Site icon الكيان الاقتصادى – Alkaian

يهود أمريكيون يُطالبون واشنطن بمنع وزير إسرائيلي مُتطرف من دخول الولايات المتحدة

دعت مجموعتان ليبراليتان يهوديتان في الولايات المتحدة، إدارة جو بايدن إلى إلغاء تأشيرة دخول وزير المالية الإسرائيلي المُتطرف بتسلئيل سموتريتش ومنعه من زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر بسبب دعوته الأخيرة “لمحو” بلدة “حوارة” جنوب محافظة “نابلس” بشمال الضفة الغربية.

وفي مقابلة أجريت معه، يوم الأربعاء الماضي، صرّح سموتريتش، الذي يشغل أيضا منصب وزير في وزارة جيش الاحتلال، أنه “يعتقد أنه يجب محو بلدة حوارة من الوجود، وأن على دولة إسرائيل القيام بذلك وليس أفرادا” في إشارة إلى الهجوم الذي شنه المستوطنون على بلدة حوارة جنوب نابلس يوم الأحد الماضي، وأسفر عن استشهاد الشاب سامح أقطش (37 عاما)، وإصابة عشرات المواطنين، وإحراق عشرات المنازل ومئات المركبات.

وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات سموتريتش ووصفتها بأنها “غير مسؤولة” و”مثيرة للاشمئزاز” و”مقرفة”. وأدان الاتحاد الأوروبي التصريحات، وقال إنها “غير مقبولة” و”تحرض على العنف العشوائي في وضع متوتر للغاية بالفعل”.

كما أدانت مصر والأردن والإمارات، تصريحات سموتريتش التحريضية والعنصرية، مُحذرة من عواقبها الوخيمة.

ودعت منظمة “تروعاه” اليسارية، التي تمثل نحو 2300 حاخام ومرتل يهودي في الولايات المتحدة، الحكومة الأمريكية ليس فقط إلى إدانة التصريحات وإنما اتخاذ إجراءات ملموسة ضد سموتريتش من خلال إلغاء تأشيرة دخوله إلى البلاد أو على الأقل منع المسؤولين الأميركيين من الاجتماع معه إذا دخل الأراضي الأمريكية.

وقالت الحاخامة جيل جيكوبس، الرئيسة التنفيذية للمنظمة إن “تروعاه” تدعو إلى إلغاء تأشيرة رحلته المقبلة إلى الولايات المتحدة على أساس تحريضه على الإرهاب وتأييده له. تصريحاته لا تزيد آلام العائلات وأفراد المجتمع الذين تضرروا من العنف في حوارة فحسب، بل تضيف أيضا إلى التحريض المتزايد من جانب أعضاء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الجديدة”.

وأضافت: “نشكر وزارة الخارجية الأمريكية على إدانتها الشديدة لتصريحات سموتريتش، وندعو جميع أعضاء إدارة بايدن إلى رفض أي اجتماعات معه إذا سُمح له بدخول البلاد. كما ندعو جميع المنظمات اليهودية الأميركية إلى إدانة كلمات سموتريتش ورفض التعامل معه ومع حلفائه”.

وأطلقت منظمة “أميركيون من أجل السلام الآن”، التي تدعم حل الدولتين، عريضة عبر الإنترنت تطالب إدارة بايدن بإلغاء تأشيرة دخول سموتريتش.

وقالت المنظمة إن تصريحاته الأخيرة “تتجاوز تحريضه البغيض السابق. هذه دعوة لجريمة حرب، ويتم فعل ذلك في وقت أصبح فيه من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن مثل هذا التحريض له عواقب وخيمة. والآن يريد سموتريتش جلب كراهيته إلى الأراضي الأمريكية. إنه يعتزم زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. نحن هنا لنقول إنه ليس موضع ترحيب”.

كما لاقت تصريحات سموتريتش إدانات من قبل عدد من الجماعات اليهودية الأميركية الكبرى، بما في ذلك اللجنة اليهودية الأمريكية ورابطة مكافحة التشهير، ورئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى.

وقال رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية في تغريدة على تويتر”نحن ندين هذه الدعوة البغيضة للعنف والعقاب الجماعي من قبل وزير في الحكومة، حيث أنها تناقض قيم وتقاليد دولة إسرائيل”.

ووصفت رابطة مكافحة التشهير تصريحات سموتريتش بأنها “غير مبررة” و”مناقضة للقيم اليهودية والإسرائيلية لاحترام الحياة الإنسانية وسيادة القانون”.

وقال ويليام داروف، الرئيس التنفيذي لمؤتمر الرؤساء، إنه يتفق مع وزارة الخارجية الأمريكية في وصف التصريحات بأنها “غير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز”.

حتى قبل قيام المتطرف سموتريتش بالدعوة إلى “محو” حوارة، اعتُبر المشرع اليميني المتطرف وأعضاء حزبه “الصهيونية الدينية” شخصيات غير مرغوب بها من قبل الكثيرين من يهود الولايات المتحدة. في الواقع، لم تتم دعوة أعضاء حزبه عن عمد للتحدث أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى عندما زارت المنظمة الجامعة إسرائيل الشهر الماضي بسبب معارضة العديد من المجموعات الأعضاء فيها.

ولم يرد المسؤولون الأمريكيون على الفور على طلبات للتعليق على ما إذا كانت الإدارة تدرس إلغاء تأشيرة سموتريتش.

ومن المُقرر أن يسافر سموتريتش إلى الولايات المتحدة للتحدث في مؤتمر “إسرائيل بوندز” السنوي، الذي سيعقد في الفترة من 12 إلى 14 مارس في واشنطن. وقال مسؤول أمريكي إنه لا توجد على جدول الأعمال اجتماعات رسمية بين سموتريتش ومسؤولين في إدارة بايدن حتى الآن.

Exit mobile version