كثيرة هي التفاصيل التي لا تزال غامضة أو طي الكتمان حول ما جرى السبت الماضي في روسيا، حين أطلق قائد فاغنر يفغيني بريغوجين بشكل مفاجئ تمرده العسكري.
لكن مصادر مطلعة كشفت أن مسؤولي المخابرات الأميركية تمكنوا من جمع صورة مفصلة ودقيقة للغاية عن خطط رئيس فاغنر، بما فيها أين وكيف كان يخطط للتقدم
كما أوضحت تلك المصادر أن مشاركة تلك المعلومات كانت محصورة فقط ببعض الحلفاء المختارين، بينهم مسؤولين بريطانيين، إلا أنها لم تصل إلى أعضاء الناتو بشكل واسع، بحسب ما أفادت شبكة سي أن أن الأميركية.
كما لم يعلم بها سوى عدد محدد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، و8 أعضاء من الكونغرس فقط.
بوادر التمرد
حتى أن واشنطن لم تبلغ الرئاسة الأوكرانية مسبقا بخطط بريغوجين هذه، خوفا من امكانية اعتراض الاتصالات بين الجانبين، وبالتالي كشف فحوى الحديث والمعلومات
في المقابل لم يكن تاريخ انطلاق هذا “التمرد القصير” معلوماً، علماً أن بوادره كانت بدأت تلوح بشكل واضح في العاشر من الشهر الحالي (يونيو 2023) بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية أن جميع الشركات العسكرية الخاصة، ومن ضمنها فاغنر، ستُجبر على توقيع عقود مع الجيش الروسي بدءًا من يوليو وسيتم استيعابها بشكل أساسي ضمن القوات الروسية.
“لا تستغلوا الظرف”
أما يوم انطلاق العصيان، فوصلت رسالة واضحة إلى كييف مفادها “لا تستغلوا الظرف من أجل ضرب أهداف داخل روسيا”.
فقد حذر عدة حلفاء غربيين من مختلف المستويات أوكرانيا نت استغلال الفوضى لضرب أهداف داخل روسيا، حسب ماكشف مسؤول غربي.
وأكد المسؤول أن الأوكرانيين أبلغوا بأن هذه “القضية شأن روسي داخلي”
كما تم تحذيرهم بعدم الانجراف إلى الشؤون الداخلية الروسية، والاكتفاء باغتنام الفرصة ضد القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية فقط.
يشار إلى أن قائد فاغنر كان أعلن السبت الماضي بشكل مفاجئ دخول قواته الأراضي الروسية وتوجههم نحو العاصمة موسكو، معلناً رفضه لتراجع أو الاستسلام.
إلا أنه بعد ما يقارب الـ 24 ساعة دخلت بيلاروسيا على خط الوساطة بين بريغوجين وموسكو. لتنتهي تلك المغامرة المفاجئة والقصيرة بـ “نفي” قائد فاغنر إلى الاراضي البيلاروسية. وليعلن من هناك أن هدفه لم يكن الإطاحة بالحكومة الروسية أو حكم الرئيس فلاديمير بوتين، بل حمياة مجموعة فاغنر.
فيما خير بوتين عناصر فاغنر إما بالخروج إلى بيلاروسيا أو الانضمام للقوات الروسية، أو العودة إلأى بيوتهم، في تصريحات ألقاها مساء أمس الإثنين.