رياضة

أمم إفريقيا – السنغال.. لا يزال الأسد جائعا

حقق أسود السنغال حلم التتويج بلقب أمم إفريقيا والمنتظر منذ 60 عاما، ولكن لا يزال الأسد جائعا لتحقيق المزيد.

“حققنا حلم منتظر منذ 60 عاما، ولا يزال منتخب السنغال -الملقب بأسود التيرانجا- جائعا ومتعطشا نحو المزيد” كانت تلك تصريحات أليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال بعد التتويج المنتظر.

وحصدت السنغال لقب النسخة الماضية من أمم إفريقيا، بعد التغلب على منتخب مصر بركلات الترجيح.

وجاء تتويج السنغال في المشاركة السادسة عشر بأمم إفريقيا، بعد خسارة نهائيين سابقين.

وخسر منتخب السنغال نهائي أمم إفريقيا في نسختي 2002 بعد الوصول للنهائي للمرة الأولى، و2019 عقب الخسارة أمام الجزائر.

وشهد أليو سيسيه المدير الفني الحالي لمنتخب السنغال، أكبر صدمتين في تاريخ أسود التيرانجا، وكانت الأولى عندما كان قائدا للفريق بعد خسارة النهائي الأول في نسخة 2002 أمام الكاميرون والفشل في تحقيق حلم حصد اللقب القاري للمرة الأولى.

أما المرة الثانية فكانت في نسخة 2019 بعد فقدان الحلم مجددا وخسارة النهائي أمام الجزائر وهذه المرة تواجد أليو سيسيه ولكن بصفته المدير الفني للفريق.

ونجح سيسيه أخيرا في تحقيق حلمه وحلم شعب السنغال بعد الحصول على اللقب أخيرا وكان ذلك في النسخة الأخيرة بالكاميرون.

وبعد الوصول للنهائي في آخر نسختين من أمم إفريقيا، لا يريد منتخب السنغال توقف طموحاته إلى هذا الحد ولا يزال متعطشا وجائعا نحو المزيد من الإنجازات كما صرح مديره الفني.

بدون خسارة

وصل منتخب السنغال إلى أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، بعد مشواره دون خسارة في التصفيات.

وأسفرت قرعة التصفيات عن وقوع منتخب السنغال حامل لقب أمم إفريقيا رفقة منتخبات موزمبيق وبنين ورواندا.

ويتأهل من المجموعة صاحبي المركزين الأول والثاني في مهمة سهلة لأسود التيرانجا.

ونجح أسود التيرانجا في تخطي مشوار التصفيات دون خسارة بأربعة انتصارات وتعادلين.

واستهل منتخب السنغال مشواره بالفوز على بنين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وسجل ساديو ماني “هاتريك” في بداية مشوار التصفيات في يونيو 2022.

وواصل منتخب السنغال مشواره بانتصارات على كل من رواندا مرة وموزمبيق مرتين.

وبعد أن حسم أسود التيرانجا مقعدهم في أمم إفريقيا، تعادلت السنغال مع بنين ورواندا على التوالي.

واختتم منتخب السنغال مشواره التصفيات في المركز الأول بالمجموعة برصيد 14 نقطة وبفارق أربع نقاط عن موزمبيق صاحبة المركز الثاني.

وتصدر ساديو ماني قائمة هدافي المجموعة في التصفيات برصيد 5 أهداف يليه مواطنه بولايي ديا بهدفين.

الطريق حتى تحقيق الحلم

“حققنا حلم غائب منذ 60 عاما” منذ تأسيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم في ديسمبر 1961 وكان الحلم الأكبر هو التتويج بلقب أمم إفريقيا.

ورغم الوصول بالفعل إلى المباراة النهائية مرتين في 2002 و2019، فشل أسود التيرانجا في تحقيق الحلم.

وأبدى أليو سيسيه قائد المنتخب السابق، والمدير الفني الحالي سعادته بتحقيق الحلم وحصد لقب أمم إفريقيا أخيرا في يناير 2022 بعد 60 عاما من المحاولات.

وشارك منتخب السنغال للمرة الأولى في أمم إفريقيا بنسخة 1965 التي أقيمت في تونس بمشاركة ستة فرق، وحقق أسود التيرانجا وقتها المركز الرابع.

وكانت المشاركة الثانية في النسخة التالية التي أقيمت 1968 بإثيوبيا وودع الفريق وقتها من دور المجموعات.

وعقب المشاركة الثانية، غاب منتخب السنغال عن أمم إفريقيا لثماني نسخ متتالية قبل أن يعود مجددا في 1986 بمصر ويخرج من دور المجموعات.

