هرع المغاربة الى الشوارع بعد تعرض البلاد لزالزال ضخم، متخوفين من حصول هزات ارتدادية. وبالفعل حذر مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي، ليل الجمعة، من احتمال حدوث هزات ارتدادية في الساعات أو الأيام المقبلة في المغرب.
وقال المركز على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا: “قد تحدث هزات ارتدادية في الساعات والأيام المقبلة”.
وأضاف: “ما لم يكن ذلك ضروريا ابتعد عن المناطق المتضررة حفاظا على سلامتك. كن حذرا واتبع تعليمات السلطات الوطنية”.
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، ضرب زلزال قوي وسط المغرب مسفرا عن 31 قتيلا على الأقل وفق وسائل إعلام محلية ومتسببا بأضرار مادية لكن السلطات لم تعط حتى الآن أي حصيلة رسمية لعدد الضحايا.
ولقي العشرات مصرعهم في منطقة مراكش السياحية على بعد 320 كلم جنوب العاصمة الرباط، وأربعة في إقليم ورزازات إلى الجنوب، حسبما نقلت وسائل الإعلام عن مصادر محلية في المنطقتين.
بلغت قوة الزلزال 6,8 درجات على مقياس ريختر وفق المعهد الجيوفيزيائي الأميركي. وحُدد مركزه جنوب غرب مدينة مراكش السياحية على بعد 320 كلم جنوب العاصمة الرباط.
من جهته ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز.
وذكرت وسائل إعلام مغربية أن هذا هو أقوى زلزال يضرب المملكة.
وتسبب الزلزال بأضرار مادية حسب شهود وصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
في إحدى مناطق الحوز، مركز الزلزال، حوصرت عائلة تحت الأنقاض بعد انهيار منزلها، وفق تقارير إعلامية.
ونقل موقع “ميديا24” عن مصادر طبية أن ثمة “تدفقا هائلا” للجرحى إلى مستشفيات مراكش.
وشعر سكان مراكش والرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.
وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم وفقا لصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
تظهر صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت حطام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.
“صدمة وذعر”
قال عبد الحق العمراني (33 عاما) وهو من سكان مراكش لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “حوالي الساعة 23,00 شعرنا بهزة عنيفة جدا وأدركت أنه زلزال. رأيت مبانيَ تتحرك. ثم خرجت ورأيت أشخاصا كثيرين في الخارج. كان الناس جميعا في حال صدمة وذعر. كان الأطفال يبكون والأهل في ذهول”.
أضاف “انقطعت الكهرباء عشر دقائق وكذلك شبكة (الهاتف) لكنها عادت. الجميع قرروا البقاء خارجا”.
وفقا لصور نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، أصيب شخصان جراء انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة في مراكش.
وقال فيصل بدور (58 عاما) وهو من سكان المدينة “كنت في طريقي إلى المنزل عندما وقع الزلزال. راحت سيارتي تتمايل لكني لم أتخيل أبدا أنه زلزال”.
أضاف “توقفتُ وأدركت الكارثة. كان ما حدث خطيرا جدا، شعرت بأنه نهر يفيض بعنف. كان الصراخ والبكاء لا يطاقان”.
بدوره قال أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كلم غرب مراكش لفرانس برس عبر الهاتف “سمعنا صرخات في وقت الزلزال. الناس في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجا. ثمة أجزاء سقطت من الواجهات”.
سجل وقوع الزلزال بعيد الساعة 23,00 (22,11 ت غ). وقدر عمقه بنحو 18,5 كيلومترا وفق المعهد الجيوفيزيائي الأميركي.
وقدر المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، وهو هيئة علمية متخصصة بالنشاط الزلزالي في منطقة البحر المتوسط، قوة الزلزال بـ6,9 درجات.
وشعر بالزلزال أيضا سكان مناطق عدة في غرب الجزائر المجاورة لكن الدفاع المدني الجزائري قال إنه لم يتسبب في أي أضرار أو إصابات.
في 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كلم شمال شرق الرباط وأسفر عن 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.