بسمة قابيل تكتب| في الثلاثين من عمري
لم أتذكر كم من السنوات مضت وأنا واقفة في منتصف الطريق ، ألهو مع الأطفال ، وأندمج في أحاديث الكبار ، أستمع إلي الموسيقي وأرقص مع العاشقين ، وأنعزل مع دموعي في ليل المجروحين ، النشيطة المتوهجة للإنطلاق ، والكسولة التي لا تستطيع أن تنهض من فراشها … الثلاثينية والطفلة … هذا أنا … لكن تبدلت الأحوال وأصبحت الأمور تأخذ شكلآ مختلف تمامآ … اليوم أنا أقف في الطريق صريح اللون ، إبتعدت تمامآ عن اللون الرمادي ، والأشياء المتلونة ، والأمور التي تهوي مسك العصا من المنتصف ، إجتماعيآ ، إقتنعت تمامآ بأنني صرت أم ، تقريبا طفلة واحدة لا تكفي لتعزيز هذا الشعور فاليوم أشعره بكامل مسؤوليته الصعبة …. عاطفيآ تناثرت مشاعري ، إنهارت دموعي علي الأرض حتي كاد منها أن ينبت الزرع ..لكنها مختلفة … مختلفة لكونها مرتبطة بأجزاء من روحي … فكرت ماالذي كان يستحق سابقآ ،، لا شئ …فعليآ لاشئ عمليآ ، إقتنعت تمامآ أن النجاح لم يحدث بصفة فردية ، بل بمساعدة كل الظروف الخارجية حولك ، ولكن ماعليك هو أن تؤمن بنجاحك لكي تستطيع المواجهة … نفسيآ إقتنعت أنني ضعيفة جدآ ، روحي أصيبت بهشاشة .. تسقط بي مرة واحدة .. وليس فقط .. بل تنجرف بي نحو القاع بلا مخرج .. إقتنعت أنني في دائرة مغلقة بمفردي .. وأن كل من كان معي هم أشباه وجود .. ليس بالوجود الحقيقي … أفلتو يدي في وقت كان كل شئ بجسدي يصرخ بالنجدة والمواساه … وأخيرآ ، اليوم أصبحت الكائن الحقيقي .. الثلاثيني … الصورة التي كنت أستحقها من وجهة نظركم قد تحققت … رميت طفولتي وإشراقي … أتمني وجهي الشاحب يكون هو الصورة المثالية لكوني في الثلاثين من عمري …..