كل التصريحات التي صدرت مؤخراً عن المسؤولين الأميركيين بشأن حصول كييف على مقاتلات إف 16، بدت خلال الأيام الماضية متفائلة.
إلا أن أوكرانيا متشائمة على ما يبدو، فقد أعلنت سابقا أنها لن تستلم تلك الطائرات قبل الشتاء المقبل أو الربيع!
إذن أشهر عدة تفصلها عن “صيدها الثمين” والمخيف.
” أمر مخيف”
ولا شك أن القوات الأوكرانية التي اختبرت ضربات الروس الجوية المكثفة، تدرك جيدًا مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه طائرات F-16 ضد القوات الروسية ومجريات المعارك.
وفي هذا السياق، قال أحد أفراد مشاة البحرية الأوكرانية في الجبهة الجنوبية لشبكة CNN: “أفهم تمامًا ما هي قوة الطيران النارية.. إنها أمر مخيف للغاية”.
كما اعبتر أن الروس سيشعرون بهذا التأثير المخيف لمقاتلات إف 16، إذ ما حصلت بلاده عليها
F16
وأردف قائلا: “ستجعل الأمور أسهل بكثير لأن الروس سيدركون أنهم لم يعودوا في أمام بمواقعهم على الجبهات، وسيترددون في العودة إلى أي موقع يقصف بتلك الطائرات”
فتلك المقاتلات الأميركية ستعترض بلا شك بعض الطائرات الروسية التي تطلق صواريخها بلا هوادة على المدن الأوكرانية.
فما سبب التأخر يا ترى؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من العودة إلى بعض التصريحات الغربية الرسمية التي أطلقت سابقاً، وأعادت أسباب التردد بداية إلى الخوف من أن تستعمل في الداخل الروسي.
لكن لاحقاً وبعد أن وعدت كييف بعدم استعمالها لضرب أراضي روسيا، أرجعت السبب إلى المدة التي تستغرقها فترة تدريب الطيارين الأوكران على تلك الطائرات، فضلا عن صيانتها.
إذ لا يمكن لأعضاء الناتو أن توفد عناصر من جيوشها إلى الأراضي الأوكرانية لصيانتها وقيادتها، لأن هذا سيجعل الحلف الدفاعي في مواجهة مباشرة مع موسكو.
US F16
فيما يحتاج تدريب الأوكرانيين على صيانة تلك الطائرات وقتاً طويلاً. وبالتالي يبقى الخيار الوحيد استعداد دول الناتو لصيانة تلك المقاتلات على أراضيها.
لكل هذه الأسباب لا يبدو أن الإرادة الحقيقية موجودة، لدى دول الحلف اأطلسي في تحقيق هذا الهدف، وفق “سي إن إن”، وإلا فما الذي يبرر كل هذا التأخر.
لاسيما أن دبابات ليوبارد وصلت بسرعة إلى الأوكران، بعد أن توفرت الإرادة الحقيقية لذلك.
ولربما الغرب اعتبر بعد أن أجرى حساباته الاستراتيجية الدقيقة أن خطر انجرار الناتو إلى الحرب أكبر من أن يبرر التحرك سريعا في إيفاد طائرات F-16!
يذكر أن روسيا كانت هددت مراراً بأن أي سلاح متطور أو مقاتلات تصل القوات الأوكرانية ستكون هذا مشروعاً لها، وبمثابة توسيع للمواجهة مع الغرب.