قد يغيب الأمر عن البعض، لكن ليس كل إصابة هي قدرية. الإصابات نوعان. بعضها قدري، والآخر يكون لأسباب بشرية. لا تستوي إصابات الكسور أو قطع الرباط الصليبي، مع الإصابات العضلية.
إيريك تين هاج المدير الفني لمانشستر يونايتد اشتكى من كثرة إصابات فريقه قبل مباراة بايرن ميونيخ في أولى جولات دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.
وفي التقرير التالي يستعرض FilGoal.com كيف تعاملت الأندية في مواجهة الإصابات للوقاية منها وحماية لاعبيها من حدوثها.
شكوى تين هاج من الإصابات
غضب تين هاج من كثرة الإصابات في فريقه، إذ تحدث في مؤتمر صحفي قبل مباراة بايرن ميونيخ وقال: “بالتأكيد شيء يزعجني ولهذا السبب أضفنا عمقا للفريق، لذلك نستطيع التعامل مع الأمر”.
وواصل “هنالك شيء حقيقي وهو أنني لم ألعب بأفضل تشكيل لي منذ بداية الموسم الماضي، كان هناك دائما إصابات، واجهت ذلك في الماضي وتمكنت من التعامل معه، وأحب هذه التحديات، يجب أن نعرف ما علينا القيام به، وهذا ما أركز عليه”.
وأكمل “الأطباء يتعاملون مع المشاكل، أولا وقبل كل شيء الإصابات تأتي دائما في أعلى مستوى في كرة القدم، لأننا نعيش على حافة الهاوية، بالطبع نحن نحلل سبب حدوث الأشياء، ولكن علينا أيضا أن نتعامل مع الآثار، علينا أن نحصل على النتيجة الصحيحة، أفضل ما في الأمر هو أننا بحاجة إلى اتخاذ الخطوة التالية، وهي دمج هويلاند وسيرجيو ريجيلون في التشكيل”.
ويعاني الشياطين الحمر العديد من الإصابات، إذ يغيب عن مباراة بايرن ميونيخ تسعة لاعبين.
كثرة الإصابات في يونايتد ليست وليدة الموسم الجاري، فهي متكررة خلال السنوات الماضية وتوضح مشكلة يعاني منها الفريق.
ويرد بيب جوارديولا على تين هاج -مجازا- في باقي التقرير عن فكرة حماية لاعبيه من الإصابات والعودة أسرع حتى.
جوارديولا والوقاية خير من العلاج
يؤمن بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي بمقولة “الوقاية خير من العلاج”، فشرح أسباب إيمانه بها وبالعلم لحماية لاعبيه والحفاظ لأطول فترة ممكنة على قائمة لاعبيه متاحة.
وبعد تعاقد مانشستر سيتي الموسم الماضي مع إيرلينج هالاند مقابل 60 مليون يورو، كان السؤال الوحيد، كيف سيتعامل النادي مع إصابات هالاند العضلية المتكررة مع بروسيا دورتموند.
إذ أنه ليس من المنطقي أن تستثمر الكثير من الأموال لشراء لاعبين دون الحفاظ عليهم.
وعانى المهاجم النرويجي من إصابات عضلية كثيرة مع دورتموند، بلغت خمس إصابات خلال آخر موسمين مع النادي الألماني، بإجمالي غياب 127 يوما وبالتالي لم يتواجد في 28 مباراة.
وبسبب ذلك اهتم جوارديولا كثيرا بحالة هالاند في الموسم الماضي، فلم يعان من إصابة عضلية سوى مرة واحدة فقط وغاب على إثرها 13 يوما بواقع ثلاث مباريات.
وكشف جوارديولا السر في حماية هالاند حيث نقلت صحيفة “ماركا” الإسبانية حديثه قائلا: “لا أعرف ماذا كان يفعل دورتموند مع هالاند، لكن نحن نعتني به لمدة 24 ساعة، لدينا أطباء وأخصائيين علاج طبيعي لا يصدقوا، هم خلفه في كل ثانية من اليوم”.
وأضاف “نعلم أنه يجب علينا الاعتناء به جيدا لأنه كبير جدا، يعتني به أخصائيو العلاج الطبيعي، يتم تدليك ظهره وكتفيه وأوتاره وكل شيء، إنه يعمل لكثير من الوقت داخل مركز التدريب، أكثر بكثير مما يفعله على أرض الملعب”.
وأكمل “اليوم في كرة القدم الحديثة، يتدرب اللاعبون خلف الكواليس أكثر مما يتدربون على أرض الملعب”.
واندهش من فكرة الاستثمار في لاعبين دون الاعتناء به إذ قال: “من الصعب أن نفهم لماذا تنفق الكثير من المال على لاعب ثم تتركه دون اعتناء، اليوم مع هذا الجدول الزمني المزدحم للمباريات كل ثلاثة أو أربعة أيام، الأمر يتطلب الكثير من التغذية والراحة والنوم والطعام”.
وأنهى حديث “بالنسبة للتدريب، كم دقيقة يجب أن يلعبوا؟ هناك بيانات تقول إنهم لا يستطيعون التدرب أكثر من 10 أو 15 دقيقة، يقول الناس لماذا تم استبدال هالاند ضد لايبزيج عندما سجل خمسة أهداف؟ لكنه أصيب بعد مباراة بيرنلي التالية، لذلك لم يتمكن من اللعب معنا ضد ليفربول أو رفقة النرويج”.
