الدين حياةالرئيسية

الأسرار الخفية لغرفة إشهار الإسلام في الأزهر| قصص ومغامرات تُروى لأول مرة

خاص: الكيان

خلف أبواب الغرف المغلقة ، هناك الكثير الذى يثير فضول المعرفة وحب الاستطلاع حول هذا النور الذى يبعثه الله فى قلوب البشر ، وعن هذا الإصرار والتحدى الذى يجعلك تقرر أن تغير إسمك وهويتك أو تترك أهلك وميراثك وعزوتك إلى غير رجعة حبنا فى الإسلام ، بالقطع ليس هذا هو الدافع الوحيد أحيانا فهناك من البشر من يرتدى هذه العباءه لمصالح دنيوية.. فهجرته إلى ما هاجر إليه.

قطعاُ لا إكراه في الدين ، فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ هذا ما يعتقده الأزهر الشريف ويعتقده جموع المسلمين ، من أهل الوسطية والإعتدال ، إذا فدعونا نخوض هذه المغامرة ونتعرف على أسرار وحكايات تنشر لأول مرة عن الدخول فى الإسلام .

أدُينٌ بِدينَ الحُبُ أنَ تَوجهتْ رَاكائْبهُ فَالحبُ دينيِ وإيمَانى .. لم يقصد إبن العربي حينها الحب الدنيوي فمنذ بدء الخليقة والإختلاف سمة خلقها الله في داخلنا فلا يعني إختلافنا في شكل ومظاهر عبادتنا له خلافاً في إيماننا بحقيقة وجوده .

مبنى الأزهر الشريف بالدراسة

المبنى الأثرى فى حى الدراسة

إنه الفضول تلك الغريزة الآبدية المكنونة داخلنا بفطرتها تستوقفك في بعض الأحيان أمام أشياء قد لا يلقى لها بالا أياً من العابرون .. في قلب القاهرة تحديداً حى الدراسة تقع مشيخة الأزهر بحديقة الخالدين حين تصعد سلالم ذلك المبنى الأثرى المكون من سبعة طوابق ستجد نصب عينيك لافتة مكتب عليها بخط عريض (غرفة إشهار الإسلام ) ..

ماكتب على باب الغرفة وحده لم يروي فضولى الذي أخذ بي إلى البحث عما يحدث داخلها وداخل باقي الغرف التى تتشابه معها في نفس النشاط الديني المنتشرة في مصر  فور بدأ عملى الصحفى تواردت علامات الإستفهام واحدة تلو الآخرى فما هى الإجراءات المتبعة لإشهار الإسلام؟ وهل يقتصر دور علماء الأزهر على إشهار الإسلام فقط؟ وماهو دور الأزهر أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي؟ ومن هم رواد هذه الغرف؟ وهل جاؤوا لإشهار إسلامهم فقط أم لأغراض أخرى؟ وما هى هذه الأغراض؟.

الغرفة 103

في الدور الأرضي بمقر مشيخة الأزهر تجد غرفة مخصصة فقط لإشهار الإسلام للأجانب من غير المصريين ومرقمة 104/103.

بمجرد دخولك ستجد أمامك مكتبة خشبية مزدحمة أرففها بالكتب والبحوث الإسلامية وضع صالون عتيق الطراز وثلاثة مكاتب أحداهم مخصص لمدير الغرفة الشيخ الذي يزيل شهادة اعتناق الاسلام بتوقيعه بعد عرضها علي شيخ الأزهر لمباركة الشهادة.

 والثاني يجيد ثلاث لغات هي الإنجليزية والألمانية والفرنسية، ويتولي الحديث مع الشخص الذي يريد إشهار إسلامه وهو من ينطق بدوره الشهادتين باللغة التي يجيدها الشخص، والقاء محاضرة عليه، أما المكتب الثالث موظف درجة ثالثة ويتولي أمور تسجيل شهادات اشهارالاسلام واستقبال الوافدين إلي الغرفة.

معايشة حية لمراسم إشهار الإسلام دخال الغرفة السرية.

