رحّب رئيس الوزراء اليوناني السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس بـ”تفويض قويّ” منحه إيّاه المقترعون في الانتخابات التشريعيّة التي حقّق فيها حزبه اليميني فوزا كاسحا بحصده أكثر من 40 بالمئة من الأصوات، ما يضمن له رئاسة الحكومة لولاية ثانية.
وقال ميتسوتاكيس (55 عاما) خرّيج جامعة هارفرد الأميركيّة المرموقة والمستشار السابق في شركة ماكينزي الأميركيّة للاستشارات، في تصريح متلفز “أعطانا الشعب غالبيّة آمنة. هناك إصلاحات كبرى ستُطبّق سريعا”.
وأدلى الزعيم المحافظ بتصريحه بعدما بيّنت نتائج فرز أكثر من 80 بالمئة من صناديق الاقتراع نيل حزبه “الديموقراطيّة الجديدة” 40,5 بالمئة من الأصوات في مقابل 17,8 بالمئة لأقرب منافسيه حزب سيريزا اليساري بزعامة أليكسيس تسيبراس.
هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن ميتسوتاكيس بالفوز، قائلا في بيان “أتطلّع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق حول الأولويّات المشتركة لتعزيز الازدهار والأمن الإقليميّين”.
كذلك، أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تهانيه إلى الزعيم اليوناني، واصفا إيّاه بأنّه “صديق فرنسا وشريكها”. وكتب ماكرون على تويتر “دعونا نواصل كلّ العمل… من أجل أوروبا أقوى وأكثر سيادة”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاجاني على تويتر أنّ انتصار معسكر ميتسوتاكيس يُشكّل “علامة على الاستقرار السياسي الذي يعود بالفائدة على أوروبا بكاملها”.
وكان ميتسوتاكيس فاز في الانتخابات التي أجريت في 21 أيّار/مايو، لكنّه لم يحصد غالبيّة كافية تُتيح له تشكيل الحكومة الجديدة من دون بناء تحالفات، ما دفعه للاحتكام مجدّدا إلى صناديق الاقتراع ودعوة 9,8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم مرّة ثانية.
وجرت الانتخابات الأحد وفق نظام انتخابي مختلف نصّ على نيل الحزب الفائز في هذا الاقتراع مكافأة تصل إلى خمسين مقعدا إضافيا.
وتوجّه الناخبون اليونانيّون إلى مراكز الاقتراع الأحد للمشاركة في انتخابات عامّة جديدة هي الثانية في خمسة أسابيع، سعى خلالها ميتسوتاكيس إلى تعزيز مكاسبه وانتزاع غالبيّة مطلقة تتيح له تشكيل “حكومة مستقرّة”.
وقال ميتسوتاكيس بُعيد الإدلاء بصوته إنّ اليونانيّين “يقترعون للمرّة الثانية في غضون أسابيع قليلة من أجل الحصول على حكومة مستقرّة وفاعلة”.
من جهته، اعتبر تسيبراس الأحد أنّ الاقتراع سيحدّد “ما إذا كنّا سنحظى بحكومة خارج السيطرة، أو نحقّق توازنا في ديموقراطيّتنا ونظامنا السياسي”.
في مسعى لحضّ مواطنيه على التصويت، أعاد ميتسوتاكيس التلويح هذا الأسبوع بإجراء دورة ثالثة في حال لم يحصل على الغالبيّة الكافية الأحد.
وقال الجمعة قبيل بدء الصمت الانتخابي “آمل في ألا نضطر للالتقاء مجدّدا مطلع آب/أغسطس”، مؤكّدا أنّ ذلك “ليس على سبيل المزاح… يجب تعزيز ومواصلة كلّ المكاسب التي حقّقناها”.
وسبق لميتسوتاكيس، وهو وريث عائلة سياسيّة كبرى وابن رئيس وزراء سابق، أن لوّح بإجراء انتخابات في وسط العطلة الصيفيّة في حال لم يحقّق أهدافه، ما لقي تنديد المعارضة ووسائل إعلام اعتبرت ذلك محاولة “ابتزاز” للناخبين.