يلقب شرين عبد الحليم، بطائر الخط العربي المحلق بهذا الفن إلى سماوات لم يألفها سابقوه، لينقله من قيود الصنعة إلى فنون تخاطب ضمير الإنسانية، وتجمع البشر على لغة واحدة، هي لغة فن الخط التي يفهمها الجميع، فخط بيده نسخة من “وثيقة الأخوة الإنسانية”، لتحتضنها جدران الجامع الأزهر في ملتقى الخط العربي والزخرفة.
يقول الفنان المصري شرين عبدالحليم، أحد فناني الخط العربي المعاصرين، والذي خط نسخة من “وثيقة الأخوة الإنسانية” بقلمه؛ إن الفن يلعب دورا مهما في المجتمع الإنساني، وما يدل على قيمة هذا الدور أنه يرقى بالإنسان، فهو وسيلة يعبر بها الفنان عن مشاعره تجاه المجتمع أو أي مظهر من مظاهر الحياة، كما أن هذا الفن مثله مثل الفنون السامية ينمي الجانب الروحي للإنسان، وهذا ما تؤكده “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي تلتقى مبادئها مع هذا الفن وكل الفنون الراقية.
وعن اهتمامه بخط الوثيقة بقلمه، قال الفنان شرين عبد الحليم: “قلبى معلق بكل ما هو سامي كما هو معلق بالحرف، فحين أخط الحرف أسمع صوتا من داخلى يهدينى إلى التكوين، فأرى التكوين فى مخيلتى كأنه سراج منير يراودنى فى صحوى ومنامي، ولا يغادرني هذا الصوت إلا بعدما أفرغ من لوحتي، والوثيقة هي واحدة من أهم الوثائق في مسيرة البشرية، لأنها تؤسس للعيش المشترك بسلام وأمان، ولأن بين الوثيقة والفن معانٍ مشتركة، لطالما يجد الفنان راحته وواحته في رحاب تلك المعاني.
وأشار قوميسير الملتقى، الفنان إسماعيل عبده، إلى أن هذه الوثيقة التي ولدت فكرتها، وجرى العمل عليها بإخلاص وجدية؛ لتكون إعلانا مشتركا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وإيمانا بالأخوة الإنسانية، تلتقى مبادئها مع مبادىء أصحاب الفنون الراقية، فإن كانت الوثيقة تدعم كل ما هو خيرا للبشر وداعما للسلام و الإنسانية؛ فإن فن الخطوط والزخرفة يعد توثيقا لتلك الحالة، كما أن الفن لغة مشتركة بين كل البشر على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم.
ويهدف الملتقى إلى تنمية الوعي المجتمعي بأهمية نشر ثقافة إتقان الخط العربي، وتشجيع الأجيال الشابة على تعلم الخط العربي وإتقانه، بالإضافة إلى التوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها العالمية، والارتقاء بمستوى الاهتمام بجماليات الخط العربي، والزخارف.
ويأتي انعقاد الملتقى ضمن مبادرات الأزهر للاحتفاء بالخط العربي، والتوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية، وتنمية المجالات الفنية التي تتناول التصميمات والزخارف وطرق الكتابة.