حضرنا مراسم إشهار إسلام أحد الاشخاص بمحض الصدفة فبعد أن تركني مدير الغرفة لإعتقاده انني صديقة لهذا الشخص ولكن عندما تعرف علي هويتي الصحفية رفض اعطائي أية معلومات عما يحدث، وأكد قاطعاً أنه ينفذ تعليمات الدكتور أحمد الطيب ومن قبله شيخ الأزهر السابق محمد السيد طنطاوى بعدم اعطاء معلومات لأحد، وفرض حظر علي كل ما يحدث في غرف الإشهار في مصر، وطلب مني الخروج من الغرفة وعدم الحديث عن الحالات الثلاث التي شهدتها.

لم أتعهد لمدير الغرفة بشيء وأستكملت عملى في صمت كان النموذج الأول.

 شاب مصري أسمر البشرة طويل القامة دخل على الشيخ ليخبره بأن زوجته تريد ان تدخل الاسلام ان شاء الله، إمرأة جميلة صاحبة بشرة بيضاء ملامح وجهها اوروبية خالصة ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت ضيقاً وتلقى بشعرها على ظهرها بينما تظهر عليها علامات الحمل.

 جلس الزوج والزوجة في الصالون الذي يتوسط الغرفة لملء استمارة بيضاء منقسمة لقسمين، الأول مدون باللغة الاجنبية والثاني بالعربية، وكانت بيانات الزوجة كالتالى الاسم جاسمين شوبر: الجنسية سويسرية ، الديانة: مسيحية. المذهب: كاثوليكي، الزوج :محمد مصطفي مصري. الجنسية :مسلم، الديانة التي ترغب الدخول فيها عن اقتناع: الاسلام، ثم تدون رقم جواز السفر الخاص بها، بعدها تدون النطق بالشهادتين بخط يدها وتذيل الاستمارة بتوقيعها وتوقيع زوجها.

يقوم الموظف المختص الموجود بالغرفة بتدوين هذه المعلومات في السجلات الخاصة بكل حالة، سواء ذكر أو أنثي ومدون عليها أسم الشهر وتجهيز الشهادة الخضراء وإعطائها للدكتور البعددي ليقوم بدوره هو الآخر بتسجيل بياناتها الإسلامية وأسمها الذي تختاره بعد دخول الإسلام، وتظل هذه الشهادة في مقر مشيخة الازهر ويتم بموجبها إستخراج شهادة إعتناق الإسلام.

بعد الإنتهاء من تسجيل البيانات يقوم البعددي بإلقاء محاضرة لا تتجاوز 15 دقيقة باللغة الاجنبية، يتحدث فيها عن الإسلام ومبادئه وأركانه ويعطيهم كتابين يحملان نفس المعاني باللغة التي يجيدها من يشهر إسلامه وهي من تأليف الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب.

شهادة إشهار الإسلام وخاتم الأزهر

وفي اليوم التالي يتم إستخراج شهادة إعتناق الإسلام المذيلة بختم الأزهر الشريف، بعد إجراءات بسيطة لاتستغرق أكثر من ساعة واحدة، وعقب منح الشهادة تنقطع صلة الأزهر وعلمائه بهذا الشخص، ولا يتعامل مع الأزهر مرة ثانية إلا في حدود المعاملات الروتينية مثل إستخراج أوراق وخلافه.

بائع الأنتيكات وجاسمين السوسرية

يعمل محمد مصطفي زوج جاسمين التي أعلنت اسلامها بائع تحف أثرية مع والده بالزمالك، وتعرف عليها في إحدي رحلاته إلي شرم الشيخ، أرتبط بها علي أمل أن يسافر معها إلي سويسرا ويستقر هناك بحثاً عن فرصة عمل وحياة أفضل.

ضمان مستقبل أفضل لأولادها هو مادفع جاسمين بالدخول إلى الإسلام قبل رجوعها إلى سويسرا وحصولهم على جنسية بلادها، وبعد أن ذهبت الي سفارة بلدها للحصول علي تأشيرة سفر، والحصول علي اذن هجرة لزوجها خشيت من رفض سفارة بلادها سفر زوجها لاختلاف الديانة فقررت دخول الإسلام خاصة بعدما أخبرها ان اجراءات إشهار الاسلام في مصر لا تستغرق سوي ساعة لا أسبوع كما تتوقع وبالفعل حصل علي شهادة إعتناق الإسلام لزوجته التي ضمن بها جواز المرور والهجرة الي اوروبا وبالفعل سافرا يوم السبت الماضي.

