Site icon الكيان الاقتصادى – Alkaian

ايمن السيسي يكتب : الجيش المصري في الصومال

عندما “عاد “ الجيش المصري إلى الصومال خرج علينا وزير خارجية أثيوبيا ليقول نريد حل خلافاتنا مع مصر بطريقة سلمية ,وقبل شهر كان رئيسه أبي احمد يقول من يريد حربنا سنذهب إليه قبل أن يأتي إلينا ،ومنذ أيام انهار سد أربعات في السودان …….. تسقط بس .. ! و أوجادين وشقيقاتها


علَّم النيل الإنسان المصري ما لم يستطع إنسان آخر على ضفتيه أن يتعلمه من بحر دار على هضبة الحبشة حيث المنابع الأولى و حتى الشلال الرابع ، علَّمه الصبر والحكمة ، وألَّا يهدر جهدًا إلا فيما يعود بفائدة ، وحتى في الرقص بالتحطيب يرقص بميزان وحركات هندسيَّة ، لا بهز الجسد عشوائيًّا كأنما مسَّه جان كما في رقصات إنسان المنابع ، وكما علَّم النيلُ الإنسان المصري ، فإنَّ هذا الإنسان هذَّب النيل وطوَّعه ، فلم تكن مصر هبة النيل كما قال هيرودت ، وإنما كانت مصر هبة المصريين كما قال جمال حمدان .
تلك هي مصر التي تحدَّد متى تتحدث ؟ وكيف ؟ ومتى تفعل وماذا ؟ و لكن بعض الإخوان الأفارقة غلب ظنُّهم رجاحةَ عقلهم ، وسوَّلت لهم نباهتهم غير الحقيقية أنَّهم يستطيعون الضحك على الجميع ناسين أنَّ لكل شيء دليلًا ، ولا دليل لديهم لا تاريخيًّا ولا حضاريًّا ، بل لعل حالة بلادهم خير دليل على عكس ذلك .
ومعي اليوم قصة «فلان « الصديق السوداني الذي هرب مع ملايين الهاربين من الدفاع عن بلادهم ، برغم أنَّهم كانوا وقود المظاهرات التي أسقطت البشير (بتوع تسقطُ بس !) ، هذه العقلية التي خرَّبت السودان .
تسقط بس ! لم ير أيٌّ منهم أبعد من بس ، ولكن ماذا بعد «بس « ؟؟ أو بعد تسقط ؟؟ أعمتهم دولارات السفارات وموائد البيع عن التفكير ، فلما سقط البشير.. بس ، لم يعد في السودان إلا «بس «، وهربوا وتركوا «بس» وحيدة في الخرطوم فأصابتها الكوليرا والجوع والهدم.
هذا الصديق كان أحد هؤلاء الذين أسقطوا البشير وشاركوا الصبية و والمنحلين والمتحوِّلين والمؤلفة جيوبهم القابضين من كل سفير ومندوب أممي ، عمل في التجارة ، وشحن البضائع أغذيةً ومأكولات، ودقيقًا وزيتًا إلى بلد يمكنها أن تطعم قارة ، وراجت تجارته وكثرت شحناته، وكسب منها ، لكنَّه لم يكتفِ بهذا المكسب الحلال بعد أن شاع اسمه بين مصدِّري الأغذية السودانيين ، فأوثق بضاعة جديدة بسبع ملايين جنيه وشحنها في سيارات اعتاد استئجارها لتدخل السودان عبر منفذ أرقين ، ثم جاء يصرخ أنَّ السائقين ومكتب السيارات سرق بضاعته ، رغب «المستذكي «السوداني هذا في تضليل الجميع وأولهم صديقه السوداني صاحب البضاعة الذي وجَّه له اتهامًا فداوره ، وناوره وذهب معه كما قال لي إلى المعبر ليبحث عن السيارات ؛ لأن السائقين امتنعوا عن الردِّ على مهاتفاته ، ولما كان يفتِّش مع صاحب البضاعة عن السيارات عند معبر أرقين، كانت البضائع تدخل من معبر «حدربة « بسلام إلى السودان لتاجر آخر ويقبض أخونا المستذكي ثمنها فضلًا عن ثمن الشحن من التاجر، وظنَّ أنَّ كل من بكي أمامهم صدقوه ..
