بعد ساعتين من دعوته للتمرد.. حل حزب المعارض السنغالي عثمان سونكو
أعلنت الحكومة السنغالية، الاثنين، حل حزب المعارض عثمان سونكو، بعد أقل من ساعتين على اتهامه بـ”الدعوة إلى التمرد والتآمر” ضد الدولة وتوقيفه.
“حركات تمرد”
وقال وزير الداخلية انطوان ديوم في بيان “تم حل حزب باستيف السياسي بموجب مرسوم”، عازيا هذا القرار إلى دعوات “متكررة” لـ”حركات تمرد” أسفرت على قوله عن عدد كبير من القتلى بين آذار/مارس 2021 وحزيران/يونيو 2023.
يأتي القرار بعد أن أمر قاض بتوقيف سونكو المرشح الرئاسي لعام 2024 ووجه إليه تهما من بينها “دعوات إلى التمرد والتآمر” ضد الدولة، حسب ما أعلن أحد محاميه لوكالة فرانس برس.
8 جرائم
وقال محامي سونكو مي اوسينو لفرانس برس، الاثنين، إنه “تم اتهامه ووضعه في الحجز” من قبل قاضي تحقيق في محكمة دكار.
أما محاميه الآخر الشيخ كوريسي با فقال للصحافة إنه تم اتهامه بـ”ثماني جرائم”.
من السنغال (رويترز)
وأضيفت تهمة “نشر أخبار كاذبة” إلى التهم السبع التي تم توجيهها من قبل النيابة إلى المعارض المعروف.
من بين التهم الدعوة إلى التمرد، وتقويض أمن الدولة، والارتباط بجماعة إرهابية، والتآمر على سلطة الدولة، وأعمال تهدف إلى الإضرار بالأمن العام وإحداث اضطرابات سياسية خطيرة، والسرقة.
قضية اعتداء جنسي
وكان القضاء السنغالي حكم على سونكو في الأول من حزيران/يونيو بالسجن لعامين في قضية تتعلق باعتداء جنسي، ما يجعله غير مؤهل للمشاركة في الانتخابات، بحسب محاميه وخبراء قانونيين.
وتسببت إدانته في مطلع حزيران/يونيو في أخطر اضطرابات منذ سنوات في السنغال، خلفت 16 قتيلا بحسب السلطات، ونحو ثلاثين بحسب المعارضة.
من السنغال (رويترز)
كما حُكم عليه في الثامن من أيار/مايو بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ خلال محاكمة استئناف بتهمة التشهير، وهي عقوبة يرى خبراء أنها تحرمه أهليته للترشح للانتخابات الرئاسية.
لكنه لم يستنفد بعد حقه في الاستئناف أمام المحكمة العليا.
“مهزلة”
أكد محام ثالث لسونكو يدعى سيري كيلدورلي “إنها مهزلة”، مستنكرًا “خطة تم وضعها والتخطيط لها وتنفيذها”.
ويواصل سونكو، الاثنين، إضرابا عن الطعام بدأه الأحد، بحسب محاميه.
ويقول فريق الدفاع عن المعارض: إن لا حدود لفترة توقيفه كون التهم الجديدة جنائية.
من السنغال (رويترز)
بحسب باباكار ندياي وهو من محاميه، فإنه “يمكن للقاضي أن يحتفظ به حتى النظر في القضية”.
وكتب سونكو على فيسبوك الاثنين “لقد تم احتجازي ظلما الآن”، مضيفا “إذا تخلى الشعب السنغالي الذي لطالما قاتلت من أجله وقرر تركي بين يدي نظام ماكي سال، فسأخضع كما هي الحال دوما للإرادة الإلهية”.
قطع الإنترنت
كما قامت السلطات السنغالية، الاثنين، بقطع الوصول مؤقتا إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بسبب “نشر رسائل كراهية وتخريبية” عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد دعوات للتظاهر ضد اعتقال سونكو.
وتم قطع الإنترنت سابقا في بداية حزيران/يونيو الماضي خلال أعمال العنف التي أعقبت إدانته.
ونددت منظمة العفو الدولية بذلك واصفة إياه بـ”اعتداء على حرية المعلومات”، ودعت السلطات إلى “إعادة الإنترنت”.
قلق في دكار
وتحدثت فرانس برس إلى عدد من سكان العاصمة دكار الذين أعربوا عن قلقهم من تظاهرات جديدة.
ويصف عثمان سونكو الرئيس ماكي سال بأنه “ديكتاتور”، في حين يصف مؤيدو رئيس الدولة المعارض بأنه “محرض على الفوضى”.
وأعلن ماكي سال مطلع تموز/يوليو أنه لن يترشح لولاية ثالثة، بعد شهور من الغموض حول هذا الموضوع.