الفتاة المصرية وصديقها الأمريكى

جاءت علي النقيض تماما القصة الثانية في مكتب إشهار الإسلام ، كانت بطلتها سارة تلك الفتاة الجامعية المصرية المسلمة التى تعرفت علي جيمس شيرار الأمريكي الجنسية عن طريق أحد أصدقاء الأسرة، الذي يعمل في مجال السياحة بعدما اخبرها أن جيمس صديقه الأمريكي يريد الإرتباط بفتاة مصرية جميلة ورشيقة، فقد رصد لسارة سيارة فولكس باسات وشقة بإسمها في مصر الجديدة والسفر لأمريكا والحصول علي الجنسية الأمريكية بخلاف شيك غير محدد القيمة لها.

بدون تردد طلبت سارة التعرف عليه والإرتباط به، وقف لها والدها ورفض إرتباطها بهذا الشخص وبهذا الشكل لأنه ليس مسلماً، قالت سارة للدكتور البعددي:طلبت من جيمس إشهار الإسلام من أجل إقناع والدى به فلم يتردد لحظة واحدة وجاء معى للمشخية ليحصل علي شهادة إعتناق الإسلام لإتمام الزواج، والطريف أن كلاً من سارة وجيمس لا يجيدان لغة الآخر ولا يستطيعان التفاهم إلا عن طريق مترجم..!!

الإسلام والبزنس

إستيفن أمريكي الجنسية يعيش بمدينة نصر جاء إلى مصر من أجل السياحة ولكن وقف أمامه عائق اللغة وفي نفس الوقت تعرف علي طالبين من أندونيسيا يدرسان في جامعة الازهر الشريف فأخبراه بمنحة شيخ الأزهر لتعليم اللغة العربية للأجانب المسلمين.

علي الفور قرر إستيفن دخول الإسلام وخاصة أنه ينوي فتح مكتبة في أمريكا تحتوي علي كتب عربية وإسلامية ويحلم بأن تكون ثمرة لبيزنس كبير في العالم وهذا لن يحدث إلا عن طريق حصوله علي شهادة إعتناق الإسلام من مشيخة الأزهر والحصول علي منحة من شيخ الازهر تؤهله للإلتحاق بجامعة الأزهر، علي الجانب الآخر هنأ الطالبين الأندوسيين أنفسهم بالحصول علي المكافأة المالية الكبيرة التي ترصدها سفارة بلادهم لمن يستطيع إقناع شخص غير مسلم بالدخول في الإسلام ناهيك عن جنسيته الأمريكية.

غرفة إشهار الإسلام بمشيخة الأزهر ليست الوحيدة لإشهار إسلام معتنقي الديانات الأخرى من الأجانب غير المصريين، ولكنها تستقبل من يشهرون إسلامهم في مختلف دول العالم الإسلامي ولكن ينقصهم الحصول علي صك البركة وهي شهادة إعتناق الإسلام الصادرة من مشيخة الأزهر والمذيلة بختم شيخ الأزهر والتي تفتح أمامهم الأبواب المغلقة داخل مصر من حيث الإلتحاق بالدراسة بجامعة الازهر وحرية التحرك دون قيود وفي بلادهم أيضا وحصولهم علي مكانة مميزة وتضمن لهم المناصب العليا ومعاملتهم معاملة العلماء في الدين الإسلامي، والكلام لمحمد المالي الذي حضر لمقر المشيخة مع أبناء وطنه الماليين الدارسين بالأزهر لإشهار الإسلام من أجل ضمان الحصول علي منحة الدراسة بالأزهر.

