بايدن في السعودية: لن نترك فراغاً في الشرق الأوسط
اكد الرئيس الاميركي #جو بايدن في مستهل زيارته الى المملكة العربية #السعودية “اننا لن نترك فراغاً في الشرق الأوسط كي تملأه روسيا أو الصين ونسعى لتخفيض أسعار الطاقة وينبغي الانتظار أسبوعين لنرى هذا الانخفاض. وسنعمل على تعزيز أمن السعودية في وجه أي تهديدات”. واعلن انه “بفضل المشاورات مع القيادة السعودية تمكنّا من فتح المجال الجوي للمملكة أمام كل شركات الطيران”. وقال ان السلطات السعودية وافقت على تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن.
0 seconds of 0 secondsVolume 0%
والتقى الرئيس الاميركي ولي العهد السعودي الأمير #محمد بن سلمان لدى وصوله إلى جدة أمس، في مستهل زيارة محورية لمناقشة قضايا الطاقة والسياسة والعلاقات بين الخليج وواشنطن، تشكّل تراجعاً عن تعهده خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة الى دولة “منبوذة”.
ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين. ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن توجه جواً مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، لكن الزيارة تأتي وسط مؤشرات على انفتاح بين الدولتين اللتين لا ترتبطان بعلاقات ديبلوماسية.
وخرج بايدن مرتدياً نظارة شمسية من الطائرة ثم سار على سجادة أرجوانية، وكان في استقباله أمير منطقة مكة خالد الفيصل والسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر.
وفي وقت لاحق استقبله ولي العهد في قصر السلام بمدينة جدة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الاميركية لولي العهد السعودي على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأظهرت لقطات مصوّرة بثتها وسائل إعلام رسمية الأمير محمد، مرحّباً ببايدن عند أحد مداخل القصر الملكي في المدينة الساحلية غرب البلاد، قبل أن يطرق كل منهما قبضته بقبضة الآخر ويسيران جنباً إلى جنب وهما يبتسمان.
واجتمع بعد ذلك مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وبحث معه في “العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات”، وفقا لوكالة الأنباء السعودية “و ا س”.
وخلال وجوده في المدينة الساحلية غرب المملكة، شارك بايدن أيضا في “جلسة عمل” وزارية برئاسة ولي العهد.
ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفاً استراتيجياً رئيسياً للولايات المتحدة لعقود، ومورداً رئيسياً للنفط ومشترياً للأسلحة.
وتريد واشنطن أن تقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم، بأن تفتح الباب لزيادة انتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لاوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديموقراطيين في انتخابات تشرين الثاني المقبل.
لا زيادة فورية في إنتاج النفط
في غضون ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة لا تتوقع أن تزيد السعودية إنتاج النفط في الحال وتتطلع إلى ما يسفر عنه اجتماع “أوبيك +” المقبل في 3 آب، في خفض للتوقعات مع زيارة بايدن للمملكة.
وأضاف: “لا أعتقد أنه يلزم توقع إعلان معين هنا على المستوى الثنائي لأن في اعتقادنا أن أي إجراء يُتخذ لضمان وجود طاقة كافية لحماية الاقتصاد العالمي، سيتم في سياق أوبيك +”.
ومع ذلك، يمكن أن تحصل الولايات المتحدة على التزام بأن “أوبيك” ستعزز الإنتاج في الأشهر المقبلة أملا في أن تقدم إشارة إلى السوق بأن الإمدادات ستُتاح عند الضرورة.
وأكدت المملكة مراراً أنها لن تتصرف من جانب واحد.
ويجري تداول أسعار خام برنت عند أقل من مئة دولار للبرميل مباشرة بعدما سجلت الأسعار أعلى زيادة لها في 14 عاماً عند 139.13 دولاراً للبرميل في آذار، إذ يخشى المستثمرون من فرض إجراءات إغلاق جديدة للحد من تفشي كوفيد-19 في الصين، أكبر مستورد للنفط، إلى المخاوف من حدوث ركود.
فتح الاجواء
وتثير زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تكهنات حول تقارب محتمل مع السعودية بعد تطبيع أربع دول عربية خلال السنتين الماضيتين علاقاتها مع إسرائيل، وبعد مؤشرات الى محاولات لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام السعودي إزاء هذه المسألة.
وقبل وصوله إلى المملكة، أعلنت الرياض فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، في بادرة حسن نيّة واضحة حيال إسرائيل. وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفًا إيّاه بأنّه “تاريخي”.
وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة في بيان على تويتر، إنّها قرّرت “فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية” التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد. ويرفع هذا الإعلان فعليا قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها.
ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية. كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بايدن على “مفاوضات ديبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة” للوصول إلى هذا الإعلان.
لكن على الرغم من مؤشرات التقارب، لطالما ردد الملك سلمان في خطاباته أنّ المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط، حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن السبت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.
وتمثل جدة المحطة الأخيرة في جولة بايدن في الشرق الأوسط بعد محادثات أجراها الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في اليوم السابق.
وأكد بايدن، وهو يقف إلى جانب عباس، التزامه بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ، وقال إنه “يجب أن يكون هناك أفق سياسي يستطيع الشعب الفلسطيني رؤيته بالفعل”، مضيفاً انه يدرك أن حل الدولتين قد يكون “بعيد المنال”.
من جهته، طالب عباس بانهاء الاحتلال ووقف الاعمال الاحادية التي تقوض حل الدولتين وقال إن “فرصة حل الدولتين على حدود عام 67 قد يكون متاحاً اليوم فقط ولا نعرف المستقبل”.
ودعا الرئيس الأميركي إلى كشف ملابسات مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة التي قتلت في 11 أيار خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية.
وطلبت عائلة الصحافية مقابلة بايدن خلال زيارته، لكن مسؤولاً بارزاً في الإدارة قال للصحافيين إن الرئيس “غير قادر على فعل ذلك” ، وأشار إلى أن العائلة قد دُعيت إلى واشنطن.