فتح تحقيق دولي في عملية احتجاز رهائن تكساس
ندد الرئيس بايدن بعملية احتجاز رهائن بكنيس بولاية تكساس انتهت بتحرير المُحتجزين. وتكشفت تفاصيل جديدة عن منفذ العملية وعلاقته بعالِمة باكستانية مسجونة بقاعدة قرب دالاس. وتساعد دول الولايات المتحدة في التحقيق حول الواقعة.
فتحت السلطات الأمريكية تحقيقًا دوليًا، حول الرجل الذي احتجز أربعة أشخاص في كنيس في مدينة كوليفيل في ولاية تكساس الأمريكيّة.
وقضي المهاجم خلال اقتحام الشرطة للمكان، فيما خرج جميع المحتجزين سالمين، علمًا بأنه كان يُطالب بإطلاق سراح باكستانيّة مدانة بتهمة الإرهاب.
وحُرّر الأربعة المحتجزين، ما أثار ارتياح الولايات المتحدة، حيث كرّر المجتمع اليهودي والرئيس جو بايدن الدعوة إلى مكافحة معاداة السامية، مثلما فعلت إسرائيل التي تابعت القضية من كثب.
وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن باحتجاز الرهائن واصفا ما حصل بإنه “عمل إرهابي”، متعهدا بـ”مواجهة معاداة السامية وبروز التطرف في البلاد”، ومشيدًا بعمل القوى الأمنية.
وقال بايدن خلال زيارة لمدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا إن العملية “كانت مرتبطة بشخص مسجون منذ عشر سنوات”، في ما يبدو تأكيدا للمعلومات المُتداولة عن طلب مُنفّذ العملية الافراج عن السجينة عافية صِدّيقي.
وهي عالِمة باكستانية حكمت عليها محكمة فدراليّة في نيويورك العام 2010 بالسجن 86 عامًا وتقضي العقوبة في منشأة في ولاية تكساس، بعد إدانتها بسبع تهم، من بينها محاولة القتل والاعتداء المسلح على ضباط أمريكيين في أفغانستان.
وصِدّيقي محتجزة الآن في قاعدة فورث وورث قرب دالاس. وأثارت قضيتها احتجاجات في باكستان. وسبق لجماعات جهادية أن طالبت بالإفراج عنها.
وأعلن قائد شرطة كوليفيل مايكل ميلر أنّ “فريق تحرير الرهائن اقتحم الكنيس” و”المشتبه به مات”، بدون أن يُحدّد ما إذا كان أنهى حياته أو ضربته الشرطة حتى الموت.
وقال مات ديسارنو من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في دالاس إن الرهائن الأربع وبينهم الحاخام تشارلي سيترون-ووكر لم يحتاجوا إلى إسعافات طبية، مؤكدًا أن محتجزهم “لم يتعرض لهم بأذى”.
وأضاف ديسارنو “سنُحقّق في شأن محتجز الرهائن ومن تواصل معهم”، في إطار تحقيق “دولي”.
وأفادت محطة “إيه بي سي نيوز” بأنّ الرجل كان يطالب بالإفراج عن عافية صِدّيقي التي أطلقت عليها صحف أميركيّة لقب “سيّدة (تنظيم) القاعدة”.
ويُمكن سماع صوت رجل مضطرب في بعض الأحيان يقول إنّ “هناك شيئا ليس على ما يُرام في أمريكا”، ويُضيف “سأموت”، طالبًا من محادثه مرات عدة الحديث إلى “أخته” عبر الهاتف.
وأفاد خبراء بأنّ الكلمة التي استخدمها الرجل باللغة العربيّة مجازية ولا تعني بالضرورة أنه شقيق صِدّيقي، غير أن السلطات لم تؤكّد ذلك بشكل رسمي، ولم تُحدّد ما إذا كان الرجل مسلّحًا ووضع قنابل داخل الكنيس.
ولم يعطِ ديسارنو تفاصيل عن دوافع المشتبه به، موضحًا أنه بناءً على مفاوضات مطولة ومتوترة مع الشرطة، لم يكن محتجز الرهائن يستهدف ربّما تهديد المجتمع اليهودي على وجه التحديد.
ومن جهتها، قالت مروة البيالي، محامية عافية صِدّيقي في تصريح لمحطة “سي ان ان” إن موكلتها “غير ضالعة بتاتا” في عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة أن الرجل ليس شقيق صِدّيقي ومشددة على أن موكلتها تندد بما حصل.
وتم تحديد هوية الرجل من قبل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي “إف بي آي” بأنه مالك فيصل أكرم (44 عاما).
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا إننا “على دراية بمقتل بريطاني في تكساس ونحن على اتصال بالسلطات المحلية”.
ويعمل رجال مكافحة الإرهاب البريطانيون مع السلطات الأمريكية بعد موت محتجز الرهائن، عقب مواجهة استمرت ساعات في الكنيس اليهودي بولاية تكساس.
وأكدت الخارجية البريطانية اليوم الأحد أن محتجز الرهائن بريطاني، وقالت شرطة العاصمة لندن إن رجال مكافحة الإرهاب كانوا على تواصل مع السلطات الأمريكية وزملائهم بمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي.
ووفقا لوكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا”، نددت وزيرة الخارجية ليز تروس بما وصفته بعمل من أعمال الإرهاب ومعاداة السامية، بينما قالت السفيرة البريطانية لدى الولايات المتحدة كارين بيرس إن السلطات البريطانية تقوم بتوفير “كامل الدعم لتكساس وهيئات إنفاذ القانون الأمريكية”.
وقالت تروس على تويتر إن “أفكاري مع المجتمع اليهودي وكل أولئك المتضررين جراء العمل المروع في تكساس. نشجب هذا العمل الإرهابي والمعادي للسامية”.
وأضافت “نقف إلى جانب الولايات المتحدة في الدفاع عن حقوق وحريات مواطنينا ضد أولئك الذين ينشرون الكراهية”. وتابعت “المملكة المتحدة والولايات المتحدة تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة الإرهاب والدفاع عن الحقوق الأساسية والحريات لمواطنينا”.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن “امتنانه وارتياحه” لانتهاء العملية، مشددًا على أن الحادث “يذكّرنا بأن معاداة السامية لا تزال قائمة ويجب أن نستمر بمحاربتها على مستوى العالم”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد “هذا الحادث الرهيب مثال جديد على الخطر المتواصل لمعاداة السامية”.
وقال مجلس العلاقات مع اليهود ومقره في سان فرانسيسكو “ما من أحد ينبغي أن يشعر بخوف من التجمع في أماكن العبادة”.