الغرفة السرية وتعليمات شيخ الأزهر

تركنا غرفة إشهار الإسلام الأجانب غير المصريين بمشيخة الأزهر بالدراسة،وتوجهنا إلى غرفة  أخرى موجودة بجامع الأزهر تتبع لجنة الفتوي التابعة لمجمع البحوث الإسلامية وهي مخصصة لإشهار إسلام المصريين المسيحيين فقط .

فبمجرد دخولك من الباب الرئيسي لجامع الأزهر المطل علي شارع الأزهر بمنطقة الحسين ترى علي يمينك باباً صغيراً مكتوباً عليه لجنة الفتوي بالأزهر، ولافتة تشير إلي عدم دفع أي رسوم علي الفتوي، ولا توجد أي علامة أوكتابة تدل علي وجود غرفة لإشهار الإسلام في هذا المكان تنفيذاً لتعليمات شيخ الأزهر.

وما إن تجاوزت هذا الباب تجد ممراً طويلاً ينتهي بساحة صغيرة يجلس بها مجموعة من المشايخ وأمامهم بعض طالبي الفتوي، في الممر تجد غرفة ضيقة لا تتجاوز 2متر في 2متر، مكتوباً على بابها غرفة إشهار الإسلام للمصريين وشروط الراغبين في إشهار إسلامهم وهي إحضار شهادة ميلاد وبطاقة الرقم القومي وعدد2 صورة فوتوغرافية وأثنين من الشهود البالغين العاقلين ومن ضمن الشروط عدم دفع أي رسوم لإشهار الإسلام.

تتواجد غرف إشهار الإسلام في معظم محافظات مصر وهي تتبع لجان الفتوي الموجودة فيها مثل غرفة إشهار الإسلام الموجودة في منطقة الوعاظ ببورسعيد والثانية توجد في مكتب بمنطقة سموحة بالإسكندرية.

هل أجبروك على دخول الإسلام؟

ويمر إشهار الإسلام داخل لجنة الفتوى بجامع الأزهر بعدة خطوات محددة وهى:

أن تمتحن اللجنة الراغب في تغيير عقيدته امتحاناً شكلياً لا تتجاوز مدته النصف ساعة، كما حكى لنا أمين لجنة إشهار الإسلام والذي أكد لنا أنه يسأل الراغب في تغيير عقيدته حول هل هناك من أجبره علي الدخول في الإسلام، كما يسأله عن دوافعه أما السؤال الثالث فهو هل رغبته في الإسلام سببها الرغبة في الإرتباط بمسلم أو مسلمة، أما الرابع فهو أن يذكر الشخص الراغب في الدخول في الاسلام بعضاً من آيات القرآن والأحاديث النبوية وبعضاً من السيرة النبوية، بعدها يحصل علي شهادة خضراء تحتوي علي أسمه القديم بجانبها مع أسمه الجديد، تمكنه من توثيقها في وزارة العدل، وهي واحدة من ثلاثة نسخ، توجد الإثنتان الآخريان في سجلات الأزهر واللجنة، كما يقدم الأزهر خدمة لإزالة أي وشم يعبر عن ديانة الشخص القديمة يذهب في مستشفي الحسين الجامعي المجاور للمشيخة القديمة مجاناً.

إسلام القصّر إجباري

يعد أخطر ما في الشهادة الخضراء البريئة، أنها لا تقتصر علي الشخص الذي يريد إعتناق الإسلام فقط ولكنها تشير إلي أن أولاده الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة تعتبرهم اللجنة مسلمين مثل والدهم تماماً، أما لو كان أبناؤه الذين تتجاوز اعمارهم الـ18 سنة فيتم تخييرهم بين البقاء علي عقيدتهم القديمة أو إعتناق الإسلام، بل ولم يذكر لنا الشيخ سعيد عامر حالة واحدة تم فيها سؤال أبناء من أسلم علي يديه في هذه المسألة وكأن الرجل يفرح جداً بتسجيل أكبر عدد ممكن من المسلمين الجدد، دون أن يتحقق بشكل دقيق بحقيقة إسلامهم، مما يجعلنا نحذر من طريقة أداء هذه اللجنة التي تشكل حلاً لبعض المشاكل الزوجية وليست لجنة لإشهار الإسلام بشكل حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى