يمتلك عربة طعام لا تتعدى مساحتها مترين، يُعد عليها سندوتشات الفول والطعمية كل يوم، فهي مصدر دخله الوحيد، يخرج في الصباح الباكر متوكلًا على رب العباد، يكسب قوت يومه لا يلقي بالًا بكثرته أو قلته، كل ما يشغله هو جبر خواطر الناس، من خلال تقديم السندوتشات بشكل مجاني لمن يحتاجها وبسعر أقل لآخرين.
«محمد» يقدم سندوتشات بسعر أقل للمحتاجين
كعادته كل يوم ذهب محمد محروس صاحب الـ31 عامًا، ابن محافظة القاهرة، إلى عربة الفول الخاصة به، ليباشر مهنته في تقديم السندوتشات، التي يوفرها بسعر أقل عن المعتاد، فالـ3 سندوتشات لا يتجاوز سعرهم الـ10 جنيهات، وفي بعض الأحيان أقل، حسب قدرة الزبون، الأمر الذي أثار إعجاب أحد الأشخاص فحرص على نشر الفكرة، من خلال «بوست» على فيسبوك، ليحظى الشاب الثلاثيني بمئات الدعوات التي لم تكف، ورغبة الجميع في الذهاب إليه وتناول الفول على عربته.
قال الشاب الثلاثيني خلال حديثه لـ«الوطن»: «مرة كان أحد الأشخاص بياكل عندي وشاف إني ببيع السندوتشات بسعر قليل، فقالي أقف جنب العربية علشان أصورك وأخلى الناس كلها تدعيلك، وفعلا عملت كده، وأي حد يشوفني يقولي إن الناس كلها بتدعيلك، وأنا مش فاهم إيه اللي بيحصل، وخليت حد يقرالي اللي منشور وفرحت بيه أوي، وخلاني أكمل في اللي بعمله، وكل همي جبر خواطر الناس ورضا أهلي عليا».
تابع «محروس» وشهرته حمادة كرياكو أن ما يفعله، زاد من رزقه اليومي، فهو يعمل حوالي 8 ساعات يوميًا، ويسعى في نهاية يوم إلى تقديم السندوتشات لكل من يراه، ويذهب للجميع ويقدمها لهم بوجه بشوش، موضحًا: «في اليوم اللي حسيت بحب الناس ليا، بعد البوست ما نزل النت قررت إن طول اليوم كله هاكل الناس ببلاش، وفعلا فرحة الناس عندي بالدنيا».