تعاني مدرعات “آ أم أكس-10 آر سي” قدّمتها فرنسا إلى أوكرانيا للاستخدام في المعارك ضد القوات الروسية، من ضعف في التصفيح يجعلها “غير ملائمة” للمعارك على خط الجبهة، وفق ما أكد قائد ميداني أوكراني.
وراقب قائد كتيبة في لواء المشاة البحري السابع والثلاثين في الجيش الأوكراني، قدّم نفسه باسمه الحربي “سبارتانيتس”، أداء هذه المعدات المصنّفة في خانة المدرعات القتالية الخفيفة، في ميدان المعركة.
وقال إن هذه المدرعات “تستخدم لعمليات قصف مساندة بسبب تصفيحها الخفيف. تسليحها جيد، أدوات المراقبة المزودة بها جيدة جدا. لكن التصفيح الخفيف هو ما يجعلها غير ملائمة” في عمليات الهجوم.
فما هي هذه الدبابات التي أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورن في مارس/آذار الماضي عن إرسال الدفعة الأولى منها؟
هي بعيدة كل البعد عن دبابات “ليوبارد 2” الألمانية أو “إم 1 أبراهمز” أو حتى “تي – 72 بي 3” دبابة القتال الرئيسية في فرنسا، لكنها مركبة مثيرة للاهتمام، إلى جانب أنها أول مركبة مدرعة غربية تقترب قليلاً مما يعتبر دبابة حديثة.
تم تطويرها من قبل شركة Nexter Systems (المعروفة سابقاً باسم GIAT Industries) التي تنتج دبابات Leclerc ومدافع سيزار ذاتية الدفع عيار 155 ملم، والتي أحبها الجيش الأوكراني.
الاستطلاع
أما الغرض الرئيسي منها فهو الاستطلاع، أي أنها “وحدة سلاح الفرسان”، كما يقولون في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب موقع Mezha Media الأوكراني.
وبدأ تطويرها على أنه دبابة خفيفة في السبعينيات، ووصلت النماذج الأولية للاختبار في عام 1976، وفي عام 1981 دخلت حيز الإنتاج.
تم إنتاج ما مجموعه 457 مركبة منها ولا يزال 245 دبابة في الخدمة مع الجيش الفرنسي، و80 تم بيعها للمغرب، و12 إلى قطر و6 أخرى للكاميرون أما الباقي ففي مكان ما في المستودعات.
مسلحة بمدفع عيار 105 ملم
والسلاح الرئيسي لهذه الدبابة هو مدفع F2 BK MECA L / 47 عيار 105 ملم. والمقذوفات الحديثة ذات العيار الصغير لهذه البندقية قادرة على اختراق 350 ملم من الدروع على مسافة تصل إلى 2200 متر، أي أنها يجب أن تكون قادرة على التعامل مع دبابة رئيسية متوسطة.
وأثناء تشغيلها تلقت العديد من التحديثات مثل إضافة مشاهد تصوير حراري جديدة DIVT-16 و 18 و 19 CASTOR ودرع فولاذي إضافي عالي الكثافة وفرامل أكثر فعالية ونظام تحكم في ساحة المعركة يدعى FINDERS C2R.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعد في كانون الثاني/يناير الماضي بتزويد أوكرانيا بهذه المدرعات المجهزة بدواليب غير مجنزرة تتيح لها التحرك بسرعة، وبمدفع من عيار 105 ملم.
وبعد أربعة أشهر من ذلك، باتت هذه المدرعات منتشرة على الجبهة. إلا أن تصفيحها الخفيف كشف نقاط ضعفها على خطوط تماس تتسم بكثافة القصف وباستخدام قذائف المدفعية الثقيلة.
غير مجهزة للمواجهة
بدوره، كان الخبير العسكري الفرنسي ميشال غويا اعتبر في كانون الثاني/يناير أن سرعة تحرك هذه المدرعات تجعلها تصلح لأداء دور خلفي على الجبهة أو “الاستغلال بشكل سريع لاختراقات” تحققها القوات الهجومية.
وشدد على أن “آ أم أكس-10 آر سي” ليست مجهزة “لتواجه دبابات الميدان المزودة بمدافع أكبر”، لافتا إلى ضعف تصفيحها إزاء “كل الأسلحة الميدانية الحديثة المضادة للدبابات”.
مدرعات آ أم أكس-10 آر سي (أ ف ب)
ووفق موقع “أوريكس” لرصد خسائر طرفي القتال على صعيد المعدات استنادا إلى صور متاحة من أرض المعركة، تركت القوات الأوكرانية ثلاث مدرعات من هذا الطراز على الأقل في أرض المعركة بعدما باتت غير صالحة للاستخدام.
وأكد سبارتانيتس أن أفراد كتيبته تدربوا لشهر في فرنسا على استخدام هذه المدرعات، لكن ذلك لم يكن كافيا للتمكن منها بشكل كامل.