تتواصل العمليات القتالية الروسية الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، حيث أعلنت روسيا إسقاط 5 طائرات مسيّرة قرب موسكو، محمّلة أوكرانيا المسؤولية عن ارتكاب “عمل إرهابي” أدى لاضطراب الحركة في مطار فنوكوفو الدولي القريب من العاصمة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 4 طائرات مسيرة في موسكو وطائرة خامسة في محيطها ولا إصابات أو أضرار جراء “الهجوم الإرهابي”، مؤكدة عدم وقوع إصابات أو أضرار نتيجة الهجوم بالمسيرات. ونقلت “سبوتنك” عن متحدث باسم خدمات الطوارئ قوله، إن الطائرات المسيرة سقطت في منطقة مفتوحة ولم تقع إصابات أو تلفيات.
وقال متحدث باسم الطوارئ لوكالة “تاس”: “صدت قوات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية هجمات بمسيرات في ثلاث بلدات في موسكو الجديدة، حيث نشب حريق في ورشات مدنية جراء سقوط شظايا إحداها، دون وقوع إصابات”. وأشار إلى أن جميع المسيرات كانت متجهة نحو موسكو.
وقالت المتحدثة باسم وزير خارجية روسيا، إن أوكرانيا حاولت استهداف بنية تحتية بما في ذلك مطار، و”هذا عمل إرهابي آخر”. وأضافت ماريا زخاروفا بالقول: “زيلينسكي ينفذ هذه الهجمات الإرهابية بأسلحة يمدها الغرب أو يشتريها بأموال غربية، فهذا إرهاب دولي. يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمولون نظامًا إرهابيًا”. ودانت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا محاولة أوكرانيا “استهداف منطقة تقع فيها منشآت بنى تحتية مدنية، بما فيها مطار يستقبل رحلات دولية”.
وقالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا، إن مطار فنوكوفو بالعاصمة الروسية موسكو استأنف عملياته في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد تعرض المدينة لهجوم بطائرات مسيرة، حيث قيدت عمليات الهبوط والإقلاع في المطار صباح اليوم.
اعتراض المسيرات بسماء موسكو
وفي وقت سابق، نقلت وكالتا أنباء روسيتان عن أجهزة الطوارئ في البلاد، أنه تم اعتراض عدة طائرات مسيرة في سماء منطقة موسكو، في وقت مبكر اليوم، وواحدة في منطقة كالوجا المجاورة، مما استدعى توقيف حركة الإقلاع والهبوط في مطار فانكوفو في موسكو، وإحالة جميع الطائرات إلى مطارات أخرى. ونقلت وكالة “تاس” عن مصدر بهذه الأجهزة قوله: “وفقا للمعلومات المبدئية، اتجهت طائرات مسيرة نحو موسكو في أوقات مختلفة”.
وأفادت “وكالة الإعلام الروسية” بأن طائرتين مسيرتين أسقطتا بالقرب من قرية فالويفو. وتبعد القرية عن الكرملين حوالي 30 كيلومترا إلى الجنوب الغربي. وكانت إحداهما في منطقة كالوجا المتاخمة لمنطقة موسكو. فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن طائرة مسيرة أخرى أسقطت في منطقة بلدة كوبينكا، على بعد نحو 63 كيلومترا من غرب موسكو. وهناك قاعدة جوية روسية بالقرب من كوبينكا. وبحسب المعلومات المبدئية، لم تقع إصابات أو أضرار.
وقال عمدة موسكو: “هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية مجددا موسكو الجديدة ومنطقة موسكو. في الوقت الحالي تم صد الهجمات من قبل قوات الدفاع الجوي، وتم القضاء على جميع الطائرات بدون طيار المكتشفة”.
تدمير 3 نقاط انتشار للقوات الأوكرانية
يأتي ذلك فيما أفاد رئيس المركز الصحافي لقوات مجموعة “المركز” الروسية ألكسندر سافتشوك، اليوم الثلاثاء، بأن القاذفات المقاتلة الروسية من طراز “سو-34″، دمرت بقنابل جوية موجهة 3 نقاط انتشار مؤقتة ومعقلًا واحدًا للقوات الأوكرانية على محور كراسنو ليمانسك.
وقال سافتشوك في حديث لوكالة “سبوتنيك”، في اتجاه كراسنو ليمانسك دمر أطقم القاذفات الروسية المقاتلة “سو- 34″ التابعة لمجموعة قوات المركز باستخدام قنابل جوية موجهة، 3 نقاط انتشار مؤقتة ومعقلًا للقوات الأوكرانية على محور كراسنو ليمانسك”.
وتزامنا، ووفقا لسافتشوك، نفذ طيران القوات الجوية الروسية غارات صاروخية على مناطق تمركز القوات الأوكرانية. كما أشار إلى أن طواقم أنظمة سولنتسيبيك (الشمس الحارقة) التابعة للتجمع قصفت خلال اليوم الماضي، في هذا الاتجاه أيضا، معقلا للقوات المسلحة الأوكرانية.
وكانت أوكرانيا قالت أمس الاثنين، إن قواتها استعادت المزيد من الأراضي على الجبهتين الشرقية والجنوبية الأسبوع الماضي، وهو ما وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه تقدم في أسبوع “صعب” في الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية.
وأشارت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع أيضا إلى احتدام القتال حول مدينة باخموت التي استولت عليها القوات الروسية في شرق أوكرانيا في مايو أيار بعد معارك استمرت عشرة أشهر.
وقالت ماليار إن القوات الأوكرانية استعادت 37.4 كيلومتر مربع من الأراضي في قتال عنيف خلال أسبوع حتى الآن. وأضافت أن القوات الروسية تهاجم بالقرب من ليمان بمنطقة دونيتسك في شمال البلاد، وبالقرب من مدينتي أفدييفكا ومارينكا المتنازع عليهما منذ فترة طويلة والواقعتين في جنوب البلاد وإلى الغرب من باخموت.
وفي تقرير لاحق، أعلنت ماليار احتدام القتال قرب باخموت، وأن “الكفاح مستمر للإمساك بزمام المبادرة”.