أيمن عطية يكتب| في عشق بنت النيل
أعلم جيدا قدر الحذر من حدث السودان الشقيق في ظل التطورات المتسارعة التي شهدها في الساعات والأيام الماضية.
لكني واعترف بهذا غير قادر على إرجاء الكتابة عن هذه الحالة التي أصر أصدقائي في الخرطوم على زيارتها.
والدافع من وراء هذا الإصرار، هو قطعا إيضاح كم أن ما بين مصر والسودان راسخ رسوخ الجبال.
فما أن وصلنا إلى استراحة الري في جنوب الخرطوم، بادر صديقنا الصحفي علم الدين بإخبار صاحبة المكان الذي قصدناه واسمها الحاجة هدى بأن بيننا من يدعي أن جده كان يعمل هنا، فسألته عن اسم جده ، فقال عثمان أبو المجد .
وحينها بدأت الحكاية..
أتتني الحاجة هدى مسرعة لتروي لنا بعض تفاصيل خاصة بجدنا، لكن هذا ليس بيتا للقصيد
فالقصيد بكامله هو الحاجة هدى ذاتها، بنت النيل التى يفيض منها العشق والحنين دون أن تدري ..
فهذه السيدة لم يكن أحد متأكداً أهي سودانية لأم أو أب من مصر ، أم مصرية لأب أو أم من السودان ، وبدأ واضحا أن أحدا لم يعر مثل هذا الأمر أي نوع من الاهتمام، حتى صديقانا جمال عنقرة وعلم الدين ام يكونا على يقين بشأن هذه المعلومة..
والأمر الثاني أن الحاجة هدى ابنة محافظة أسيوط وتحديدا منطقة القيسارية، تحولت إلى مالك للأرض التي أقامت عليها مشروعها بقرار من الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري، ودون أن تتقدم بطلب أو تمر بإجراءات، وإنما فقط لمصريتها وقدرها الذي قاد إليها الرئيس نميري دون سابق ترتيب..
و هنا يظهر الأمر الثالث وهو أن الحاجة هدى أصبحت مرتكزا أو عمودا فقريا لعائلة كبرى تمتد بين الخرطوم وأسيوط والأسكندرية
وتقول إن الشرط الأساسي عند كل زيجة كان السماح للزوجة بالسفر إلى أهلها مرة كل عام على الأقل..
هنا يبرز الجانب الرابع وهو أي من هؤلاء حين تسأله عن جنسيته، ماذا عساه مجيبا؟ .
الرائع أنه يبتسم ويقول لك أنا ابن النيل، و إن سألته عن مراحل سابقة كانت العلاقات فيها تشهد بعض التارجح،
تكون إجابته هي الإجابة ذاتها التي تخرج عن الحاجة هدى، الدم في عروقنا واحد والمويا اللي بتشربها واحدة، والرب اللي بنصلي له واحد، وايه تقول تاتي ؟!
لغة العرب لغتنا ، ومن غير ما تعرف بمجيكم، ادي عبدالحليم والكل يسمعه ويدندن معاه… اسكتوا انتم بس ، عشان مصر و السودان ما يصح يتقال عنها علاقة زي اللي بين أي دولتين ، مصر والسودان مصير …
الله عليك يا حاجة هدى