هذا استذكاء الإخوة في السودان ، وفي أثيوبيا أخت بلادهم ، وهم أيضا للأسف يظنُّون في أنفسهم الذكاء الخارق ، والفهلوة النافعة ،تمامًا مثل أبي أحمد الذي ورَّط بلاده بظن الذكاء في حروب أهليَّة وعداوات دوليَّة ، وخيبات لا « نهضة « منها ، وصوَّرت له نفسُه اللعب بأمن البحر الأحمر وذهب إلى بربرة باتفاق مع حكومة إقليم غير معترف به بعد بناء سدِّه الذي ظن أنَّه به يهزم عدوه التاريخي مصر ، فرحًا بمساعدات أشقاء هذا العدو من الدول العربية ، ومساعدات الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وطبعًا أسرائيل ‘ فهل كان بذكاء الأخ بتاع تسقط بس « ؛ ليعلم أنَّ هذه الأرض التي أقام عليها السد ستنهار؟؟ وأنها ستجرف السودان أخت بلاده ؟؟ ( فالسيول الأخيرة هدمت سد أربعات في السودان ومحت 25 قرية رغم أنَّ مخزونه لم يزد عن 25 مليون متر مكعب )، والسودان « أخت بلاده « ساعدته ضد مصر في أزمة السد ، فإنْ كان يعلم أنَّ الأرض ستنهار وتمحو السودان كلَّه فعلى السودانيين الذين بقوا في» أخت بلاده « أنْ يحاكموه ، وعلى الأثيوبيين أنْ يرجموه لإضاعة أموالهم وأحلامهم هباء ، أما إن كان من المغفليين الضالين الذين خدعتهم إسرائيل وأمريكا وفرنسا وغيرها في إقامة السد لينهار ويزيل السودان ويخرب مصر ضمن خطة إسقاط المنطقة ،فنزل من حميم وتصلبة جحيم ،فماذا يفعل إنْ عرف أن مصر التي ذهبت بجنودها إلى الصومال ، قد استعدَّت وجهَّزت مفيضات توشكي الأربعة لتصريف المياه التي ستأتي بعد إزالة السودان لتزرع بها صحراء الوادي الجديد لمدة ثلاثين عامًا ، هل علم أنهم استحدموه وهو غافل وعليه أن ينتحر ؟؟ لكنَّه قبل الانتحار سيكون الرجل الذي قرر بأفعاله ضياع إقليم أوجادين الصومالي الذي احتلَّته بلاده وأنه سيعود قريبا إلى حضن أمه “الصومال” وقبلها ستنهار فيدرالية أثيوبيا ويستقل التيجراي .
و ما غاب عن هذا المستذكي وذاك المتعجرف بأمريكا وأوربا إنَّ العالم سيتغيَّر خلال السنوات القادمة وأن أمريكا ستتفكك مثل أثيوبيا وبالتالي لن تنفعه وسيبدأ التغيُّر الفعلي لهذه الأحداث خلال شهور ، ربما باغتيال ترامب ، أو تزوير الإنتخابات ضده ، وهذا ثالث الاحتمالات وأخرها، أما ثانيها فقد تشعل أمريكا الحرب العالمية حتي لا تتم الإنتخابات وتظل كاملا هاريس رئيسة لأمريكا بحكم انسحاب بايدن ، وبحكم الدستور الأمريكي تمتنع الانتخابات إذ دخلت أمريكا حربًا أثناءها ، أما جماعة تسقط بس في السودان وأختها وشقيقاتها العربيات فإن هذه الدول جميعًا سوف …تسقط بس!

Exit mobile version