البوابة ستار
تحل اليوم الإثنين، ذكرى وفاة أبرز مخرجي العرائس في القرن العشرين، المخرج صلاح السقا المُلقب بـ”الأب الروحي لفناني العرائس في العالم”. ويعد أوبريت “الليلة الكبيرة” من أشهر أعماله التي تظل حاضرة في جدان الصغار والكبار، حيث جمع فيه بين المبدعين صلاح جاهين، وسيد مكاوي، وقدمته فرقة مسرح القاهرة للعرائس.
https://www.youtube.com/watch?v=Cd1jpzsceA0
وُلد صلاح السقا في الحادي عشر من مارس عام 1932، بمحافظة الدقهلية، وتخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس، ثم التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير سيرجي أورازوف، الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحي وتخصص فن العرائس، حتىعاد إلى مصر ليحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969، فقدم “السقا” العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة الفن بمصر منها: “حلم الوزير سعدون، وحسن الصياد، والأطفال يدخلون البرلمان، وخرج ولم يعد” وغيرها من الأعمال التي لاقت استحسان الجمهور.
طرح صلاح السقا فكرة أوبريت “الليلة الكبيرة” الشهير للشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى اللذين تحمسا لها وبدأ في تنفيذها، حيث صممت عرائس المسرحية التي اعتمدت على عرائس الماريونت، وكانت في ذلك الوقت نوعا جديدا على مسرح العرائس المصري، فقد ضم العمل مجموعة من الشخصيات المتعددة المختلفة الملامح والصفات أيضًا.
وقد شهد الأوبريت تعاون بين عدد من الفنانين ليخرج بصورته التي بدأ عليها، فصمم الديكور مصطفى كامل، وأخرجها للتلفزيون محمود بيومي، ونفذتها الوحدة الثامنة ألوان بالتلفزيون المصري في مطلع الثمانينات لتصوير العمل، وقدم للمرة الأولى في 1 مايو 1961، حتى أصبح يشكل جزءا كبيرا من وجدان الشعب المصري، ويعد جزء من التراث الفني المصري الأصيل.
حقق الأوبريت نجاحا كبيرا في مصر والوطن العربي، واستطاع أن يعبر عن الطابع الشعبي والروح المصرية التي جمعت بين النبرة الصوفية التي جسدها صلاح جاهين، وعرائس ناجى شاكر المتحركة، ونغمات سيد مكاوى الرنانة، تلك العرائس التي استطاعت تجسيد الواقع المصرى بأسلوب الكاريكاتير الساخر في الصورة الفلكلورية، التي ربطت بين العادات والتقاليد والطقوس الشعبية بأفراحها وأحزانها المبهجة.
الأوبريت صورة غنائية تصور الحالة الشعبية لليلة المولد في التراث المصري وتصور فقرات البلياتشو، وشجيع السيما، والذكر، والتحطيب، والبائعين، والألعاب الشعبية، وينتهى الأوبريت بأذان الفجر، ويظل الأوبريت يلقى صدى كبيرا على الساحة الفنية حتى قتنا هذا، والذي تميز بالروح الشعبية المصرية، وأصبح حلمه في تحقيق هذا العمل إلى مسرحية تؤديها العرائس.