Site icon الكيان الاقتصادى – Alkaian

مستقبل مبادرة الحزام والطريق في ظل جائحة فيروس كورونا

السيسيى ونظيره الصينى

السيسيى ونظيره الصينى

تحليل |نشوى عبد النبي

يرى محللون في “مبادرة الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شين جين بينج في عام 2013، والتي تقوم على أنقاض طريق الحرير القديم، من أجل ربط الصين بالعالم، وسيلة لتوسيع النفوذ الاقتصادي والسياسي الصيني.

وتشكل المبادرة تحدياً اقتصادياً وسياسياً كبيراً للولايات المتحدة وكذلك لمستقبل التغير المناخي والأمن والمصالح الصحية العالمية.

وأشارت جارسيا واتسون، الباحثة بمجلس السياسة الخارجية الأمريكي في واشنطن، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” إلى شائعات دارت منذ أوائل عام 2020، بأن مبادرة الحزام والطريق، الاقتصادية الاستراتيجية التي يوليها الرئيس الصيني قدراً هائلاً من الاهتمام، واجهت مشكلات بسبب جائحة فيروس كورونا والمعارضة العالمية المتزايدة لها.

في مواجهة التفشي المفاجئ لفيروس كورونا الجديد، ظلت الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” تدعم بعضها البعض، الأمر الذي يمثل الصداقة العميقة بين البلدان المشاركة.

وقد أدت المبادرة دوراً حيوياً في تعزيز الاتصالات والتبادلات العالمية.

وأعطت زخماً قوياً لتعافي الاقتصاد العالمي في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد الحالية.

وكمشروع تعاون رئيسي لمبادرة “الحزام والطريق”، بدأ التشغيل التجاري لأول خط سكة حديد حديث قياسي ثنائي المسار تديره شركة صينية في غرب أفريقيا.

وتربط هذه السكة الحديدية لاغوس التي تعد أكبر مدينة في أفريقيا والمركز الاقتصادي لنيجيريا، وإبادان وهي مدينة صناعية رئيسية في جنوب البلاد، مما أدى إلى فتح الشريان الرئيسي للتنمية الاقتصادية المحلية وتحسين بيئة النقل في جنوب نيجيريا بشكل كبير.

كما أتاح الوباء فرصة للصين لتعمق التعاون مع الدول الأخرى في المجالات الأمنية غير التقليدية، فمنذ تفشي فيروس كورونا قامت الصين بنشر المعلومات عن تفشي المرض على الفور.

وشاركت تجربتها بلا تحفظ في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وعلاجه مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، وتعزيز التعاون في مجال البحث العلمي في مسعى إلى إنشاء “طريق الحرير الصحي”:

و هو مصطلح صاغه الرئيس شي خلال زيارته لجنيف في يناير 2017 عندما وقع مذكرة تفاهم مع منظمة الصحة العالمية، ملتزما بأن “طريق الحرير الصحي” سيسعى لتحسين الصحة العامة على البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق”.

وفي 23 يونيو 2021 تم عقد مؤتمر “الحزام والطريق” رفيع المستوى للتعاون الدولي لآسيا والمحيط الهادئ بنجاح عن طريق الفيديوكونفرانس.

و ألقى رئيس الصين شي جين بينغ خطاباً مكتوباً في المؤتمر، وترأس المؤتمر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية وانغ يي وألقى كلمة رئيسية. كان الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر هو “تعزيز التعاون لمكافحة الوباء وتعزيز الانتعاش الاقتصادي”.

وركز المؤتمر على بناء شراكة “الحزام والطريق”، والتغلب على الوباء بشكل مشترك، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي المستدام. أطلق المؤتمر مبادرتين للتعاون: الأولى هي مبادرة شراكة اللقاح “الحزام والطريق”، التي تدعو إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث عن اللقاحات وتطويرها وإنتاجها وتوزيعها، وتحسين توافر اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في العالم، لا سيما في البلاد النامية.

والثانية هي مبادرة شراكة التنمية الخضراء “الحزام والطريق” لدعم بناء طريق الحرير الأخضر، وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية الخضراء، والطاقة الخضراء، والتمويل الأخضر، وتعزيز التنمية الخضراء منخفضة الكربون والمستدامة.

