قال خبراء سوق المال إن البورصة المصرية نجحت رغم تحقيقها تراجعا جماعيا بمؤشراتها الأسبوع الماضي، في تعويض جزء من خسائرها التي تكبدتها بدعم مشتريات مؤسسية، دعمت السيولة وأحجام التداولات، ما يتوقع معه أن تواصل السوق ارتداداتها الصعودية خلال جلسات النصف الأول من الأسبوع المقبل.
وتباين أداء البورصة المصرية جلال جلسات الأسبوع الماضي، لتشهد تراجعا خلال النصف الأول بضغط الحديث عن قرب موعد تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية، وآليات التداول الجديدة التي يجاهد السوق لاستيعابها، تحولت منه إلى الصعود في النصف الثاني، مع ظهور حركة شراء من المؤسسات أتاحت استرداد جزء من الخسائر السابقة، إلا أن الخسارة حسمت الأمر لصالحها، وأغلقت المؤشرات على تراجع جماعي.
ويؤكد الخبراء أن الإقبال مازال على أسهم المضاربات بالمؤشر السبعيني، بينما تستمر هيمنة الحركة العرضية على غالبية الأسهم القيادية، التي تحتاج إلى أنباء إيجابية قوية كطرح ضخم جديد أو أنباء عن صفقة ضخمة بالسوق.
وأنهت البورصة المصرية الأسبوع الماضي على تراجع جماعي لمؤشراتها فاق الـ3%، وسط تأكيدات الخبراء أنه لولا التحول للصعود بجلسات الأربعاء والخميس كانت الخسائر ستتجاوز ذلك بكثير.
وتراجع المؤشر الرئيس للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 3.2%، مغلقا عند مستوى 10642 نقطة، ومؤشر EGX70 بنسبة 3.5%، مغلقا عند مستوى 2763 نقطة، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقا بنسبة 3.7%، مغلقا عند 3722 نقطة.
وخسر رأس المال السوقي خلال الأسبوع الماضي 17.3 مليار جنيه، مغلقا عند مستويات 709 مليار جنيه، مقارنة بـ 726.3 مليار جنيه.
وقال أدهم جمال الدين، رئيس قسم التحليل الفني في شركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية إن المؤشر الرئيسي للبورصة أنهى تعاملات الأسبوع الماضي مقلصا خسائره بعد صعود جلستي الأربعاء والخميس حيث كان قد شهد تراجعات متتاليه استمرت لـ 5 جلسات متتاليه قبل الارتداد المشار اليه.
وأوضح جمال الدين أن السوق شهد العديد من الضغوط السلبية الأسبوعين الماضيين مثل عودة الحديث عن الضرائب للمشهد مرة أخرى وهو الأمر الذي طالما اقترن ذكره بتراجع السوق، وطرد لرؤوس الأموال خاصة مع وجود بدائل استثمارية أخرى سواء كانت بورصات عربية أو أجنبية أو أنواع أخرى من الاستثمار.
وتابع، أنه من المؤشرات السلبية أيضا كانت التراجعات التي لحقت ببورصات العالم نظرا لواقعة شركة ايفرجراند الصينية التي أثرت على البورصات سلبا بينما تعلقت أنظار الأسواق العالمية بشأن قرارات الفيدرالي الأمريكي والذي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير ما أعطى فرصة للحفاظ على السياسة النقدية التوسعية، وأعاد الاستقرار مرة أخرى للبورصات مع هدوء حدة التوترات.
وقالت عصمت ياسين، مدير تداولات الأفراد بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية إن السوق شهدت بالنصف الثاني من الأسبوع الماضي قوى شرائية مؤسسية دعمته لاسترداد جزء من الخسائر المحققة بداية الأسبوع نتيجة الحديث عن اقتراب موعد تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية وأثر أزمة عملاق العقارات الصيني “إيفر جراند” على الأسواق العالمية، فيما توقعت ارتدادة صعودية على المدى القصير.
وأشارت ياسين إلى أن التراجعات القوية التي شهدها السوق في بداية الأسبوع خلقت فرصا قوية للشراء، لافتة إلى أن حركة الشراء مازالت تتركز في الأسهم المضاربية، ما ساعد المؤشر السبعيني في تحويل تحركاته إلى الصعود، بينما يواصل الأداء العرضي هيمنته على الأسهم القيادية.
وذكرت ياسين أن الأسهم القيادية، والمؤشر الثلاثيني تحتاج إلى أخبار إيجابية قوية كأنباء طرح ضخم جديد، أو أنباء صفقة استحواذ كبيرة.
وقالت ياسين إن أبرز القطاعات التي تحركت بالأسهم السبعيني بدعم أسهم المضاربات هي قطاع الأغذية، وأبرزها أسهم الدواجن، وأسهم العقارات، والمطاحن، والبنوك الصغيرة.
وتوقعت حركة ارتدادية صعودية للسوق الأسبوع المقبل، خلال النصف الأول، وذلك بشرط عدم ظهور أي أخبار سلبية مجددا، واستقرار الأسواق العالمية.