“خُلق من أجل اللعب للأندية الكبيرة، وأكبر البطولات، أخبرته كثيرا أنه بإمكانه الذهاب بعيدا حيثما أراد“، الإسباني ميجيل أنخيل راميريز المدير الفني لـ إنديبدينتي ديل فالي الذي منح موسيس كايسيدو فرصة اللعب للفريق الأول لبطل الإكوادور.
في فبراير 2022 انضم موسيس كايسيدو قادما من إنديبنديتي ديل فالي الإكوادوري إلى برايتون الإنجليزي مقابل 4.5 مليون جنيه إسترليني.
والآن هو على أعتاب تشيلسي بمقابل 80 مليون جنيه إسترليني بعد شد وجذب منذ يناير الماضي مع الغريم اللندني أرسنال، بحسب التقارير.
نبذة عن بداية مشواره
موسيس هو الأصغر بين عائلة تضم 10 أطفال، وجذب أعين إيفان جويرا وهو مدرب محلي فكان أول من وثق به بحسب تصريحات كايسيدو في وقت سابق.
وقال جويرا لصحيفة “إل كوميرسيو” الإكوادورية: “كان نائما، أحيانا كنت أذهب لإيقاظه في السادسة صباحا ولم يكن يريد الذهاب. فأقول له الحافلة هنا بالفعل، سنلعب في إسميرالدا أو في مقاطعة أخرى كان دائما آخر من في الحافلة”.
بدأ كايسيدو في مركز المهاجم لكن جويرا قرر إعادته للوسط “كان هادئا وكنت أعلن أنه سيكون جيدا”.
في سن الـ 13 عاما انضم لصفوف فريق إسبولي للشباب ثم بعد عامين انضم إلى أكاديمية إندبندينتي ديل فالي.
في منتصف 2018 أصيب كايسيدو بقطع في الرباط الصليبي فتذكر قائلا في تصريحات إذاعية: “كنت أبكي أحيانا، لا أحد يعرف. كنت أذهب إلى غرفتي وأبدأ في البكاء من الإحباط والحزن. كان الأمر صعبًا للغاية، لكنني لم أتوقف عن الإيمان. لقد توكلت على الله وصليت كثيرا”.
غاب 10 أشهر ومع تولي يوري سولانو تدريب فريق الشباب في إنديبنديتي تفاجأ بقوة اللاعب البدنية، والذي أطلق عليه لقب “الأخطبوط”.
فقال سولانو عن كايسيدو في تصريحات نقلتها شبكة “ذا أثليتك”: “كان يتمتع بقدرة كبيرة على التحمل والقوة والسرعة وخفة الحركة. لقد كان متقدما بشكل كبير عن فئته العمرية من الناحية البدنية، كان بإمكانه الركض بلا توقف وكان يتجول في الملعب جيدا، ربح معاركه الفردية. أطلقنا عليه اسم الأخطبوط لأنه يمتلك الأرجل ليفوز بالكرة أينما ذهبت على أرض الملعب. كان رائعا للغاية“.
وعلى عكس زملائه كان كايسيدو طموحا للغاية حتى في التدريبات البسيطة ويخوضها بكل جدية بحسب سولانو.
بعمر 17 عاما ظهر كايسيدو مع الفريق الأول فيتذكر الإسباني راميريز المدير الفني للفريق آنذاك: “منذ اليوم الأول الذي تدرب فيه معنا، كان أفضل لاعب في الفريق، جسديا وبدنيا. سيطر على الكرة ولم يرتكب أخطاء. لم يكن بحاجة إلى أي وقت للتكيف”.
في بداية 2020 كان مهما في تشكيل الفريق الأولى لدرجة أنه سافر من باراجواي حيث يلعب فريق الشباب لديل فالي بطولة كوبا ليبرتادوريس تحت 20 عاما من أجل مواجهة ليجا دي كيتو الغريم التقليدي وساهم في الفوز بنتيجة 3-2.
في اليوم التالي عاد على متن طائرة إلى باراجواي وساعد زملائه في الفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس للشباب على حساب ريفر بليت الأرجنتيني الذي ضم حينها إنزو فرنانديز في صفوفه.
سولانو مدربه في الشباب تحدث عن تأثيره في خطط الفريق قائلا: “بوجوده في خط الوسط، يمكننا أن نكون عدوانيين للغاية في الهجوم مع الحفاظ أيضا على توازن دفاعي قوي للغاية. كانت تلك البطولة معيارا. لقد أظهر مستواه الحقيقي”.
اللاعب البالغ 21 عاما حال انتقاله بـ 80 مليون جنيه إسترليني فسيكون سادس أغلى لاعب في تاريخ البلوز.
