بوابة العرب
شهدت إسرائيل يوم السبت الماضي، أزمة كبيرة بسبب الاشتباكات التي دارت في تل أبيب بين أفراد الجالية الإريترية وتسببت في إصابة أكثر من ١٧٠ شخصًا بينهم أفراد شرطة.
ووجهت إريتريا اتهامًا صريحًا لإسرائيل بالتسبب في حدوث الاشتباكات، بعدما منحت معارض النظام تصريحا للتظاهر قرب تجمع أنصار نظام أسمرة.
ووقعت الاشتباكات عند السفارة الإريترية حيث اقتحم مئات من المتظاهرين المعارضين للحكومة الإريترية مكان المهرجان، الذي زُعم أن أنصار الحكومة الإريترية نظموه، واضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيكي للسيطرة على أعمال العنف.
وتصاعد الصراع وشوهد اللاجئون وهم يتقاتلون بعنف باستخدام الحجارة والخشب والحديد كما قاموا بتحطيم السيارات والنوافذ، وبدت شوارع تل أبيب وكأنها ساحة معركة لساعات وقال السكان إنهم سمعوا حالة طوارئ ورأوا طائرة هليكوبتر تحلق.
ونشرت شبكة “بي بي سي” البريطانية تقريرا حول هذه الأزمة التي علق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول إن “الخط الأحمر قد تم انتهاكه”، مهددا بترحيل الإريتريين وغيرهم من الأفارقة غير الشرعيين المشاركين في الصراع.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيتم تشكيل فريق عمل يضم وزراء كأعضاء لإعادة الإريتريين المتورطين في أعمال العنف إلى وطنهم.
ولم يكن الشغب الإريتري في تل أبيب، هو الأول من نوعه حيث شهدت الشهور القليلة الماضية أحداثا مشابهة لكن أقل حدة في عدد من العواصم الأخرى، ولنفس الأسباب حيث احتفلت السفارات الإريترية حول العالم بعيد الاستقلال عن إثيوبيا.
ويمارس العديد من الإريتريين الذين يعيشون في بلدان مختلفة أنشطة سياسية ومظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس أسياس أفورقي، حيث نظم أنصار الحكومة الإريترية مهرجان جيسن السنوي في ألمانيا في شهر يوليو، واندلعت أعمال شغب بين المنظمين والشباب الذين حاولوا فض المهرجان، وأصيب عدد كبير من الأشخاص، بينهم ٢٦ شرطيًا.
وعلى نحو مماثل، في الشهر الماضي، توقف مهرجان استمر ثلاثة أيام في تورنتو بكندا بسبب أعمال عنف بين المؤيدين والمعارضين وفي دول مثل المملكة المتحدة، منعوا المهرجان لأنهم يخشون أن يؤدي إلى أعمال عنف.
وانتقدت “بي بي سي” ممارسات نظام أفورقي تجاه المواطنين الإريتريين لا سيما الخدمة العسكرية غير المحدودة، والتي تسببت في فرار مئات الآلاف من الشباب من البلاد، ورغم الفرار إلا أن الحكومة الإريترية تسعى للسيطرة على مجتمع الشتات لذا تنشأ الاحتجاجات وأعمال العنف.
وأضافت أنه كانت هناك دعوات مكتوبة وشفهية لعودة النظام إلى رشده وحل المشكلات ديمقراطيا وتسليم السلطة للشعب، لكن النظام لا يلقي لها بالا ومع استمرار الاستغلال وتنامي المعارضة، فمن الطبيعي أن تكون هناك زيادة في المقاومة”.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت المظاهرات، وخاصة التي قام بها الشباب المهاجرون الذين يعيشون في الخارج، أعدادًا كبيرة من الناس؛ يتم تعريفه على أنه غير منظم والمشرفين غير معروفين. وأوضحت “بي بي سي” أن بعض إحصائيات شهر يونيو تشير إلى وجود ١٨ ألف طالب لجوء إريتري يعيشون في إسرائيل وأغلبهم دخلوا بطريقة غير شرعية.
وأشارت إلى أن الأحزاب اليمينية التي لا تريد اللاجئين في إسرائيل ستغتنم هذه الفرصة، على الرغم أن القانون الدولي، ينص على عدم إعادة أي شخص طلب اللجوء إلى المكان الذي أتى منه.
وبعد مرور يومين على الاشتباكات، أصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانا شديد اللهجة ضد تل أبيب، أكدت فيه أن الجالية أنتجت السبل القانونية للاحتفال بأحد أعيادها الوطنية، وأبدت استغرابها لمنح الشرطة الإسرائيلية أيضا الإذن لمجموعة أخرى وصفتهم أسمرة بـ”مثيري الشغب” في نفس اليوم وفي نفس المكان”.
وطالبت الأمم المتحدة، إسرائيل بالامتناع عن عمليات الترحيل الجماعي للإريتريين، محذرة من أن ذلك “سيتعارض مع القانون الدولي” ويمكن أن يكون له عواقب إنسانية وخيمة.