الشرق الأوسط

بسبب كلبين.. مناوشات بين لاجئين سوريين وسكان مدينة تركيّة

عاد الهدوء الحذر، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة كوجالي التركية الواقعة شمال غربي البلاد عقب مرور ساعات من توتّرات شهدتها المدينة على خلفية رفض سكانها بقاء المهاجرين فيها، إثر اتهامهم بقتل كلابٍ جراء تناولها مواد سامة بشكلٍ متعمّد، الأمر الذي نفاه لاحقاً مكتب والي مدينة كوجالي.

وخرجت تظاهرات مناهضة للاجئين في مدينة كوجالي ليلة أمس ثم تلاها هجماتٍ متعددة على محلاتٍ ومنازل تعود ملكيتها للاجئين سوريين يعيشون في المدينة منذ سنوات.

وذكرت مصادر لـ “العربية.نت” أن “أصحاب الكلاب التي ماتت مسمومة هاجموا المنطقة التي يعيش فيها اللاجئون السوريون بعد اتهامهم بتسميم كلابهم”.

وتعرّض شبان سوريون للضرب في كوجالي، لكن هذه الحادثة تحوّلت لشجارٍ متبادل بين سوريين وأتراك. وعلى إثرها تدخّلت الشرطة ومكتب والي المدينة.

وحذّر نائبان في البرلمان التركي عن أكبر حزبين معارضين في تركيا، من تعرّض اللاجئين السوريين في مدينة كوجالي للعنف، كما حصل في العاصمة أنقرة قبل نحو عامين عندما تعرّضت ممتلكات السوريين من بيوت ومحلات للسلب والنهب عقب مقتل مواطنٍ تركي على يد لاجئ سوري.

وقال عمر جرجرلي أوغلو، المدافع المعروف عن حقوق الإنسان والنائب عن حزب “اليسار الأخضر” المؤيد للأكراد إن “السوريين الذين يعيشون في المنطقة خائفون”، مضيفاً لـ “العربية.نت” أن “العمال السوريين لا يستطيعون الوصول إلى أماكن عملهم كالمصانع التي يعملون فيها خشية تعرّضهم للعنف”.

كما كشف النائب عن مدينة كوجالي أنه طلب لقاءً مع والي كوجالي ومنطقة ديلوفاسي الواقعة في المدينة والتي يعيش فيها لاجئون سوريون، لكنه لم يتلقّ رداً حتى الآن بشأن طلبه.

وبدأت التوترات في مدينة كوجالي على خلفية اتهام عائلة سوريّة لاجئة بالتسبب بمقتل كلب وإصابة آخر بقدمه.

وزعمت عائلة تركية أن العائلة السورية طلبت منها التخلي عن كلبيهما، الأمر الذي رفضته العائلة الأولى والتي فقدت واحداً من كلابها بعد مرور يومٍ واحدٍ من طلب العائلة السورية.

وكشف مهيب كانكو، النائب عن حزب “الشعب الجمهوري” في مدينة كوجالي أنه التقى بمكتب حاكم المدينة وقسم الشرطة معلناً نهاية التوترات كلياً، نافياً في الوقت ذاته مزاعم تضرر ممتلكات عائلات سورية.

وقال أيضاً: “رأينا زجاجاً محطّماً في منزلٍ واحد فقط، وتعود ملكيته لمواطن تركي”.

وتتكرر مثل هذه المناوشات في تركيا بين الحين والآخر نتيجة رفض السكان بقاء اللاجئين السوريين في بلادهم والبالغ عددهم أكثر من 3 ملايين لاجئ.

وتسعى تركيا منذ سنوات لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، لكنها لم تضع بعد خطة واضحة لتحقيق هذا الهدف.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى