أعرب الاتحاد الأوروبي، الاثنين، عن “دعمه الكامل” للسفير الفرنسي بالنيجر الذي لا يزال في نيامي على الرغم من انقضاء المهلة التي منحه إياها العسكريون الانقلابيون لمغادرة البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد نبيلة مصرالي إن “قرار الانقلابيين طرد سفير فرنسا هو استفزاز جديد لا يمكنه على الإطلاق المساعدة في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الراهنة”.
كما أكدت أن “الاتحاد الأوروبي لا يعترف ولن يعترف بالسلطات المنبثقة من الانقلاب في النيجر”، وفق فرانس برس.
ماكرون: سفيرنا باقٍ
يشار إلى أنه على الرغم من الضغوط التي فرضها المجلس العسكري في النيجر، بهدف دفعه للمغادرة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوقت سابق الاثنين أن سفير بلاده سيلفان إيتي سيبقى في نيامي، مبيناً أن الدبلوماسيين الفرنسيين هناك أظهروا التزامهم بمسؤولياتهم.
وقال ماكرون في كلمة أمام سفراء بلاده المجتمعين في باريس، إن بلاده “ستواصل دعم الرئيس محمد بازوم حتى العودة إلى رئاسة النيجر”.
كما أضاف أن “دبلوماسية فرنسا تحترم سيادة الشعوب”، مردفاً أن حدود أوروبا مع إفريقيا تواجه تهديدات بسبب تصاعد الغضب ضد إرث الاستعمار.
إلى ذلك، شدد على أنه يجب أن يكون جيش بلاده الأكثر فعالية وقوة في أوروبا.
وبعد أن شهد محيط السفارة الفرنسية في عاصمة النيجر نيامي الأحد تظاهرات عارمة مطالبة برحيل السفير ومغادرة الفرنسيين البلاد، تراجعت حدة الاحتجاجات أمام السفارة، الاثنين، وباتت الأجواء شبه هادئة.
48 ساعة
يذكر أن المجلس العسكري، الذي سيطر أواخر الشهر الماضي على السلطة وعزل بازوم، أعلن الجمعة أن أمام السفير الفرنسي مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد، إلا أن الأخير ما زال موجوداً رغم انتهاء المهلة.
وتحتضن نيامي قاعدة عسكرية فرنسية كبيرة، تضم عشرات الطائرات العسكرية، ويعتمد عليها لمواجهة الجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي. كما تضطلع بمهام مراقبة موجات الهجرة غير النظامية الإفريقية نحو أوروبا.
أما حجم القوات الفرنسية فهو محدود، ولا يتجاوز 1500 عنصر.
لكن منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 26 يوليو الماضي، تنامى العداء تجاه باريس، لا سيما مع اتهام العسكر لها بتشجيع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتدخل عسكرياً من أجل إعادة السلطة إلى الرئيس المعزول.