وكانت المشاركة الأكثر تميزا لمنتخب السنغال في أمم إفريقيا بنسخة 2002 عندما شارك الجيل الذهبي كما أُطلق عليه ووصل إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخ أسود التيرانجا.

ولكن انتهى الحلم السنغالي عندما أضاع أليو سيسيه آخر ركلة في ركلات الترجيح ليعلن تتويج الكاميرون باللقب بنتيجة 3-2 في ركلات الترجيح.

وبالرغم من تقديم ذلك الجيل أداء مميزا في كأس العالم بنفس العام وبلوغ ربع النهائي في إنجاز لا يُنسى، إلا أن مرارة خسارة اللقب القاري استمرت.

ووصل منتخب السنغال في تلك الفترة إلى أمم إفريقيا بخمس نسخ متتالية منذ بداية الألفية خلال الفترة من 2000 إلى 2008 في أكبر ظهور متتالي لأسود التيرانجا.

ويشارك منتخب السنغال حامل لقب النسخة الأخيرة من أمم إفريقيا للمرة 17 في تاريخه والخامسة على التوالي ليعادل إنجاز الظهور المتتالي في أول الألفية.

ولكن هذه المرة يشارك الأسد السنغالي بصفته بطلا للقارة، للمرة الأولى.

أسود التيرانجا

(أسود التيرانجا) هو لقب منتخب السنغال لكرة القدم وأي منتخب يمثل البلاد بصفة عامة.

التيرانجا هي كلمة تعود إلى لغة السنغال القديمة والتي تسمى “ولوف” Wolof وتم إطلاقها على منتخبات البلد.

وتعني التيرانجا حسن الضيافة، ولكن اللقب يحمل معنى أكثر من ذلك بالنسبة للسنغاليين، فتلك الكلمة بالنسبة لهم تعكس طريقة تعاملهم مع من هم خارج السنغال.

وتعتبر التيرانجا بالنسبة للسنغاليين تعبيرا عن الطيبة والترحاب الزائد، ولذلك تم إطلاق لقب الأسود قبل التيرانجا على لقب الفريق حتى لا يتم فهم ذلك بأنه ضعف ولكنهم يمتازون بصفات القوة أيضا من الأسود.

سيسيه

وُلد أليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال بمدينة زيغينشور السنغالية، وحوّل اللقطة الأسوأ في مسيرته إلى أخرى ستظل عالقة في الأذهان إلى الأبد.

هاجرت عائلة سيسيه -مواليد 1976- إلى فرنسا وهو طفل صغير، ونشأ وهو يحلم باللعب لصالح باريس سان جيرمان.

لعب سيسيه في مركزي قلب الدفاع وخط الوسط، وبدأ مسيرته في ليل قبل أن يحقق حلمه الأول بالانضمام إلى باريس سان جيرمان خلال الفترة من 98 إلى 2002.

وقاد سيسيه منتخب بلاده وحقق بالفريق إنجازا تاريخيا بعد بلوغ ربع نهائي مونديال 2002، وتحقيق انتصار تاريخي على حساب فرنسا بطلة العالم آنذاك في المباراة الافتتاحية.

وبالرغم من إنجازات مسيرته كلاعب، إلا أن لقطة إهدار ركلة الترجيح الأخيرة أمام الكاميرون في نهائي 2002 وضياع حلم التتويج باللقب للمرة الأولى.

أنهى سيسيه مسيرته كلاعب، وقاد منتخب السنغال للشباب في 2013، قبل أن يتم تعيينه بعد ذلك مدربا للمنتخب الأول في 2015 خلفا للفرنسي آلان جيريس.

ولم ينجح سيسيه في نسخة 2019 في محو اللقطة الأسوأ في مسيرته، عندما خسر منتخب السنغال مجددا في نهائي أمم إفريقيا وهذه المرة أمام السنغال.

ولكن بعد محاولتين فاشلتين، نجح سيسيه أخيرا قيادة منتخب السنغال لتحقيق لقب أمم إفريقيا في النسخة الماضية على حساب مصر.

وهذه المرة ابتسمت ركلات الترجيح لسيسيه، لتعويض لقطته الشهيرة في 2002 وتحقيق الإنجاز القاري للمرة الأولى في تاريخ أسود التيرانجا.

ويعتمد سيسيه على خطة 4-3-3 الهجومية وفي أغلب الأحيان يلعب بطريقة 4-2-3-1.

ويتم تشبيه طريقة لعب سيسيه بطريقة لعب ديديه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا.