مانشستر سيتي ومعهد للصحة وتحسين الأداء
يهتم نادي مانشستر سيتي كثيرا في مدينته الرياضية ببناء معهد واستخدام العلم والأساليب المتقدمة في حماية اللاعبين والاستثمارات الكبيرة في شراء نجوم العالم.
وبنى النادي معهدا للصحة وتحسين الأداء، إذ عرف مانشستر سيتي عبر موقعه الرسمي المنشأة كالتالي “ستتاح لك الفرصة لتجربة المرافق الموجودة في المدينة الرياضية، وهي منشأة راقية عالية الأداء مصممة لتطوير الرياضيين في جميع الألعاب الرياضية والتي يستخدمها مانشستر سيتي بشكل متكرر”.
ويميل معظم اللاعبين في برنامجنا إلى الاستمتاع بجلسة علاج مائي مريحة، مما يساعد على تخفيف توتر العضلات وشدها والتهابها بعد يوم مكثف من التدريب.
وبالتالي يهتم حامل لقب الدوري الإنجليزي كثيرا بهذا الجانب.
وعلى الجانب الآخر سنرى كيف يعمل مانشستر يونايتد في هذا الجانب.
“يونايتد لم يتغير منذ فيرجسون، صفر تقدم”
هذه كلمات كريستيانو رونالدو أسطورة مانشستر يونايتد، يوم 31 مارس الماضي، بعد حواره مع المذيع الشهير بيرس مورجان، إذ انتهت مسيرته مع الفريق بعد هذا الحوار، وقرر النادي فسخ عقده، ولكن من المهم معرفة تصريحاته كاملة.
ومما يجب ذكره كذلك، هو وجود أخبار عن عدم رضا رونالدو يوم 30 مايو 2022 عن منشآت النادي، إذ كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن رونالدو غاضب من إدارة النادي بسبب سوء المنشآت في كارينجتون.
وكشفت الصحيفة أن رونالدو أجبر الإدارة على تغيير أرضية حمام السباحة المتهالكة، وحتى فيما يخص صالة الألعاب الرياضية، اضطر رونالدو من التدريب في الخارج قبل أن يشتري أجهزة في منزله بسبب سوء حالتها في يونايتد.
وانفجر رونالدو بعدها مع مورجان إذ قال: “لم يتغير أي شيء منذ حقبة فيرجسون، من المدهش ليس فقط حمام السباحة والجاكوزي، وحتى صالة الألعاب الرياضية، لكن حتى المطبخ والطهاة الذين أقدرهم وهم أشخاص رائعون، توقفوا عن التطور، فاجئني هذا الأمر كثيرا”.
وأنهى حديثه “توقعت أنني سأرى أشياء أخرى أحدث، تقنيات وبنية تحتية، لكن لسوء الحظ رأيت الكثير مما اعتدت رؤيته عندما كنت في سن 21 و22 و23 عاما، فاجئني الأمر حقا، منذ رحيل فيرجسون، لم أر أي تطور في النادي، التقدم صفر، عليك هدمه وإعادة بنائه”.
“نظرة أوسوريو كانت متقدمة منذ زمن”
يحكي دينيس تويرت مدير مانشستر سيتي في موسم 2000-2001 لصحيفة “جارديان” الإنجليزية أن خوان كارلوس أوسوريو مدرب الزمالك الحالي كان يسبق عصره بسبب العلم.
وكان أوسوريو يعمل في مانشستر سيتي كمدرب تأهيل قبل أن يكون مدربا مساعدا في نفس الموسم.
فقال تويرت: “قرب نهاية موسم 2000-2001، أجرينا اختبارات للمتقدمين للحصول على وظيفة مدرب التأهيل وكانا المتقدمين هما أوسوريو وشخص آخر، وما ميز أوسوريو بصرف النظر عن خلفيته الكروية، هو أنه نجح في ربط علومه الرياضية بكرة القدم”.
وأتم حديثه “على سبيل المثال، ترتيب جلسات محددة للعمل على الأشياء الصغيرة مثل العضلة في الجزء العلوي من الفخذ والتي تعتبر أساسية لتحريك الكرة بالقدم، هو أدرك أن إصابات الأنسجة الرخوة تمثل مشكلة حقيقية للاعبي كرة القدم وكان لديهم مجموعة من الطرق لمحاولة منعها، عندما جلس أعضاء اللجنة بعد ذلك، تم اختيار أوسوريو بالإجماع”.
اندهش مسؤولو النادي من فكر أوسوريو المتقدم منذ حوالي 23 عاما بسبب ربط العلم بكرة القدم والوقاية من الإصابات.
وفيما بعد، حافظ سيتي على ارتباطه بالعلم ليحمي لاعبيه من الإصابات العضلية قدر الإمكان ويقلل من غيابهم عن المباريات ويمنح مدربيه كل اللاعبين ليتواجدوا في أبرز فترات الموسم ازدحاما دون أزمة.
والدليل على ذلك هو عدم غياب أي لاعب عن سيتي تقريبا في نهاية الموسم الماضي والذي انتهى بالتتويج بالثلاثية التاريخية للمرة الأولى في تاريخ النادي وليصبح ثاني نادي إنجليزي يظفر به بعد جاره الذي يعاني الأمرين حاليا، مانشستر يونايتد.