أقنعني صديق لي أن أذهب معه إلى محاضرة تنمية بشرية، ربما أخرج من اللامبالاة التي أعيش فيها.
قائلاً لي: أنت تحتاج أن ترى الحياة بنظرة مختلفة، نظرة أكثر مرونة، وتفهم أنك فرد في هذا المجتمع عليك مسؤوليات وواجبات قبل أن يكون لك حقوق.
كلام كبير جدًا لا يُثير اهتمامي، ولكن لن ينقص من يومي شئ إذا سمعته، فالحماسة التي يتحدث بيها صديقي لا تستطيع ان تقابلها إلا بجملة “.
نعم معك حق في كل ما تقول ” ولكن لن أذهب معك، لا أهتم لسماع هذا النوع من المحاضرات، لا أريد تغيير المجتمع، أي تغيير! .
فأنا شخص أضعف من أغير حياتي لا تتعب نفسك. ولكن ورغم كل المحاولات التي قابلتُها بكل رفض، جاء في اليوم الثاني ومعه دعوه لي وله، وذهبت معه !.
جلست في آخر القاعة، فتحت هاتفي وتركته يجلس في الصف الأول، وهو استسلم للأمر خوفًا أن أغادر المكان.
كان التفاعل ملحوظ، وكلام قليل ومعه تفاعل أكبر، كلام أكثر ومعه تفاعل أكثر.
وأنا أقول لنفسي ساعه ونص ستغير حياتكم!! الوهم كثير منا يجري وراءه، نصنع لأنفسنا خيط أمل نتمسك بيه لكي نستطيع أن نكمل حياتنا.
الهاتف أمر مهم في حياتنا، فهو لغه التواصل في هذا العصر جملة قالها المحاضر وهو يمسك بهاتفي، وينظر لي. وقتها كنت في قمة الخجل ولا أدري ما أقول! حينها تابع كلامه ولم ينتظر مني إجابة، من قليل سألنا سؤال بسيط “أنت عايش لي !؟”.
صمتُ للحظات ولم يكن هناك إجابة حاضره في ذهني، أجبت بعد لحظات كثرة، بإجابة تخرجني من هذا السؤال بأقل الخسائر، لأعبد الله “عز وجل” قال لي : جميل وهل تعبده كما يجب، أو تحاول على الأقل ؟!.
كان سؤال أصعب من السؤال الأول، ولكنه لم ينتظر مني الإجابة أيضًا، تابع حديثة وأكمل المحاضرة، أغلقت هاتفي بدأت بالتركيز، وعقلي بدأ يفكر، أدركت حينها أنني بلا هوية، أعيش بلا معنى، أضعت عمري في لوم كل شئ.
عندما خرجت فكرت في السؤال بنظره أعمق، حينما يسألني الله “عز وجل” فيما أضعت عمري بماذا سأجيب؟