الولايات المتحدة: سنرد بحسم على أي عبور عسكري روسي لهذه المنطقة
في تصريحات شديدة اللهجة اليوم الجمعة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه إذا تقدمت أي قوة عسكرية روسية تجاه الحدود الأوكرانية وعبرتها فإن رد الولايات المتحدة وحلفائها سيكون حاسما وصارما.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية جنيف، اليوم، عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، حول الأزمة الأوكرانية وقضايا الأمن، أن هذه المباحثات هدفت إلى تحديد ما إذا كانت روسيا لديها الرغبة في الحوار والدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية أم لا.
وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة وبعد التشاور مع الحلفاء سوف تقوم بالرد كتابيا الأسبوع القادم، كما سيتم إرسال ما يتعلق بالمخاوف الأمريكية الأوروبية إلى الجانب الروسي كتابيا أيضا.
وأكد أن بلاده مستعدة للإجابة عن المخاوف الروسية بشرط أن تستجيب الأخيرة لمخاوف الغرب وأن يعمل الجانبان من أجل استبعاد المخاطر وبناء الثقة.
وأشار إلى أنه في حال تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية، فإن ذلك سيعد غزوا متجددا.
وأوضح أنه سيتم الرد أيضًا على أشكال العدوان الروسي، من بينها الهجمات الإلكترونية السيبرانية، بما وصفه برد “حاسم، وموحد مرة أخرى”.
ونوه بلينكن إلى أنه أيضًا طرح عدة أفكار بهدف تخفيف حدة التوتر وزيادة الأمن، مرة أخرى على أساس روح المعاملة بالمثل.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي أن الغرب لن يساوم على حق الشعب الأوكراني في تحديد مصيره، مشيرا إلى أن الأمر متوقف على روسيا في وقف الأعمال العسكرية، وأن عليها أن تختار.
ولفت إلى أن روسيا جمعت أعدادا كبيرة من المقاتلين على مقربة من الحدود الأوكرانية وقوات أخرى في بيلاروسيا، وهو ما يعطيها القدرة على الهجوم على أوكرانيا من عدة جهات وقلب نظام الحكم وزعزعة الاستقرار بها.
كما كشف بلينكن النقاب عن أنه من المقرر أن تصل المزيد من المساعدات الأمنية إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، وأن بلاده تنوي بناءً على حديث اليوم إجراء محادثات لاحقة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة مستعدة لعقد اجتماع آخر بين رئيسي الدولتين في حال كان مفيدًا وبناءً.
وذكر بلينكن في مؤتمره الصحفي أن وزير الخارجية الروسي كرر أن بلاده ليس لديها النية لغزو أوكرانيا ونوه إلى أنه أوضح للوزير الروسي أنه إذا أرادت روسيا أقناع العالم بنيتها فعليها خفض التصعيد وسحب قواتها من الحدود الأوكرانية وخوض مفاوضات دبلوماسية.
وشدد بلينكن على أن هناك أمورا لن تحيد عنها الولايات المتحدة وحلفائها وأنها مبادئ أساسية ومنها سياسة الباب المفتوح ومبدأ عدم تغيير حدود دولة أخرى بالقوة أو فرض سياسة بالقوة على حكومة دولة أخرى، مشيرا إلى اعتقاده بأن هناك مجال لتعامل كل طرف مع مخاوف الطرف الآخر.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة والحلفاء سيواصلون دعم أوكرانيا، لافتا إلى أنهم قدموا مساعدة عسكرية كبيرة لأوكرانيا وسيواصلون دعم كييف ضد أي اعتداء، وقال إن الولايات المتحدة والحلفاء يختارون المسار الدبلوماسي لحل الأزمة مع روسيا لكنهم ماضون في الاستعداد لاستخدام القوة.
من ناحية أخرى أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن المباحثات شملت الحديث عن مسائل مرتبطة بالأمن، لا سيما الملف النووي الإيراني، وقال إن هذا من الأمثلة التي توضح إمكانية التعاون، محذرا من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران في الأسابيع المقبلة فإنه لن يمكن العودة إلى اتفاق 2015.
ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن روسيا تشارك بلاده الحاجة في النظر إلى أهمية عودة إيران للاتفاق.
وأعرب عن أمله في استخدام روسيا تأثيرها في إقناع إيران، وحذر بلينكن من أنه إذا استمرت إيران في عدم الوفاء بالتزاماتها فإن الولايات المتحدة سوف تتخذ خيارا آخر بالتعامل مع الخطر الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني.