تحقيق| بسمة قابيل
الجو الأسري المحيط جو هادئ جدآ ، الأب والأم في علاقة مثالية ، ليس هناك أي نوع من الصوت العالي ، أو المشاجرات العنيفة ،
الأم تتخذ أسلوب التربية الحديثة منهجآ لها ، ومع كل هذا ..
المفاجأة ؛ الطفل عنيف ، يمارس حركات عنيفة لأبعد مدي.
فى هذا التحقيق نتناول قضية مغايرة ، ليست تعرض الطفل للعنف من قبل الأسرة ، ولكن تعرض الأسرة للعنف من قبل الطفل.
يُعرف العنف بأنه سلوك عدواني موجه من شخص إلي أخر سواء كان سلوك لفظي أو جسدي …
والسؤال الأن كيف يكون الطفل عنيف في المطلق دون أي مؤثرات من الأسرة..
العالم الإفتراضى للألعاب الإلكترونية:
السبب الأول لعنف الطفل ، وهو العالم الإفتراضي عند الأطفال ، العالم الذي خلقوه لنفسهم داخل الألعاب الإلكترونية ، وهي من أخطر الأسباب المحيطة التي تنميي السلوك العدواني عند الأطفال لما تحتويه من تفكير عدواني وسلبي ومشاهد قتل لكي ينتصر الطفل في نهاية اللعبة ..
ولا يتختلف استعمالات الكمبيوتر والموبايل الأخرى كثيرا عن الألعاب الإلكترونية ، فإدمان اليوتيوب والتيك توك وخلافه يؤدى إلى التوحد والعزلة وربما العنف عند الطفل
وفي هذا الإتجاه كان نعرض لنص حوار مع ” إستيف جوبز ” مخترع الأيباد ، أيفون والأيبودز ، حين وُجه له سؤال عن عمر أطفاله الذين يستخدمون الأيباد فكانت المفاجأة أن أولاده لا يمتلكون أي جهاز من الأجهزة الإلكترونية موضحآ ذلك بقوله ” عندى تخوف دائم من إستخدام هذه الوسائل التكنولوجية علي المدي الطويل”..
أطعمة تعزز سلوك العنف عند الطفل
أما السبب الثانى المجهول و غير المرئي لبعض الأباء والأمهات وهو أن هناك بعض من الأطعمة الغذائية التي تسبب في تعزيز سلوك العنف عند الأطفال ، فقد كشفت دراسات أمريكية في هذا الإتجاه أن هناك بعض من الأطعمة تسبب في زيادة العنف عند الأطفال ويتصدر هذة الأطعمة ، السكريات ، الوجبات الغذائية السريعة ،العصائر المصنعة ، والمشروبات الغازية .
العزلة تسبب العنف
وثالثا هناك الكثير من الأسر التي تحب أن تعزل أبنائها ولم تفضل المخالطة الكثيرة ، ظنآ منها أن ذلك يحافظ علي قواعد التربية التي تريد أن ترسخها في أطفالها ، مما ينعكس علي الطفل ويجعله أكثر عنفآ في التعالم ..
فوفقآ لعلماء النفس أن العزلة الذاتيه التي تحدث عند الأطفال قد تكون سبب قوي وكبير في نمو السلوك العدواني لديهم …
علاج السلوك العدوانى
ولكي نتجنب السلوك العدواني ونعالجة هناك الكثير من النصائح ومن أهمها؛
ممارسة الرياضة ، حيث تؤكد كثير من الدراسات ضرورة ممارسة الرياضة لدورها الكبير في حياة الطفل
فالتربية الرياضية تعد نظاماً تربوياً له أهدافه التي تسعى إلى تحسين الأداء الإنساني العام، وتعديل سلوك الفرد والارتقاء به .
نصائح المدير الفنى لأكاديمة الألعاب الفردية
قال كابتن” خالد الديزل “المدير الفني لأكاديمية الديزل للألعاب الفردية ، نادي إيزي سبورتس لتعليم رياضة الكاراتيه ، أن الرياضة جزء مهم جدآ في حياة الإنسان ، ويوصي بممارسة الرياضة منذ الصغر ،
وأشار” الديزل” إلي أن ممارسة رياضة الكاراتيه مفيدة جدآ للأطفال ، فهي تعمل علي
تطوير الذات والعقل والجسم وتساعداللاعب على إتخاذ القرارات الصحيحة في حياته على عكس من يتصور بأنها تعلم العنف .
وأكد الديزل أن رياضة الكاراتيه تؤدى لزيادة الثقة بالنفس والإحساس بالقوّة الداخلية وتساعد علي التوازن ، و تنمي المهارات العقلية والذهنية ، كالتركيز ، والإدراك ، والانتباه.
وتابع؛ دائما ما ينصح بها الأطباء لمعالجة التوحد وتشتيت الإنتباه وعدم التركيز ،
وعن التعامل مع الطفل العنيف قال الديزل؛ يجب التعامل مع الطفل العنيف في علاجه بطريقة غير مباشرة باستغلال طاقته ، فى ممارسة الرياضة لتوظيف طاقته أو المساعدة في عمل الأشياء التي يحبها ، وأنه من الضار جدآ التعامل مع الطفل العنيف بطريقة عنيفة لأن ذلك قد يؤدي إلي زيادة المشكلة ليس علاجها .
ونفى الديزل مايطلق علي رياضة الكاراتيه بأنها رياضة عنف موضحآ ذلك بأنها رياضة دفاع عن النفس وتعتمد علي التركيز وليس لها أي علاقة بالعنف لافتا إلى أن الطفل يعالج الطفل بممارسة الألعاب الجماعية فهي تساعده علي تكوين الصداقات وتعلي من روحه النفسية والإجتماعية
نصائح مدير أكاديمية السباحة
ومن جانبه قال كابتن ” عبدالرحمن محسن ” المدير الفني لأكاديمية سبلاش لتعليم السباحه أن الرياضة تنمي صفات اجتماعية وتعدل سلوك الطفل وطباعة .
وأضاف: تمرين الطفل في مجموعات يساعد علي تعديل سلوكه كما أن الرياضة تساعد علي تفريغ طاقة الطفل بشكل إيجابي موضحآ أن عدم تفريغ طاقة الطفل بشكل إيجابي قد تتحول إلي طاقة عنف بداخله ..
و بذلك ممارسته للرياضة يعالجه من العنف ، العزلة، الوحدة والسلوكيات السلبية
وأشار ” محسن” أن ممارسة السباحة تفيد في بناء الجسم بشكل سليم وتجعله ممشوق ، كما أنها عامل أساسي في تقوية المناعة عند الأطفال وتساعد في بناء شخصية الطفل بشكل صحيح
خلاصة التجارب فى علاج عف الأطفال
مما سبق نستخلص أن علاج العنف عند الطفل يقع دوره علي الأسرة بالتقرب إلي الطفل والسعي دائمآ إلي فهم متطلباته وتغيراته النفسية ، والعمل بإستمرار علي وجود الطفل في حلقات إجتماعية والحد من عزلته ، ودمجه فى المجتمع وممارسته للرياضة
وهناك دور أيضآ للمؤسسات التعليمية بتوجية الطفل دائمآ إلي السلوك الجيد عن طريق تقديم النصائح المستمرة والأنشطة وعمل حلقات تعليمية لتصحيح سلوك الطفل .