05:08 م
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
كتب- علاء حجاج:
تواجه الشركات الناشئة ولاسيما الصغيرة منها أزمة ملحوظة تتعلق بقرارات وقف استخدام البطاقات البنكية من نوع الخصم المباشر “دبت” خارج مصر أو بعملة غير العملة المصدرة بها، الأمر الذي قد يهدد الكثير من أنشطة هذه الشركات بالشلل التام، وفقا لمصادر بسوق الشركات الناشئة.
وأشارت المصادر إلى أن حملات تسويقية واشتراكات في مواقع وخدمات وبرمجيات قد لا تتمكن هذه الشركات من سدادها بسبب تعليمات المركزي بوقف هذه البطاقات، الأمر الذي يعرض الكثير من هذه الشركات لتوقف نشاطها.
وذكرت المصادر أن أصحاب العمل الحر “الفري لانس” ليسوا بمأمن أيضا من القرار، حيث يتعين عليهم إيجاد حلول بديلة من أجل إنجاز معاملاتهم المهمة بعد قرار وقف استخدام البطاقات مسبقة الدفع.
وقال مؤسس إحدى الشركات الناشئة المصرية، إن قرار البنك المركزي الخاص بوقف استخدام البطاقات البنكية خارج مصر، سيسبب شللا كبيرا لنشاط شركته في الفترة الحالية.
وأوضح لمصراوي، أن الشركات الناشئة وغيرها من الشركات تعتمد على الدولار في كثير من الخدمات منها حملات التسويق الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى شراء بعض الخدمات التقنية التي توفرها الشركات الأجنبية، فضلا عن الاشتراكات في الكثير من البرمجيات التي تخص صميم عمل تلك الشركات.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه سيضطر إلى اللجوء لاستخدام بطاقة الكريدت كارد الشخصية لتلبية احتياجات الشركة كحل استثنائي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من جانبه، قال أحد المبرمجين، الذي يعمل بشكل حر “فري لانس”، لمصراوي، إن القرار تسبب في وقف أكثر من 90% من أعماله، لا سيما أنه جاء بشكل مفاجئ، ولم يتمكن من تجديد اشتراكات وسداد التزامات خاصة ببعض الخدمات التقنية التي يعتمد عليها لتنفيذ أعماله.
وقال الدكتور خالد إسماعيل، مؤسس صندوق “هيم أنجل” المختص بالاستثمار في الشركات الناشئة، إن القرار لم يراعِ التوازن وهو ما سيؤثر بشكل قوي على أداء قاعدة عريضة من الشركات الناشئة ولاسيما الصغيرة منها.
ويرى أنه كان من الأفضل أن يتم خفض الحد الأقصى للبطاقات الخاصة بالشركات لإتاحة فرصة لها للاستمرار في الأعمال بدلا من إيقافها تماما، وهو الأمر الذي كان سيعتبر صحيا لرواد الأعمال الذي كان سيجعلهم أكثر ذكاء وحرصاً في الإنفاق بدلا من الإيقاف التام.
وأوضح أن هناك خدمات ومنتجات تحتاجها هذه الشركات لا بديل لها محليا ولا يمكن سير العمل على الشكل المطلوب بدونها، وإيقاف البطاقات قد يعرض الشركات لاختبار وصفه بـ “حياة أو موت”.
ويعتقد إسماعيل أن القرار لم يراعِ جانب الشركات الناشئة، وهو ما لا يمكن تجاوزه على المدى القريب.
ونصح إسماعيل الشركات الناشئة بمحاولة زيادة مصادر دخلهم بالدولار عن طريق التوسع بشكل أكبر بالأسواق الخارجية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تنفيذ هذه الخطة يحتاج مدة زمنية أطول، وبالتالي فالوضع الحالي قد يعرض كثيرا من الشركات إلى الإغلاق.
وقال إسماعيل إنه نصح الشركات الناشئة التي يستثمر بها بالتوسع خارجيا، والتركيز على الأسواق الخارجية في الإيراد، وذلك منذ مارس 2022 نظرا لما ظهر على السطح من أزمات متعلقة بالدولار قد تطول فترة تجاوزها.