تقارير وتحقيقات
خلق الله الإنسان وكرمه وميزه عن الحيوان في كل شيء وأهمها العقل، ولكن بعض المجتمعات الغربية أرادت التشبه بالحيوانات والعيش عيشة الكلاب حتى أنهم صنفوا بالكلاب البشرية فمن هم وما طبيعة تلك الظاهرة وماذا عن حياتهم التي يعيشونها؟!
الكلاب البشرية
ترصد «البوابة» في هذا التقرير ظاهرة «الكلاب البشرية» الغريبة المنتشرة في القارة العجوز، وطبيعة معيشة هؤلاء وكذلك رأي أخصائي الطب النفسي، وذلك خلال السطور التالية:
ظاهرة الكلاب البشرية
ظاهرة الكلاب البشرية ظهرت في قارة أوروبا وبخاصة في بريطانيا منذ البداية خلال التسعينات، كما اكتفى هؤلاء الأشخاص في بادئ الأمر بارتداء أزياء خاصة بالكلاب ويتصرفون مثلهم داخل البيوت فقط، ولكن مع مرور الوقت وزيادة عددهم بدأت تخرج هذه الظاهرة للعلن، حتى أنها وصل بهم الحال إلى التجول عبر الشوارع وكثيرًا ما يُشاهد أشخاص يسحبون رجالًا بسلاسل كالكلاب يسيرون على أربعة ويتصرفون مثلهم تماما، والغريب أيضا أن بعض هؤلاء البشر يتقلدون وظائف محترمة فمنهم مهندسون وأطباء ودوافعهم وراء تلك التجربة هو أنهم يروا أن حياة الكلاب تتميز بالطبيعة السهلة وأن الكلاب كائنات محبوبة لدى البشر وتُلبى كل طلباتهم دون مجهود أو عناء.
ويعيش عدد من الأشخاص في بريطانيا حياة الكلاب، حيث يرتدون ملابس الكلاب المصنوعة من الجلد واللاتكس، والمنتمين لتلك الظاهرة يقولون إنها ليست دائمًا بشكل أساسي في حياتهم، ولكنهم يريدون فقط أن يعيشوا حياة الكلاب لبعض من الوقت على سبيل التجربة أحيانا، وتتمثل هذه الظاهرة في تقمص البعض شخصية “كلب”، كنوع من أشكال التمرد الإنساني، وهم أشخاص عاديون قرروا أن يسلكون معيشة الكلاب في كل شيء، فعلى سبيل المثال يتوجهون للأقفاص مثلهم، يأكلون ويشربون مثلهم، يسيرون في الشوارع بأطواق على رقبتهم ويجرهم أصحابهم مثل الكلاب، كما ينبحون في الشوارع وفي المنازل، رغبة في عيش الحياة كاملة مثل الكلاب تمامًا.
عدد الكلاب البشرية
ووصل عدد المنخرطين في هذه الظاهرة الغريبة المسماة بالكلاب البشرية في بريطانيا وحدها بأكثر من عشرة آلاف شخص في دول الاتحاد الأوروبي، فيما وصل إلى ما يقارب خمسين ألفا على مستوى العالم.
وذلك وفقًا لما نشره الحساب الرسمي لـ«قناة سكاى نيوز» على إنستجرام، من خلال تقرير أكدوا فيه صحة الرقم، وإقبال العديد من البشر ممن تعرضوا لمشاكل في صغرهم سواء تنمر أو عدم ثقة في النفس للبحث عن حياة جديدة ترتكز على الخضوع، وبالتالي باتوا يعيشون الحياة بطريقة الكلاب.
إقامة مسابقات للنباح
وعقب ازدياد عددهم بهذه النسبة مما أدي إلى وجودهم بواقع وأمر حتمي، ودفع بعض الأشخاص لفتح محال في بعض دول أوروبا لبيع مستلزمات خاصة بهم وكذلك توفير مدربين لهم لتدريبهم على العيش كالكلاب، كما لم يقتصر الأمر على هذا الحد وإنما وصل إلى مسابقات للنباح ومسابقة أوروبية على مستوى القارة ستكون تحت اسم مستر أوروبا لأفضل كلب بشرى.
محال لبيع أزياء الكلاب
وانتشرت المحال الخاصة لبيع الزي الرسمي لرؤوس الكلاب والتي يضعها الكلب البشري على رأسه والبدلات الكاملة للكلاب، بالإضافة إلى الذنب، وتطورت صناعة الأدوات الخاصة بالكلاب البشرية، حيث يتم ابتكار رؤوس كلاب مزودة بأجهزة لتحريك الأذنين وأخرى لتحريك الذنب.
وتشاهد في تلك الدول كلابًا بشرية وهي تهز بأذنابها، كما لو أنها كلاب حقيقية، بالإضافة إلى أقفاص خاصة مفروشة يدخل الكلب البشري ويهجع فيها وهي مليئة بالألعاب التي تستخدم لإلهاء الكلاب كالعظام الاصطناعية والدمى والأغصان أو الأخشاب لتعض عليها الكلاب.
أسباب وجود ظاهرة الكلاب البشرية
أرجع بعض المختصين في علم السلوك أن هذه الظاهرة قد تكون انتشرت بسبب تعـرض أصحابها وهم صغار إلى التنمر والتعنيف وزرع الخوف وعدم الثقة في أنفسهم؛ لذا وجدوا أن في حياة الكلاب هي الأنسب لهم للحصول على ما يسميه المختصون النفسيون بـ«مساحة رأس الكلب» على حد تعبيرهم.
ظاهرة الكلاب البشرية في الغرب : يعرضون أنفسهم للبيع أو للتبني تحت شعار ” أنا كلبك المطيع ” أغلبهم شواذ تحتل أمريكا وبريطانيا العدد الأكبر من الكلاب البشرية 🙂 pic.twitter.com/lCTCC421DI
— الإعلامية الروسية (@Russian__media) August 21, 2023
أما بالنسبة للسبب من وراء الإقدام على تلك الأفعال، فذهب الأطباء النفسيون إلى أن الغرض والهدف هو إما هوس جنــسي أو من أجل جني المال، إذ يصل المبلغ الذي يتقاضاه الكلب البشري أكثر من 70 ألف دولار، حتى أن الكثير منهم من عائلات ثرية.
اضـطرابات شخصية
وذكر أطباء علم النفس في جامعة لندن أن هؤلاء الأشخاص يعانون من «اضطراب الشخصية الاجتنابي» ﻭمن ضمن ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ هو إهانة ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭالوصول لتعذيب ﺍﻟﻨﻔﺲ والتلذذ في فعل ذلك ويسمى بـ(ﺍﻟﻤﺎﺯﻭﺧﻴﺔ )، إضافة إلى الشعور بالعجز والدونية، الحساسية الشديدة ضـد آراء سلبية للآخرين، الانطوائية، والوحدة، كما يشعرون أنهم غير مرحب بهم من قبل الآخرين.