بقلم دكتورة /دعاء بيرو خبيرة الاتيكيت والعلاقات الإنسانية ومتحدث تحفيزى
. الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام هو يوم اليتيم العالمي ..فاليوم العالمي لليتيم يوم جميل يفرح به اليتيم.. لحرص العديد من الناس من العامة وأيضا من الفنانين والمشاهير على زيارته و إهداء الهدايا له واللعب معه وقضاء أوقات سعيدة وعلينا أيضا ألا نهمل اليتيم بقية أيام السنة .
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا . وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى ، وفرَّجَ بينَهما شيئًا). والكفالة هي الرعاية وحسن التعامل ومراعاة الشعور مع محاولة الاهتمام باليتيم ماديّا ونفسيا وصحيًّا.
من هنا يجب على كل. ولى أمر أن يعلم ابنائه فنون الإتيكيت و الطريقة الصحيحة للتعامل مع إخوتهم الأيتام وكيفية الحفاظ على مشاعرهم..سواء كانوا من الجيران أو زملاءهم فى الدراسة أو فى أحد الدور المشهود لها برعاية الأيتام..
ومنها:- لين الكلام معهم وحسنه.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الكلمة الطيبة صدقة ) فالكلمة والمعاملة الطيبة والتربية الصحيحة لهم تحمى اليتيم من العديد من المشاكل النفسية كالاضطرابات النفسية والسلوكية .. عدم أذيته نفسيا تحت أى ظرف من الظروف حتى ولو أخطأ فلا يجب توبيخه أو تذكيره بالماضي أو وصفه بأنه عديم التربية أو إنسان دون أهل.. زيارته بشكل دورى وليس فقط يوم اليتيم…وتوفير الدعم المادى والمعنوي له فى المناسبات إن لم يكن مكفولا وكان يقطن في دار رعاية للأيتام أو كان يتيم الأب.
إدراجه بالمجتمع بشكل عادى وطبيعى وعدم إشعاره بأى شكل من الأشكال بأنه يتيم وذلك لأن هذه الصفة لم يكتسبها بإرادته و علم ابنك التعامل معه بشكل طبيعى مثلما يتعامل مع باقى أقرانه أو جيرانه من غير الأيتام يساعد إدخال البهجة والسرور على الطفل بصفة مستمرة فى شعوره بالفرح ونسيان الحزن ولو لفترة قصيرة لذا حاول دوما تعليم أطفالك من حين لآخر إحضار لهم بعض اللعب و الهدايا والمأكولات وجعل أولادك يقدمونها لهم وتنظيم الخروجات و خصوصا في المتنزهات والأماكن المفتوحة والحدائق.. التى من شأنها أن تسعد هؤلاء الأطفال الأيتام. تجنب التحدث عن والديه عند مقابلته.. بأى طريقة حتى لا يتسبب للطفل أى أذى نفسى..بل مقابلته باللطف و بالبسمة والسعادة المرسومة على الوجه…. لا يخلو أى إنسان من الأخطاء أو مواضع زلل..لذا علم أولادك الا يجب أن نقوم بتأنيبه بشكل مباشر بل نقوم بالتوجيه والإرشاد بشكل غير مباشر فهو أكبر تأثيرا على السلوك.. عند زيارة أولادكم لدور الأيتام هم ومن معهم يجب ان نعلمهم ألانمزح معهم. بحرية ودون حدود وتجنب المناقشة والمجادلة أمام الأطفال وتذكر ألا نقول على بيتهم ملجأ ولكن قل دار أو بيت .. ولا تبك أمام الأطفال ولا تسأل أسئلة غير لائقة.. علم أطفالك أن يساعدوهم فى أن يتعلموا الأخلاقيات والذوق وكيفية حماية خصوصياتهم و أن يحترموا حدود الآخرين .. ينبغى أن نراعى مشاعرهم ونحافظ عليها ونتعامل معهم بشكل طبيعي لا يحمل معانى الشفقة الزائدة عن الحد أو المصتنعة… محاولة دائما الرفع من روحهم المعنوية وتشجيعهم و إشعارهم بالتميز فى اى شىء يفعلونه.. عند زيارتهم ينبغي أن نصطحب أولادنا معنا لنشعرهم بالألفة والمحبة ونتيح لهم فرصة اللعب معهم وشعورهم بالصداقة و أنهم مثل أبناءنا.. يتوجب علينا أن نقوم خلال الاحتفالات بتكريمهم على إبداعاتهم وإنجازاتهم سواء أكان تفوقا دراسيا أو فى بعض الفنون التى يقومون بها أو فى مجال الرياضة .. وهنا يكون دور المدرسة مهم جدا فى هذه الاحتفالات للطفل اليتيم فعليها أن تقوم بتوفير جو من المرح والبهحة والموسيقى كى يشعر الطفل بالحب و الاحتواء والطاقة الإيجابية بداخله عندما يجلس ابنك ويتحاور معهم فعليه أن يخبرهم أن الله اصطفاهم بأن يكونوا أيتام لأن رسولنا الكريم كان يتيما .. وهذا بدوره سوف يزيل من حساسيتهم النفسية الشديدة تجاه أى طفل آخر يعيش مع والديه… . و ايضا من فنون التعامل مع الطفل اليتيم.. علم ابنك أن يزرع بداخله الحب والثقة بالنفس فإن إعطاء الثقة بالنفس يعطى اليتيم الانطلاق والتجديد فمثلا إعطائه الفرصة فى إثبات وجوده و المحاولة في إيجاد الحلول المناسبة لكثير من المسائل بل تكرار المحاولة حتى الوصول إلى الحل المناسب الصحيح