قائمة نجوم

تحتوي قائمة منتخب السنغال على العديد من النجوم في مختلف المراكز.

ويزين قائمة الفريق ثلاثي الدوري السعودي، ساديو ماني وإدوارد ميندي وكاليدو كوليبالي المنتقل حديثا من ليفربول وتشيلسي ونابولي.

كما يدعم قائمة أسود التيرانجا، نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي الحالي.

وجاءت قائمة أسود التيرانجا المكونة من 27 لاعبا كالآتي:

في حراسة المرمى: إدوارد ميندي (أهلي جدة السعودي)- سيني ديانج (ميدلزبره الإنجليزي)- موري دياو (كليرمون فوت الفرنسي)

في الدفاع: كاليدو كوليبالي (الهلال السعودي)- عبده ديالو (العربي القطري)- موسى نياخات (نوتنجهام فورست)- عبد اللاي نداي (تروا الفرنسي)- يوسف سابالي (ريال بيتيس الإسباني)- إسماعيل جاكوبس (موناكو الفرنسي)- عبد اللاي سيك (مكابي حيفا)- فودي بالو توريه (فولام الإنجليزي)- فورموسي ميندي (لوريان الفرنسي)

في الوسط: إدريسا جانا جاي (إيفرتون الإنجليزي)- بابي جاي (مارسيليا الفرنسي) – بابي سار (توتنام الإنجليزي)- كريبين دياتا (موناكو الفرنسي)- لامين كامارا (ميتز الفرنسي)- شيخو كوياتي (نوتنجهام فورست الإنجليزي)- نامباليس ميندي (لانس الفرنسي)

في الهجوم: ساديو ماني (النصر السعودي)- نيكولاس جاكسون (تشيلسي الإنجليزي)- إليمان نداي (مارسيليا الفرنسي)- عبد الله سيما (رينجرز الاسكتلندي)- بولاي ديا (ساليرنتينا الإيطالي)- حبيب ديالو (الشباب السعودي)- إسماعيلا سار (مارسيليا الفرنسي)

الطريق نحو الثانية

يقع منتخب السنغال في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات الكاميرون وغينيا وجامبيا.

ويستهل أسود التيرانجا مشوارهم يوم 15 يناير ويختتم منافسات دور المجموعات يوم 23 من نفس الشهر، نحو الطريق لحصد اللقب القاري الثاني.

ولم ينجح أي منتخب تحقيق لقب أمم إفريقيا مرتين على التوالي، منذ ثلاثية مصر في نسخ 2006، 2008 و2010.

وتأتي مواعيد مباريات السنغال كالآتي:

15 يناير (السنغال × جامبيا) الساعة 4 عصرا

19 يناير (السنغال × الكاميرون) الساعة 7 مساء

23 يناير (السنغال × غينيا) الساعة 7 مساء

تاريخ المواجهات

جامبيا

يتفوق أسود التيرانجا تاريخا على منتخب جامبيا في أربع مواجهات سابقة بين الفريقين.

ولم يخسر منتخب السنغال في أي مواجهة سابقة أمام جامبيا.

ولعب الفريقان أربع مباريات، تعادلا مرتين في يونيو وأكتوبر 2008 قبل أن يحقق منتخب السنغال الفوز في آخر مواجهتين.

الكاميرون

يمتلك منتخب السنغال ذاكرة سيئة أمام الكاميرون بعد خسارة أول نهائي يصل إليه أسود التيرانجا في أمم إفريقيا.

وخسر أسود التيرانجا أمام الكاميرون بركلات الترجيح في نسخة 2002.

وتواجه المنتخبان في أربع مناسبات سابقة بتاريخ منافسات أمم إفريقيا.

ورغم تفوق السنغال في المواجهة الأولى بنسبة 90 بعد الفوز بهدفين دون مقابل في مرحلة المجموعات، خسر أسود التيرانجا في آخر ثلاث مواجهات.

وفاز أسود الكاميرون على السنغال في نسخة 92 بربع النهائي، قبل أن يحقق الانتصار بركلات الترجيح في نهائي 2002 وربع نهائي 2017.

غينيا

تواجه المنتخبان ثلاث مرات من قبل في بطولة أمم إفريقيا، ولم يخسر أسود التيرانجا من قبل.

وفي المواجهة الأولى تغلبت السنغال على غينيا في نسخة 94 بهدفين مقابل هدف واحد.

أما في نسخة 2006 فنجح أسود التيرانجا في الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وأخيرا بالنسخة السابقة تواجه المنتخبان في دور المجموعات وحسم التعادل السلبي المواجهة.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى