قبل سنوات تم قبول «نور عاشور»، 42 عاما، بالعمل كموظف في قسم “الكول سنتر” بإحدى الشركات، تَحمل الشاب خلالها الكثير من الضغوط داخل عمله، والتعسف القهري من مديره الذي لا يهتم سوى بتحقيق المكاسب المادية للشركة فقط.
في يوم الواقعة، بعد قضاء الموظف المتوفي نصف ساعات العمل المحددة، تمكن الشيطان من التلاعب بعقله، وجعله يقدم علي الانتحار، بسبب مروره بضائقة مالية، بالتزامن مع توبيخ مديره بالعمل.
وتسبب الحادث في نشر حالة من الذعر والهلع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد معرفة الأسباب الحقيقية وراء الواقعة.
في مشهد لم يُكمل الـ 30 ثانية قرر «نور عاشور» إنهاء حياته بشكل مأساوي، حيث استغل موظف التجمع انشغال زملائه بمتابعة عملهم بالشركة، وقام بالتوجه ناحية حاجز الطابق الثالث بالشركة، وقفز إلي الدور الأرضي، ليلقي مصرعه مُنتحراً.
قال «محمد .م» أحد زملاء الموظف المُنتحر، إن سبب خصم 4 أيام من راتب الموظف، هو تردده علي الحمام كثيراً، وذلك بسبب سوء حالته الصحية، لكن المدير لم يراع ذلك وقام بتوبيخه أمام زملائه، وهذا مع جعله يقدم على الانتحار.
وأضافت إحدى صديقات «نور»، أنه كان يقف بجانبها قبل انتحاره بدقائق قليلة، وأقدم على الانتحار بسبب توبيخ مديره المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه، وتهديده بالرفد؛ حيث إن صديقها كان يمر بضائقة مالية وكان مدينًا بمبلغ 15 ألف جنيه.
إتلاف كاميرات المراقبة التي رصدت واقعة الانتحار
كانت المفاجأة في اليوم التالي عندما انبعث دخان كثيف من داخل مقر الشركة، وكان وراءه ألسنة اللهب التي تسبب في إتلاف كاميرات المراقبة الخاصة برصد الواقعة؛ مما عرقل عمل جهات التحقيق التي لم تتمكن من تفريغ الكاميرات.
وكان قد أرسل رئيس مجلس إدارة الشركة إيميلا رسميا لجميع العاملين بالشركة، أكد فيه أن الحريق وقع بسبب ماس كهربائي، وتمت السيطرة عليه بشكل سريع.
وأمرت النيابة انتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص سبب حريق الشركة التي شهدت انتحار موظف من الطابق الثالث، لبيان مدى وجود تعمد لإتلاف الكاميرات بحرقها من عدمه.
البداية جاءت بتلقي قسم شرطة التجمع الخامس، بلاغًا مفاده انتحار موظف داخل شركة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص عثر على جثة موظف يدعى «نور عاشور» ملقاة على الأرض.
بعمل التحريات تبين مرور الضحية بضائقة مالية، وبالتزامن مع توبيخ مديره له قام بالانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثالث.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتباشر النيابة التحقيقات.