هل يستحق هذا الرقم بالفعل؟
كان كايسيدو من العناصر الأساسية لبرايتون الموسم المنقضي حيث أنهى الفريق في المركز السابع كأفضل موسم في تاريخه بالدوري الإنجليزي.
حل ثالثا في عدد الدقائق بالفريق بعد باسكال جروس ولويس دانك بـ 3140 دقيقة لعب.
يستطيع موسيس أن يشغل مركز الوسط عندما يلعب الفريق بثنائية في الوسط، وقادر أيضا على اللعب كظهير أيمن كما فعل في فوز فريقه على مانشستر يونايتد في مايو الماضي.
جاوره الموسم الماضي باسكال جروس أو أليكسيس ماك أليستر المنضم حديثا لليفربول.
فيعتمد دور الإكوادوري على الأداء الدفاعي أكثر مانحا زميله في الوسط المزيد من المساحة للتحرك وصناعة اللعب.
يمتاز موسيس بقدرته على التواجد أمام الرباعي الدفاعي، لكن مع فشل الضغط العالي من زملائه في المقدمة فيستطيع بفضل سرعته تغطية المساحات واستعادة الكرة.
وفي الصور التالية كان كايسيدو أول من وصل للكرة أمام الخصم.
الصورة التالية تُظهر أماكن تواجد الإكوادوري في جميع مراكز الملعب، فيغطي الوسط الدفاعي بالإضافة للجهة اليسرى لتعويض المساحات في ظل تقدم مواطنه بيرفيس إستوبينيان.
فقط في الدوري الإنجليزي يسقبه كل من بالينيا لاعب وسط فولام وديكلان رايس لاعب وسط وست هام في قطع مسار الكرة.
لكن دون ذلك فكايسيدو يتصدر كافة الأرقام الدفاعية للاعبي الوسط، بمتوسط 2.9 عرقلة ناجحة في المباراة و6.3 فوز بصراع ثنائي في المباراة وقطع مسار الكرة بـ 1.6 مرة في المباراة، واستعادة الاستحواذ على الكرة بـ 7.1 في المباراة.
لكن لا يقتصر أداءه على استعادة وقطع الكرات فقط بل يصل إلى بدء الفرص الهجومية.
في الموسم المنقضي كان الإكوادوري ثاني لاعب يستعيد الكرة ويبدأ بها هجمة لصالح فريقه في 18 مناسبة مختلفة، فقط سبقه رودري لاعب وسط مانشستر سيتي بـ 19 مرة.
ربما عدد 18 هجمة كبير لكن تأثيرها أكبر عندما تدرك أنه عندما قطع الكرة من خصم وبدأ هجمة انتهت بـ 5.10 فرصة متوقعة للتسجيل. (سجل برايتون 11 هدفا من تلك المواقف) ويسبقه فقط أيضا رودري بـ 5.89 فرصة متوقعة للتسجيل.
في حال الاستحواذ على الكرة تصل نسبة دقة تمريراته لـ 88.9% خلف رودري أيضا، فتصل نسبة تمريراته القصيرة لـ 92.5% والتمريرات المتوسطة 90.5% والطولية لـ 79.2%.
وفي كل مباراة استطاع التمرير من تحت ضغط بـ 23.5 تمريرة صحيحة أكثر من أي لاعب آخر، فتصل نسبة دقة تمريراته في هذه المواقف 86% وفقط يتفوق عليه رودري وكذلك إنزو فيرنانديز.
ورغم أنه سجل هدفا وصنع آخر الموسم الماضي إلا أن تأثيره الهجومي واضح حيث ساهم بـ 185 فرصة انتهت بهجمة محققة للتسجيل أو على الأقل تسديدة كرابع لاعب في الفريق بعد جروس وماك أليستر وسولي مارش.
28 تسديدة و39 فرصة محققة للتسجيل و118 بناء فرصة انتهت بتسديدة.
بعمر 16 عاما أشاد موسيس بنجولو كانتي قائلا: “إنه يغطي الملعب بالكامل، وهو ما أحبه. إنه هادئ أيضا: يفضل التركيز في المباراة بدلا من خوض أي جدال”.
مع رحيل نجولو كانتي لاتحاد جدة السعودي وماتيو كوفاسيتش وجورجينيو أيضا فسيكوّن كايسيدو بمجرد انضمامه ثنائية ستدوم لسنوات طويلة رفقة إنزو فيرنانديز -الذي فاز عليه سابقا- ربما تهيمن على خط الوسط وتكون مؤرقة للجميع في الدوري الإنجليزي.
المصدر: theanalyst – theathletic