النسخة المحدثة من وثيقة «ملكية الدولة»| الحكومة تستهدف جمع 5 مليار دولار من «الطروحات» بحلول يونيو 2024.. خبراء: محاولة لتوفير عملات «النقد الأجنبي».. والإدريسي: «البريكس» فرصة لتحقيق الاستقرار
تقارير وتحقيقات
تستهدف الحكومة جذب استثمارات قيمتها 5 مليارات دولار من خلال طرح حصص بشركات وأصول مملوكة للدولة خلال فترة التسعة أشهر بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، وفقا لنسخة محدثة من وثيقة سياسة ملكية الدولة. وبموجب النسخة المحدثة فإن عمليات الطرح ستتم خلال بيع محطتي رياح ومحطة كهرباء تعمل بنظام الدورة المركبة في بني سويف، وعدد من محطات تحلية المياه قبل نهاية العام المالي الحالي في يونيو المقبل.
ويرى الخبراء بأن الحكومة تستهدف زيادة تدفقات النقد الأجنبي لتحقيق الاستقرار في السوق المحلي، وطالبوا بضرورة العمل على الاستفادة من عضوية البريكس التي ستتم مع بداية العام الجاري من خلال جذب مزيد من الاستثمارات والعمل على زيادة الإنتاج والدخول في شراكات حقيقية مع أعضاء دولة البريكس.
وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في فبراير أن الحكومة تتطلع لطرح حصص في 32 شركة مملوكة للدولة بنهاية الربع الأول من عام 2024، مضيفا أنها تستهدف جمع ملياري دولار بنهاية العام المالي السابق في يونيو. ويعد هذا جزءا من وثيقة سياسة ملكية الدولة والتي تحدد استراتيجية الحكومة لمضاعفة دور القطاع الخاص في الاقتصاد إلى 65% وجذب 40 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة بحلول عام 2026.
يقول الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، تسعى الحكومة المصرية لزيادة تدفقات النقد الأجنبي من خلال مجموعة تدابير أهمها طرح شركات للتخارج ضمن الـ32 شركة التى طرحتها الحكومة مؤخرًا والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والاستثمار المباشر.
وأضاف الإدريسي لـ«البوابة نيوز»: علينا الاستفادة من عضويتنا من مجموعة البيركس التى ستبدأ من يناير 2024 والعامل على الدخول في شراكات حقيقية مع الدول الأعضاء من خلال مبادلة السلع الاستراتيجية الهامة وفي نفس الوقت السعي لزيادة الإنتاج والاستفادة من دول البريكس لتحقيق أكبر منفعة.
والجدير بالذكر أن الحكومة سعت لطرح المصرية للاتصالات، والشرقية للدخان، والعز الدخيلة، وباعت الحكومة في وقت سابق من هذا العام حصة 10% في شركة الاتصالات المملوكة للدولة للمستثمرين، وتستعد حاليا لبيع كامل حصتها البالغة 31% في العز الدخيلة التابعة لحديد عز، بالإضافة إلى حصة 15% في الشرقية للدخان.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، جمعت مصر ما يزيد على 3 مليار دولار من خلال عمليات الطرح السابقة وذلك لتوفير النقد الأجنبي مع العلم أن الحكومة المصرية أطلقت برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ 2016 والذي بدوره ساهم في قدرة الاقتصاد المصري في مواجهة الصدمات الخارجية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وموجات التضخم العالمية.
وأضاف جاب الله لـ«البوابة نيوز»: لدينا فرصة من خلال الانضمام لمجموعة البريكس لجذب استثمارات أجنبية مباشرة والدخول في شراكات حقيقية مع الدول الأعضاء علاوة عن توسيع نطاق التبادل التجاري مع الدول الأعضاء مع ضرورة الاتجاه نحو زيادة الإنتاج ورفع مؤشرات الاكتفاء الذاتي.
ويذكر أن الحكومة قد جمعت قرابة الـ 3.1 مليار دولار خلال بيع حصص كبيرة في شركات صناعية ومالية رئيسية مدرجة في البورصة المصرية لصالح صندوقي الثروة السياديين أيه دي كيو الإماراتي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومن بين الصفقات تلك بيع ما يقرب من نصف شركتي موبكو وأبو قير للأسمدة، وحصة 17.5% من البنك التجاري الدولي، وحصة 25% في شركة إي فاينانس، وباعت الحكومة هذا العام حصص في سبعة فنادق تاريخية لتحالف بقيادة مجموعة طلعت مصطفى مقابل 705 ملايين دولار، كما باعت حصتها في العز الدخيلة، واستكملت بيع حصة قدرها 10% في الشركة المصرية للاتصالات، وباعت شركة البويات والصناعات الكيماوية (باكين).
وتأمل الحكومة في توقيع العقود النهائية مع أيه دي كيو قبل نهاية سبتمبر لبيع أسهم في الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته (إيثيدكو)، والشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب)، وشركة الحفر المصرية.
وأعلنت الحكومة في يونيو الماضي أن صندوق الثروة السيادي ومقره أبو ظبي وافق على شراء حصص أقلية في الشركات مقابل 800 مليون دولار.