عرض شارع أوكسفورد في العاصمة البريطانية لندن، محلات تجارية بدون إيجار شهري لأصحاب المشاريع الصغيرة ومشاريع ريادة الأعمال التي تقدم أفكاراً جديدة، وذلك لملء المساحات الفارغة في الشارع التي أصبحت تستغلها مؤخراً متاجر بيع الهدايا السياحية، وهو الأمر الذي أثار غضب المسؤولين باعتبارها تقلل من الرونق العام الذي كان يتمتع به الشارع.
وتعود الظاهرة إلى فترة وباء كورونا، وبعد أن أغلقت محال تجارية كبرى في شارع أكسفورد في لندن أبوابها وبعضها إلى الأبد، حيث انتشرت متاجر “البسطات” التي توصف بالشعبية لبيع الهدايا السياحية والأمتعة والحلوى، على مدى الطريق التي تبلغ طولها نحو كيلومترين إلى جانب متاجر فاخرة مثل سيلفريدجز وعلامات تجارية عالمية بما في ذلك ديزني ونايكي وزارا.
ويقول عضو مجلس مدينة وستمنستر، جوف باراكلوف، إن هذه المتاجر تقلل من الرونق الفاخر الذي كان يتمتع به الشارع كما وجه اتهامات لبعض المحال بالتلاعب في الأسعار وعدم دفع الضرائب وبيع السلع المقلدة وحتى غسيل الأموال.
ووصف هذه المحال بالفطر بسبب سرعة انتشارها، حيث يتراوح عددها الآن بنحو 25 إلى 30 متجراً أو نحو 10% من إجمالي عدد المتاجر في الشارع.
وأضاف “عندما يحين موعد استحقاق الضرائب على هؤلاء غالبا ما يقوم المالك بإغلاق المتجر، ثم يُعيد فتحه في مكان قريب تحت اسم تجاري مختلف، مع صعوبة تتبع الملكية.. وما يسهل الأمر وجود 40 متجرا فارغاً بسبب إغلاقات كورونا التي لم تعاود فتح أبوابها مرة أخرى.
وأشار باراكلوف إلى أن هذه المحلات مدينة بملايين الجنيهات كضرائب حكومية.
وكان المجلس قد أطلق الشهر الماضي مبادرة لتقديم متاجر مجانية في شارع أكسفورد للشركات الصغيرة ومشاريع ريادة الأعمال التي تقدم أفكاراً جديدة لملء المحال الفارغة.
باعة متجولون من قرنين
كان شارع أكسفورد يعم بالمتسوقين لأكثر من قرنين من الزمان، وكان يجذب الباعة المتجولين منذ بدايات القرن الثامن عشر، ثم انتقلت المتاجر إليه في أوائل القرن العشرين، بما في ذلك متجر سيلفريدجزوتم الذي تم افتتاحه عام 1909، إضافة إلى محال تجزئة معروفة مثل جون لويس ودبنهامز، التي فتحت متاجرها الرئيسية في شارع أكسفورد خلال هذه الفترة.
وخلال الستينيات والسبعينيات، اكتسب شارع أكسفورد مكانة بارزة كمركز للأزياء والمحلات العصرية ومتاجر التسجيلات. كما اجتذبت أضواء وزينة الأعياد حشودا من الزوار كل عام.
ووفقا لشركة “New West End” المطور العقاري للمنطقة، فإن عدد الزوار لا يزال أقل 20% مقارنة بأرقام عام 2019، ولكن ارتفع فيه الإنفاق إلى ما فوق مستويات ما قبل كورونا.