ومهما طال الصمت تبقى فلسطين في الوجدان ولا أحسبني استثناء عن القاعدة العربية من سلطنة عمان وحتى المغرب وموريتانيا..