في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، لم يتوقف تعاون “الحزام والطريق” بل تحرك إلى الأمام ، وأظهر مرونة قوية وحيوية قوية.

تضافرت جهود الصين والعالم لبناء “جدار حماية” دولي لمكافحة الوباء، وعقدوا اجتماعا لتبادل الخبرات بشأن الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وقدموا أقنعة وملابس واقية واختبار الكواشف، وقدموا أكثر من 480 مليون جرعة من اللقاحات لما يقرب من 100 دولة من خلال التبرعات والصادرات؛

تعمل الصين مع العالم لبناء عامل استقرار اقتصادي عالمي، وتبادل الخبرات التنموية وتعزيز التعاون العملي مع البلاد الواقعة على طول “الحزام والطريق”، وتقديم مساهمات إيجابية لمكافحة الوباء، واستقرار الاقتصاد، وحماية سبل عيش الناس؛ تعمل الصين والعالم معاً لبناء جسر جديد للربط العالمي، والتعاون مع 22 دولة شريكة في “التجارة الإلكترونية على طريق الحرير”، والتي عززت بشكل فعال التدفق السلس للتجارة في ظل الوضع الوبائي.

ووصل عدد القطارات بين الصين وأوروبا التي تربط قارة أوراسيا وحجم الشحنات في عام 2020 إلى مستوى قياسي، الأمر الذي لعب دورًا مهمًا في مساعدة البلاد على مكافحة الوباء؛ تراقب الصين والعالم ويساعدان بعضهما البعض للتغلب على الصعوبات معا.

وعززا التقدم المستمر في البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، الذي نقل الثقة والقوة إلى المجتمع الدولي، وقدم مساهمات مهمة في التعاون العالمي لمكافحة الوباء والانتعاش الاقتصادي.

افترض التقرير الذي حمل عنوان ” تقرير المستقبل العالمي: مستقبل بديل للمنافسة الجيوسياسية في عالم ما بعد كوفيد –19″ أربعة سيناريوهات فيما يتعلق بمستقبل مبادرة “الحزام والطريق”، والتي تتمثل فيما يلي:

أولاً – مواصلة الصين تنفيذ المبادرة: 

مما يزيد من الاعتماد على ديون الدول المشاركة فيها للصين، بهدف التأثير عليها لتحقيق المصالح الصينية، ومع ذلك فإن التدقيق في عالم ما بعد كورونا يوضح احتمالية فقدان الحزب الشيوعي الصيني السيطرة على سرعة وخطوات تنفيذ المبادرة.

ثانياً- انتعاش الصين من جراء أزمة كورونا

 بما يُعزز من مكاسبها والإسراع في تنفيذ المبادرة، وانتشار قوات جيش التحرير الشعبي الصيني على طول شبكة “الحزام والطريق”، أخذًا في الاعتبار أن الدول المشاركة في المبادرة التي لديها احتياطيات مالية أقل وخيارات محدودة، هي الأكثر تضررًا وتعرضًا للهيمنة الصينية.

ثالثاً- انهيار منهجي:

 تزايد الضغوط الدولية على الصين لالتزام الشفافية فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19، واحتمال فقدان الحزب الشيوعي السيطرة على المعلومات، وانخفاض التأثير المباشر على الدول الأعضاء في مبادرة “الحزام والطريق”، مع محاولة الصين تلبية توقعات جودة التصنيع المرتبطة بالمعايير الجديدة في التجارة العالمية. وهنا تبدأ الصين في النظر إلى الخارج من أجل تصدير مشاكلها المحلية، وبعد أن قامت بالفعل بتحييد المقاومة في هونج كونج، فإن تايوان هي المعركة التالية، حيث ستحاول بكين السيطرة عليها.

رابعًا- تقنين التنافس: 

يعمل الحزب الشيوعي الصيني على تقليص الاستثمار العالمي، وزيادة النفوذ الذي تمارسه البنوك الصينية على الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق”، وتستغل بكين التقنيات الناشئة المنتشرة في العالم النامي لتنمية فرصها التجارية، ومن ناحيتها تنتعش الولايات المتحدة ببطء بعد أزمة كورونا، مما يشجع على بناء علاقة ثنائية طويلة الأمد بين البلدين، تقوم على الاحترام والمنفعة المتبادلة، بحيث يفوز كلا الجانبين على أساس التعاون في إطار متفق عليه.

Exit mobile version