( عبد الستار سليم ) إنسان بدرجة مبدع
القيمة والقامة الذي أفنى حياته من أجل الحفاظ على التراث الشعبي .
🪐 أعترف أنني أعيش أفضل وأبهى فترات حياتي، فعملي مع الأب والإنسان النبيل والمبدع الكبير عبد الستار سليم متعة كبيرة لا يعلمها إلا من أقترب من عالمه المليء بالإبداع والحكايات والإنسانية، فقد علمني في فترة وجيزة ما لم اتعلمه في سنوات، وما زال يعلمني ولا يبخل علي بأي معلومة، حتي الكلام العابر لابد أن يتخلله معلومات جديدة بأسلوبه السهل الممتنع . هذا بخلاف إني قد وجدت ضالتي في فعل ما أحب.
🪐 فقد كان لي الشرف بالتعاون والعمل مع ذلك العظيم كمسئول إعلامي لجميع أعماله والجائزة جزء من تلك الأعمال، وقد أصبح لها اسم ، ومكان مميز وسط الجوائز العربية ، وليست المصرية فقط ، ف جائزة عبد الستار سليم للشعر والنقد من الجوائز الهامة والموثوق فيها ، فكيف لا ورئيس مجلس إدارتها هو المثقف الواعي الذي حمل على عاتقه أمانة حماية التراث الشعبي وعمل جاهدًا طيلة أكثر من أربعين عامًا من أجل تجميعه والحفاظ عليه من الاندثار وأيضًا انتشاره وسط الأجناس الأدبية المختلفة المتواجدة في الساحة الأدبية وبالفعل أثبت وجوده وأصبح له كُتاب ومُريدون كُثر .
🪐 والجائزة تهتم بتقديم الشباب والمبدعين الحق في مجال النقد ، والشعر الفصيح ، والشعر العامي، وفن الواو.
🪐 وتم إنشاء جائزة أدبية فى النقد والشعر تحمل اسمه جوائزها من جيبه الخاص ، دون دعم من أحد ، لا أفراد ، ولا مؤسسات.
🪐 ولم يقتصر الشاعر عبد الستار سليم على ما تم الإعلان عنه فقط ، لكنه يقوم أيضًا برعاية المواهب الشابة ودعمها مثل دعمه لمسابقة القصة بالإذاعة المصرية ، وطبع علي نفقة الجائزة الديوان الفائز بالمركز الأول في مسابقة مهرجان أشمون لشعر العامية تحت رعاية الشاعر محمد المخزنجي ، ويقوم بعمل مسابقات خاصة للأطفال والشباب بجوائز مالية على نفقته الخاصة .
🪐 وكذلك استحدث فكرة تكريم شخصية ثقافية مرموقة في كل دورة من الجاىزة، وأيضًا فرع النشر لأبناء محافظة قنا ، وهي نشر أربعة دواوين لشعراء قنا أسوة بالنشر الإقليمي وفي الدورة الأخيرة قام بنشر ثلاث دواوين لرموز محافظة قنا بخلاف الأربعة دواوين الأخرى محبة و تكريمًا من الشاعر عبد الستار سليم لأهل بلده التي نشأ وترعرع فيها ، فما زال يحفظ وصية والدته ( الست رُقيه ) التي زرعت بقلبه ، الخير ، ومحبة الناس ، والتسامح ، وإن دل ذلك على شيء ، فيدل على إنه أصيل ، من بيت أصيل .
🪐 ولأنه كان خلفا صالحًا ، فأكرمه الله بالخلف الصالح أبنائه الذين يقفون خلفه ويدعمونه ، ويؤمنون به وإبداعه ، وبمشروعه الثقافي ، ومن أجمل ما سمعت كان يوم حفل توزيع جوائز جائزة عبد الستار سليم ، عندما قال له ولده د. شادي سليم ( اليوم ستتعامد الشمس على وجه عبد الستار سليم ).
بارك الله فيه وفيهم .
🪐 ولذلك فقد رفضت أكثر من عرض للعمل كمستشار إعلامي مع بعض الشخصيات العامة في الوسط الثقافي، ولكني اكتفيت بنشاطي الخاص وعملي مع هذا الكبير ، لأننا نتفق في بعض الصفات ومنها تلك الصفة ألا نهتم بالشهرة ، ولا بعدد اللايكات والتعليقات وكانت جملته الشهيرة التي يرددها على مسمعي ( نحن نعمل من أجل سعادتنا بما نفعل أولاً، نجتهد بتقديم أعمال جادة ومفيدة نستمتع بها قبل أن يستمتع بها رواد صفحاتنا ، والعمل الجاد هو وحده دون سعي منا قادر علي جذب القراء والمتابعين ومن هنا يأتي الإنتشار لما نقدم، فاستمتعي دائمًا بما تقدمينه من جمال )
🪐 وهو من الأدباء الذين يقومون بتقديم يد العون والمساعدة للموهوبين في غير تعالٍ عليهم بل يجد متعته في مساندة هؤلاء ،فكنت عندما أقول له ، هناك شخص ما يسأل عن شيء في الشعر أو الفنون القولية ، فيبادر بكتابة مقال مفصل حول ما يريد معرفته ذلك الشخص ، ليقرأ هو وغيره ممن يهتمون بذلك ، ( وما لا يعلمه أحد ، أنه في فترة مرضه الأخيرة ، التى أخفاها عن الجميع ، لم يتأخر ولم يتوان ، في نشر ما تعود عليه رواد صفحته يوميًا ، رغم خطر ذلك عليه ، للمجهود الكبير الذي يبذله ، لكي يبحث ، ويكتب ، لتصل المعلومة لمن يهتمون بمتابعة ما يكتب ) .
🪐 ولذلك ف الشاعر عبد الستار سليم إنسان بدرجة مبدع ،شاعر أجمل ما يملكه قلب محب للجميع ، مهما رأى من سوء أفعال لا يرد ، ولا يتفوه بكلمة سيئه ، وكأنه لم يعلم ، ولم يسمع شيئًا ، و يبتسم في وجه الجميع .
🪐 ومن وجهة نظري ونظر الكثيرين بالوسط الأدبي الشاعر عبد الستار سليم أصبح له مشروعه الثقافي الملفت للنظر والذي يقوم بدور المؤسسات الثقافية المصرية ، ورغم تغافل هذه المؤسسات لمشواره الكبير في الحياة الثقافية وما قدمه لها إلا إنه لا يلتفت إلى ذلك ، لا يلتفت إلا لما يحب أن يقدمه للإبداع والمبدعين ، لا ينتظر شيئًا ولا يسعى ل شيء ، ولكن هذا لا يمنعنا من السؤال
🔴 أين مؤسسات الدولة من عبد الستار سليم؟
القيمة والقامة الذي أفنى جل حياته من أجل الحفاظ على التراث الشعبي ، ولكن ما أثرى به الحياة الثقافية سيظل شاهدًا على محبة هذا الرجل لوطنه وللإبداع والأدب ، ويكفيه محبة الجميع له لأنه ( إنسان ) بكل معنى الكلمة قبل أي شيء
الشاعرة همت مصطفى