أعلنت شركة «Vertex Pharmaceuticals» للأدوية، عن شفاء أول مصاب بمرض السكري من النوع الأول بواسطة علاج مشتق من الخلايا الجذعية.
يتسم داء السكري من النوع الأول (الذي كان يُعرف سابقًا باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً، ولا يُعرف سبب داء السكري من النوع الأول، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.
وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.
ويحمل العلاج اسم «VX-880» وهو عبارة عن علاج استعادي لوظائف خلايا البنكرياس وهو مشتق من الخلايا الجذعية، وفقًا لتقرير شركة الأدوية التي طورت الدواء.
وتلقى براين شيلتون وهو أمريكي يبلغ من العمر 64 عامًا، حقنة واحدة تحمل نصف الجرعة المستهدفة، من خلال حقن الوريد البابي الكبدي بالاشتراك مع خضوعه لنظام معياري للعوامل المثبطة للمناعة.
وأظهر العلاج نتيجة سريعة وقوية لدى المريض في عدة اتجاهات تشمل التحكم في نسبة السكر في الدم وانخفاض الاحتياج لتلقي جرعات الأنسولين من مصادر خارجية، وبعد تلقي العلاج، انخفض احتياج المريض للأنسولين الخارجي بنسبة 91%.
قال جيمس ماركمان، أستاذ الجراحة ورئيس قسم جراحة زرع الأعضاء في مستشفى ماساتشوستس العام: «نحن متحمسون للتقدم في هذا الاتجاه الطبي الفريد الذي يحتمل أن يكون نقطة تحول للمرضى».
فيما قال دوج ميلتون، الأستاذ بجامعة هارفارد: «منذ أكثر من عقد من الزمان، كان لدى مختبرنا رؤية لتطوير علاج وظيفي للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض».
وأضاف أن النتائج المحققة تمثل أملًا كبيرًا في تطوير العلاج المشتق من الخلايا الجذعية، والذي قد يغير حياة الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول الذي يستمر معهم طوال الحياة.
تم تشخيص براين شيلتون بمرض السكري منذ حوالي 40 عامًا، وكان يعتمد في تعايشه مع المرض على الأنسولين الخارجي حيث كان يتناول 34 وحدة في اليوم.
وفي السنة التي سبقت العلاج، عانى المريض من 5 نوبات شديدة من نقص السكر في الدم مما عرض حياته للخطر، كما كانت مستويات «الببتيد C» لديه وهي مادة ينتجها البنكرياس بجانب الأنسولين، غير قابلة للاكتشاف، بالإضافة إلى أن جسمه لم يكن ينتج الأنسولين.
وأصيب خبراء السكري بالدهشة، لكنهم حثوا على توخي الحذر، فالدراسة مستمرة وستستغرق 5 سنوات، وتشمل 17 شخصا يعانون من حالات شديدة من مرض السكري من النوع الأول، ولا يُقصد به أن يكون علاجا لمرض السكري النوع 2 الأكثر شيوعا.
ومرض السكري هو سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى وبالفشل الكلوي وبالنوبات القلبية وبالسكتات الدماغية وببتر الأطراف السفلية.
ويمكن باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد مع الامتناع عن التدخين منع مرض السكري من النوع 2 أو تأخير الإصابة به.
وفضلا عن ذلك، فإن من الممكن علاج مرض السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أية مضاعفات.
تشير التقديرات بحسب الأمم المتحدة إلى إصابة 422 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي في عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980.
وكاد معدل الانتشار العالمي للسكري (الموحد حسب السن) يتضاعف منذ عام 1980، إذ ارتفع من 4.7% إلى 8.5% لدى البالغين، ويبرز هذا زيادة في عوامل الخطر المرتبطة بقضايا مثل زياردة الوزن والسمنة، وعلى مدى العقد الماضي، اتسعت رقعة انتشار مرض السكري اتساعات كبيرا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عنها في البلدان مرتفعة الدخل.