ستظل مصر الحاضن الأكبر لقضايا العرب الأشقاء، حيث سطر التاريخ مساهمات عديدة للدولة المصرية في إنهاء الأزمات بالمنطقة العربية وإعادة الاستقرار، وذلك لدورها الهام في محيطها العربي والإقليمي كدولة محورية ورئيسية في المنطقة العربية، وبما لها من ثقل إقليمي وعربي وقوة ومكانة، وما يضيفه لها موقعها الجغرافي ودورها التاريخي.
ونرصد عبر «البوابة نيوز» تاريخ مصر عبر الزمن في دعم القضية الفلسطينية، وكذلك آخر تطورات المواجهات بين فلسطين وإسرائيل، ودور الدولة المصرية في العمل على حقن دماء الشعب الفلسطيني، خلال التقرير التالي:
منذ أن بدأ طوفان الأقصى وما ترتب عليه من عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على القطاع ومصر تقوم بدورها في العمل على إنهاء الصراع حقنًا لدماء الشعب الفلسطيني.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تتابع باهتمام آخر مجريات الأحداث والأوضاع في منطقة قطاع غزة، وكذلك على الساحة الفلسطينية عامة، مشيرًا على أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة.
وقال الرئيس السيسي- في تصريحات له، أمس الثلاثاء، إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف المواجهات العسكرية الحالية؛ وذلك حقنًا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين، مؤكدًا أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مشددا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.
قافلة مساعدات لفلسطين
ووجه السيسي بإرسال قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى فلسطين، وذلك بعد ساعات قليلة من تحذير السلطات الإسرائيلية بقصف أي مساعدات توجه للقطاع.
وأعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي فإنه يستعد لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية.
وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فيما أعرب التحالف الوطني عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.
دعم مصر لـ القضية الفلسطينية
ومنذ أن تولى الرئيس السيسي إدارة البلاد والقضية الفلسطينية صارت بؤرة اهتمام القيادة السياسية، مؤكدًا في عدة مناسبات على استمرار مصر في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، لأنها من ثوابت السياسة المصرية، مشددًا على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
تعد القضية الفلسطينية لمصر بمثابة تدخل في حساباتها الأمنية والقومية المباشرة؛ لذا قامت مصر بجهود حثيثة ومتعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملف القضية الفلسطينية، للوصول إلى الحل النهائى وهو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
تنوعت جهود مصر على كافة الأصعدة، وذلك حرصًا منها على الإلمام بجميع مراحل القضية الفلسطينية على مستوى السياسي التنموي والأمني والاقتصادي وكذلك المجتمعي والإنساني.
جهود مصر على المستوى السياسي
انقسم الجهود المصرية على الصعيد السياسي إلى ثلاثة مستويات، المستوى الثنائى المصري- الفلسطينى، والمستوى الإقليمي، وأخيرًا المستوى الدولي.
وكانت الزيارات الثنائية بين الرئيس السيسى ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكانت بهدف تدعيم السلطة الفلسطينية والإبقاء على شرعيتها، كما أشرفت الدولة المصرية على ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، من خلال دعم مسار الانتخابات العامة والرئاسية والخاصة بالمجلس الفلسطيني الوطني.
وأشرفت على مسار المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، بهدف بدء مسار المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. ووقعت الفصائل الفلسطينية ميثاق شرف تأكيدا على سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها بشفافية ونزاهة وفى ظل تنافس شريف بين القوائم تحت إشراف الدولة المصرية.
وبعد أن تم تأجيل الانتخابات الفلسطينية التى كان من المقرر لها فى مايو 2021، بسبب رفض إسرائيل التصويت فى القدس، أشرفت الدولة المصرية على اجتماع القاهرة للفصائل الذي مثل نقطة فارقة فى إنهاء حالة الاحتقان الداخلية بعد تأجيل الانتخابات.
جهود مصر على المستوى الإقليمي
عقدت مصر عدة لقاءات إقليمية مع الأردن على المستوى الرئاسي، لتنسيق الجهود بين البلدين، وتكثيف قادة مصر والأردن وفلسطين اتصالاتهم ولقاءاتهم الشخصية، عبر وزراء الخارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمناقشة “المتغيرات الإقليمية والدولية، وتوحيد الجهود العربية والدولية للتحرك لإعادة تنشيط مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
كما أكدت الرئاسة المصرية فى كل محفل إقليمي (مثل الجامعة العربية) على توحيد الجهود الاقليمية لبدء المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وحل الصراع، وتوظيف الصراع على أنه مصدر عدم الاستقرار فى المنطقة.
جهود مصر على المستوى الدولي
وعلى المستوى الدولى، دشنت مصر رباعية دولية بالتعاون مع الأردن وفرنسا وألمانيا، بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين، والتنديد بالتوسعات الاستيطانية الإسرائيلية فى الضفة الغربية.كما دأبت مصر على وصف الصراع الإسرائيلى الفلسطينى فى كل محفل دولى، على أنه مصدر عدم الاستقرار فى المنطقة، والدعوة للتكاتف من أجل حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
جهود مصر في وقف إطلاق النار
وعلى الصعيد الأمنى، نجحت مصر فى جميع الحروب الإسرائيلية الخمس فى قطاع غزة فى وقف إطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدوء الأمنى.
إعمار غزة
ووجه الرئيس السيسي بعمل مبادرة رئاسية في مايو 2021؛ وذلك بمنح 500 مليون دولار؛ لإعادة إعمار غزة، كما أسست مصر لجنة وطنية عليا للإشراف على إعادة إعمار غزة يوليو 2021.
وتتضمن عملية إعادة الإعمار بإزالة الركام والمرحلة الثانية إعلان بدء ستة مشاريع إنشائية، كما ساهمت فى الحد من أزمة الطاقة وقود وكهرباء فى قطاع غزة من خلال دعم توصيل شاحنات الوقود المصرية للقطاع.
فتح المعابر بين مصر والقطاع
وقامت مصر بدورها الإنساني في فتحت المعابر بين مصر وقطاع غزة؛ لاستقبال المصابين والمرضى لعلاجهم فى المستشفيات المصرية، وإرسال شحنات تحيا مصر لتوصيل المساعدات الإنسانية وتوجيه المجتمع المدني المصري لعلاج الجرحى ومصابي الحرب.