تتكاثر الكلمات، ويستلّ المجتمع عدته البتارة وسيفه الغَدِيْر، في إلقاء اللًّوْم على ” المرأة ” التي يتعقدوا بقناعتهم أنها خرجت عن آلة صناعة الأخلاق التي البسها المجتمع إياها منذ مهدها الأول، فاللًّوْم هنا سلاح سام ومؤذٍ للدافع عن الجذور العميقة لحماية الذات قبل المجتمع، فهو قادر على الإطاحة بأقوى العلاقات الإنسانية، وذبح الحس الأخلاقي، ويعطي المبررات للإبادات الجماعية.
ولكن ..كفي .. وانهضي عزيزتي، فوسط كل الأكاذيب صدقوا، وفوق مئات الأقْسام الباطلة أبروا القسم، بأنك أنتِ صانعة الأخلاق، فمنذ بدء الخليقة والمرأة التي تقرر قواعد الفضيلة وتبني قلاع محاربة الرذيلة، فأنت مرآة الجمال والقبح معاً في وجه الأمة، فقد صدقوا رغم الافتراء بأنك المنبع الفياض من معاني الإنسانية حباً وكرها أن ارادوا، عدلا وظلما إن استحقوا ذلك، سعادة وحزناً للقاسية قلوبهم .
آلية نفسية، لتعزيز المجتمع بالمبادئ ومصدرا للضعف والقوية، لم يكن ذلك ثرثرة من هواة جلسات آكلي الأعراض، فقد منح الله فقد للمرأة ” الرحم” الذي تنبت فيها كل البدايات ويشهد مراحل اكتمال الحياة أو موتها، فقد خص الله جل وتعالي به المرأة بعد أن منحها القدرة على صناعة الإنسانية.
فاحذري أن تكوني كبش فداء، لخَيَباتهم ، لعدم قدرتهم على الاعتراف بالعجز والنقصان، فقد يسري عرفهم البالي على البحث عن حمّارُ الأحمال ليرفع جريرة المشاكل والعيوب والأخطاء التي يرفضوا دفع تكلفة إصلاحها.
لا تقبلي بالوصم، لأنك روح الحياة، ولا ترهقي أزهار روحك بتقلبات الطقس الغادرة أحيانا وإن سقطت أحدى أوراق ساقك أسقي الغصن رحمة من نبعك الإلهي يفيض أزهاراّ مبهجة لكل من أنكر عليه الحياة يوماً.
فإذا اختارك الزمن يوماً للتحدي، فلا تنتظري صيانة آلة الأخلاق بداخلك من مجتمع يرى المرأة هي المسئولة والظالمة والمظلومة، ولكن أعيدي ترتيب تروس روحك وضخي ماء الحياة في الأوردة الصماء، وحين تدور آلتك من جديد يشهدوا بأنك لم تتوقف قط .
دفع المرأة للانتحار ..يُعني هدم إحدى القلاع أو تدمير آلة صناعة الأخلاق في الأمة