الصين تتخذ إجراءات لسد “فجوة اللقاحات”
“تعمل الدول الغربية على التخلص من الفائض من لقاح فيروس كورونا الجديد، في الوقت الذي تجد الدول الفقيرة صعوبة في العثور على جرعة”.
نشر جوردون براون، سفير تمويل الصحة العالمية ورئيس الوزراء البريطاني السابق، مؤخرا، مقالا قال فيه “يجب تغيير هذا الوضع”.
أصبحت “فجوة اللقاحات” الهائلة أكثر وضوحا للعالم. والذي تسببت في انتشار الوباء في أفريقيا بسبب معدل التطعيم المنخفض الذي لم يتخط %6، فقد تجاوز عدد الحالات المؤكدة في أفريقيا 9.5 مليون، مع ظهور العديد من متحورات فيروس بما في ذلك أوميكرون في تيار لا نهاية له. وفي الناحية الأخرى تخزن الدول الغنية اللقاحات، بل وتتسبب في إسراف هائل، حيث أشار مقال جوردون براون إلى أن مجموعة الدول السبع في الوقت الحالي لديها حوالي 600 مليون جرعة من اللقاحات غير المستخدمة.
لا شك فيه أن حظر الصادرات ومخزونات اللقاحات أعاقا توريد اللقاحات إلى أفريقيا. تلك الدول الأوروبية والأمريكية التي كانت دائما ما تتحدث عن “حقوق الإنسان” تحطمت في الواقع تعابيرها المنافقة. كما قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن الدول الغنية تشتري أكثر من 82% من اللقاحات في العالم، ويذهب أقل من 1% من اللقاحات إلى الدول الفقيرة.
تعهدت الدول الغربية في سبتمبر العام الماضي بتوفير اللقاحات لـ40% من السكان البالغين في 92 دولة فقيرة بحلول نهاية عام 2021 عبر “مبادرة الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19” (كوفاكس). حتى 25 نوفمبر 2021، قدمت الولايات المتحدة 25% فقط من لقاحاتها الموعودة. وفقا لبيانات من شركة الفينيتي البريطانية لتحليل البيانات، قدم الاتحاد الأوروبي 19% فقط من وعده، وقدمت المملكة المتحدة 11% فقط، وكندا 5%، وأستراليا 18%، وسويسرا 12%.
نتيجة لذلك، فإن مساعدات الصين وصلت حتى نهاية نوفمبر 2021 إلى 180 مليون جرعة من اللقاحات لأفريقيا وتعاونت مع مصر والجزائر والمغرب ودول أخرى لإنتاج اللقاحات. في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، ومن أجل تحقيق هدف الاتحاد الأفريقي المتمثل في تلقيح 60% من سكان أفريقيا ضد فيروس كورونا الجديد بحلول عام 2022.
أعلنت الصين أنها ستقدم مليار جرعة أخرى من اللقاحات لأفريقيا، منها 600 مليون جرعة مساعدات مجانية، وسيتم توفير 400 مليون جرعة من خلال الإنتاج المشترك من قبل الشركات الصينية والدول الأفريقية. كما ستساعد الصين الدول الأفريقية في تنفيذ 10 مشروعات طبية وصحية، وترسل 1500 من أعضاء الفريق الطبي وخبراء الصحة العامة إلى أفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اللقاحات المعطلة المطورة في الصين لها عمر افتراضي يتراوح من 2 إلى 3 سنوات ولا تتطلب ظروف نقل وتخزين معقدة، وهي مناسبة للاستخدام على نطاق واسع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ذكرت مجلة “نيتشر” البريطانية أنه “بالنسبة للعديد من البلدان، فإن اللقاح الصيني هو اللقاح الوحيد المتاح”.